منطق فلسطين الأم!

صورة توضيحية

ومنطق فلسطين الضواحي !

بعد يوم واحد على ذروة الحراك الشعبي لفلسطيني الخط الاخضر في سخنين هل يعقل ان يتجاهل الرئيس الفلسطيني هذه الهبة الجماهيرية لمليون ونصف مليون فلسطيني ولا يذكرهم بكلمة في خطابه ؟!

وهم اصحاب البلاد في فلسطين الام التي تعيد اليوم جوهر الصراع الى حقيقته في معمعة منطق فلسطين الضواحي الذي يبحث عن دويلة مسخ بين حاجز ومستوطنة ؟!
واذا كان لابد للتذكير :

انطلاقتان في ذاكرة الفلسطينيين تؤسسان لمرحلة نضالية في الصراع مع اسرائيل انطلاقة حركة فتح في 1/ 1 /1965 وانتفاضة يوم الأرض في 30 آذار 1976 ولعل في هاتين الانطلاقتين ما يرسم ملامح الصراع مع اسرائيل بعد نكبة 48
واذا كانت انطلاقة حركة فتح هي ثورة اللاجئين الذين ُشردوا من ارضهم في الشتات التي قادها الزعيم الراحل ياسر عرفات ، فان انتفاضة يوم الارض والتي قادها الزعيم الراحل توفيق زياد ، تعتبر انطلاقة ثورة ما بقي من الفلسطينيين في ارضهم ثورة اهلنا في البلاد في عقر دار عدوهم !

وبين الثورتين كانت الأرض اصل الصراع وجوهره ، حاول الفلسطينيون في الوطن والشتات مواجهة الغزو الاستيطاني الصهيوني الذي هو حقيقة المشكلة الفلسطينية مهما اختلفت الاساليب النضالية للثورتين !

اليوم نحن امام منطقين في السياسية الفلسطينية منطق فلسطين الأم ومنطق فلسطين الضواحي !

واذا كان منطق فلسطين الضواحي الذي قاد ثورة اللاجئين قد ادمن الواقعية السياسية ، بهدف انقاذ ما يمكن انقاذه بحل الدولتين على حدود الـ 67 قد وصل الى طريق مسدود في صفقة اوسلو ، التي انهارت بين اسنان جرافات الاستيطان الاسرائيلي ، وابتلاع ما يمكن انقاذه من ارض تصغر رقعتها كل يوم امام المفاوض الفلسطيني في مفاوضات العين والمخرز وفق معادلة مريرة : ما كان لك هو لي وما بقي لك هو لي ولك حسب منطق شايلوك اليهودي ، لتجد ثورة اللاجئين نفسها امام خيار ان تحكم السكان ولا تحكم الارض ، وهو حقيقة الواقع الذي فرض على السلطة الفلسطينية ، التي اعتقدت ان صفقة اوسلو قد تمنحها دولة فلسطينية ثمنا لاعتدال سياسي بدأ بسيل من التنازلات عن فلسطين الأم من اجل فلسطين الضواحي !

يصحو الفلسطينيون اليوم على حقيقة تم تغيبها في اوهام الواقعية السياسية وهي ان اسرائيل كلها مستوطنات على ارضنا منذ عام 48 ومن " الزناخة " السياسية التطنيش عن مستوطنة في حيفا وتذكر مستوطنة في نابلس ! متى ندرك ان فلسطين كلها تحت الاحتلال ؟ ولا يختلف احتلال في الناصرة عن احتلال في بيت لحم ! ولا فرق بين فلسطيني مشحّر من ام الفحم وفلسطيني مشحّر في بيت ساحور، ولا بين فلسطين لاجئ في مخيم اليرموك وفلسطيني لاجئ من عسقلان في غزة !

وقبل ان " ينط " لي مفاوض فلسطيني يده في زنار كيري يعد طبخة بحص اسمها حل الدولتين ويتهمني بالتطرف وعدم الواقعية السياسية سأقول : الواقعية السياسية لا تلغي الواقع ولا تزور الحقوق ان كنت غير قادرا على تحقيق حقي لا يعني نفيه صائب عريقات سيبقى صائب عريقات لن يتغير اسمه قبل المفاوضات او بعدها وكذلك التسميات !

فلسطين هي فلسطين ولنكف عن التسميات الحمقاء لـ فلسطيننا الواحدة الموحدة لا فلسطين التاريخية ولا فلسطين 48 ولا فلسطين الخط الاخضر ولا فلسطين الـ 67 !

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.