لكم حرية الخيار بين الضحك والبكاء!

فلاحة

من القصص المبكية المضحكة في مطار تونس قصة ام فلسطينية طاعنة في السن ارادت زيارة ابنها المقيم في تونس يوم كانت تونس تستضيف منظمة التحرير الفلسطينية بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 82 !

وصلت الام الفلسطينية مطار تونس بعد معاناة طويلة بسبب وثيقة سفرها الفلسطينية التي اعادها مطار روما الى بيروت لأنها لا تحمل تأشيرة سفر الى تونس ،

وبعد عدّة محاولات بعد ان نامت على مقاعد الترانزيت في مطار روما المحتجزة به عدة ليالي وصلت اخيرا إلى مطار تونس، وانتظرت ساعات طويلة ليرسل مكتب المنظمة في تونس اسمها إلى سلطات المطار التونسي لمنحها اذن بالدخول، وبعد انتظار طويل نادى عليها موظف الجوازات التونسي وختم لها وثيقة سفرها وقال لها باللهجة التونسية : " هزي" وهزي باللهجة التونسية خذي جوازك وامشي أي ادخلي !

وقفت الأم الفلسطينية حائرة أمام موظف الجوازات وهي موجوعة العظام على مقاعد الترانزيت بعد أن فهمت كلمة هزي التونسية أرقصي قالت المسكينة لموظف الجوازات : 

يا ياما انا امرأة كبيرة لا خرج رقص ولا هزّ !

والموظف يصرخ ويقول لها: هزّي ياولدي هزّي !

وصفنت الأم الفلسطينية بالمصير الذي ينتظرها لولم " تهز " و اعادها مطار تونس إلى روما وبيروت !

وحملت جوازها وبدأت تهز وترقص أمام مكتب الجوازات التونسي والموظف التونسي ينظر إليها باستغراب ويصرخ: اشبيك هزي ربي يعيشك وهي تواصل الرقص، الا أن فهمت أن هزي هي نهاية معاناتها الفلسطينية التي لا يعرفها الا من يحمل وثيقة سفر فلسطينية تهزّ البدن قبل أن تهز خصر هذه العجوز المسكينة الموجوعة العظام !

ولكم بعد هذه القصة حرية الخيار بين الضحك والبكاء!

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.