قيل لي هل تحبين الوطن؟
فقلت: وهل يجوز لي أن أحب سوى سمائه..

فقالوا كيف تحبينه ؟!

فاجبتهم: أحبه حب الجسد الذي لا يعشق أن يفارق روحه..

فكل قطعة من جسمي تعشق كل حرف من حروف اسمه..

كل نفس أتنفسه يكون شاهدا على تعلقي به..

كل نبضة ينبضها قلبي تدق معلنة حبي له..

أحبه لأنه يمثل ماضي وحاضري ومستقبلي..

ويمثل بالنسبة لي حواسي الخمسة ..

حيث لا أرى جمالا في الدنيا يعادل جمال طبيعته..

ولا يمكن أن أسمع صوتا شذيا أعذب من صوت مآذنه..

ولا يمكن أن أشتم عطورا تفوق بروائحها الزكية..

عبير ضفته وغزته ويافاه وبيت مقدسه..

ولا يمكنني أن أتلذّذ إلّا بطعم تينه وزيتونه وعنبه..

ويداي لا تقدس إلّا لمس ترابه وحجارته..

وفوق ذلك قلب ينتفض لأحداثه لهفة..

وآه على القلب ما أصعب لهفته..

فعجبا لشخص لم يجد للوطن بحبه..

او حتى كان خائنا بطبعه..

فالحمد لله أن انعم علي لذة عشقه..

كلماتي هذه ليست شعرا أو حتى نثرا هي مجرد مشاعر جياشة بالقلب..

كلمات من قلبي إلى قلب الوطن.