أشياء صغيرة صارت بعيدة المنال !
أصاب كل صباح بنوبة حنين لصباحات في البال ، صار من الصعب تكرارها !
قد تبدو اشياء صغيرة وربما سخيفة ، ولكنها تجعل لصباحك نكهة الفرح !
اشتاق مثلا لرائحة الحبق المزروع في ( تنكة ) بصحن دارنا في حمص ، يوم كنت تلميذا في الصف الأول نجتمع حول ( طبلية ) الفطور ! إلى الآن لم تغادر ذاكرة انفي رائحة الحبق ، ولا اعتقد أن كل عطور كريستيان ديور تنافس هذه الرائحة بعبير الجنة !
أن اصحو على صوت (بابور الكاز ) يهدر في مطبخنا كل صباح !
متعة لا يعرفها الا جيلي، يوم كانت الحياة بسيطة منزوعة التكنلوجيا وكانت أحلامنا فراشات ملونة تقفز حولنا !
أو أن أزور عمتي في دوما بريف دمشق ، وافتح عيوني على سلة تين بلون الذهب ، وأمضي يومي في أحضان الغوطة اقشر الجوز وأعود إلى عمتي ويداي وقد صبغهما قشر الجوز بالسواد !
في مرحلة من العمر يصيبك حنين موجع لأيام زمان ، تستحضرها كشريط تعيده إلى الوراء ، وتتفرج على حياتك بالأسود والأبيض وتشرب النسكافيه في غربتك الاسكندنافية ، وتبذل جهدا لابتسامة قد تفشل !
الصباح بالنسبة لي هو شروق الحنين في الروح التي تشيب هي أيضا ، وفي النفس نفس تشيب ، وتداوي هذا الافلاس بالبحث في الدفاتر العتيقة كما يفعل التاجر حين يفلس !
كل صباح انقب في الذاكرة عن صباح قديم أمزج زرقته بصباحي الرمادي لكي أقوى على قول : صباح الخير !