كيف لا تنهار سلطة تفاوض جرافة ؟!

صورة توضيحية

لم يقل لي " غوغل " المسافة بين منزل الشهيد مهند الحلبي والمقاطعة ، ولا كم تبعد " سردا " عن اقرب وزارة في رام الله ، ولم اتعب نفسي اصلا بالبحث عن اقرب مخفر شرطة فلسطيني عن منزل مهند الحلبي ، فقد تعودت على " حكمة اوسلو " التي لا يمكن استدراجها إلى " معركة " غير متكافئة مع جرافة " شريك السلام " الذي لا تشرك به ابدا ، ولم اقلق اصلا وأنا أتابع هدير الجرافات الإسرائيلية على شريط الخبر العاجل،

أن تزعج غفوة رام الله في الفجر ، لتصحو ببيجامات النوم للأمن الوطني، تراقب من وراء النوافذ تدمير منزل أحد الجيران ، وتعود إلى غفوتها، لتصحو صباحا لتكتب بالفيس بوك بطولات ومراجل فوق ركام المنزل المنهار !

وأن كنت أتفهم "ظروف" العين الفلسطينية في مواجهة المخرز الإسرائيلي، في معادلة العين البصيرة واليد القصيرة، ولا تروق لي الشعارات الرنانة التي تعلمتها من أجدادي العرب حين قالوا: " اشبعتهم شتما وفازوا بالابل " !

ولكن اما آن الأوان لفلاسفة اوسلو بعد اكثر من عشرين عاما من مفاوضات الجرافة الاسرائيلية التي تقتلع بيوت الفلسطينيين وتبني المستوطنات ، ان يدركوا اننا سلطة وشعب تحت الاحتلال ؟!

وان السلطة التي لا سلطة لها على ارضها عبثا ان تحكم سكانها الذين يصحون فجرا على جرافات إسرائيل وجنودها ، لتقتلع منازلهم امام عين المقاطعة في رام الله ، وحكومة " حكمة " اوسلو التي فيها وزراء ينظرون من نوافذ بيوتهم الى عدوهم وهو يدمر منازل جيرانهم !

وهل نصدق مخاوف نتنياهو من انهيار السلطة التي يدخل الى عقر دارها بجرافاته وجنوده ليجعلها متفرجة عاجزة ، وتنهار في عيون مواطنيها اولا ، ليشعل الحرب الاهلية الفلسطينية التي يخطط لها لتكون فلسطين مثل ما يجري حولها من دول المنطقة الغارقة في بحر الدم الاهلي ؟!

رأيت هذا الصباح على شاشات التلفزيون ام مهند الحلبي تقف على ركام منزلها بكل شموخ الفلسطينيات الصابرات ، ورأيت رام الله بين المنزل المدمر، والمقاطعة العامرة ، تبحث في هذا الانهيار عن سلطة تفاوضها جرافة !

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.