وكيف خطرت على باله المترف هذه الفكرة المجنونة ؟! لنصاب في وباء هذه الدهشة الخرساء التي تثرثر فينا ، وتقلب حياتنا رأسا على عقب بسبب شعور غامض لا يغمض له جفن وهو يتجول في داخلنا ، ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة في راحة روحنا ، ويمنحنا هذا الوجع اللذيذ الذي يوجعنا الشفاء منه !

هو الحب هذا الحادث القاتل ان خرجت منه سالما ، يداهمك في لحظة كعصفور ينقر قلبك ، ويفترس كذئب مراوغ روحك ويحولها الى رقائق شيبس تقرقشها ليلى !
هو هذا المحتال الذي " يتمسكن " حتى يتمكن ، وادع كتنورة ولئيم كجلباب ، له صفاء دمعة حين يصفو لك ، وتعقيد جديلة حين يجادل بخبث مشاعرك ، ويحول على مزاجه جيناتك الحيوانية الى جينات صالحة للاستخدام الادمي !

هو هذا الفوضوي الذي يرتب على مزاجه ديكور حياتك ، ويختار لك الوان ملابسك ، ويربط لك كل صباح ربطة عنقك وتمارس حياتك وعنقك بين يديه !

الحب هو الملاك الذي نحمله على اكتافنا ولا يهمنا ان كتب الحسنات او السيئات ، وهو الشيطان ان غضب يشيطن حياتنا ويطين عيشتنا !

كم هو لئيم هذا الذي اخترع الحب وجعلنا اسرى يصيبنا الرعب ان اطلق سراحنا !