ما وراء خسارة الشبيبة واكتساح الكتلة و الفتاة "الشقراء"

كتبت صباح اليوم مقالاً مقتضباً قلت فيه إن الكتلة الإسلامية ستفوز في انتخابات جامعة بيرزيت، وأن الساعات القادمة ستكون كفيلة بذلك، وهذا ما حصل فازت الكتلة وتهاوت الشبيبة إلى مستوى لم تنزل إليه منذ عدة سنوات.

وعن أسباب فوز الكتلة وتراجع الشبيبة، فأبدأ بالحديث عن العمل المنظم الذي تعرف به حركة حماس وكتلتها الإسلامية، والعمل الدؤوب هذا العام على استقطاب طلاب السنة الأولى، حيث كانت الكتلة دائماً تخسر بسببهم، لكنها في هذا العام حصدت 52 بالمئة من أصواتهم، وذلك بعد عدة أنشطة وفعاليات واستقطاب لهم.

أما السبب الثاني فهو الضعف الذي يجتاح حركة فتح بشكل عام، ولا نلوم هنا الشبيبة وكوادرها في بيرزيت، فالظروف السياسية خارج الجامعة تنعكس داخلها، ولا تنحصر المنافسة بين الطرفين على الكفاءة بالعمل النقابي وإنما بناءً على البرامج السياسية لحزبيهما، فالسياسية العامة لحركة فتح وهي السياسة العامة للسلطة التي ما زالت تتمسك بالتنسيق الأمني واتفاقيات مع الاحتلال يرى غالبية الفلسطينيين أنه يجب التحلل منها فوراً في ظل جرائم الاحتلال المتواصلة.

والسبب الثالث، هو أن هذه هي الانتخابات الأولى عقب العدوان الأخير على غزة والذي سطرت فيه المقاومة بغزة ملاحم بطولية في مقارعة الاحتلال، وذلك رغم أن النتائج النهائية للحرب لم تكن وفقاً لما كان مأمول، إلا أن تلك الحرب زادت من شعبية حركة حماس.

أما السبب الرابع والذي لا يجب أن يستخف به أحد، فهو الصور التي انتشرت يوم أمس للفتاة "الشقراء" غير المحجبة التي كانت ترفع راية الكتلة الإسلامية في بيرزيت، حيث تم الاستهزاء بتلك الفتاة وأسيء لها من قبل أنصار الشبيبة وحركة فتح، وظنت الماكينة الإعلامية لفتح بأن الصورة هذه ستساهم في ضرب الكتلة، لكن التأثير كان عسكياً وخصوصاً بعد الفيديو الذي ظهرت فيه ذات الفتاة ودعت فيه للتصويت للكتلة، حيث انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.

وباعتقادي فإن نتائج هذه الانتخابات ستكون مقاربة لأي انتخابات تشريعية ورئاسية قد تجري في الفترة القادمة، وأن الفارق بين الكتلة والشبيبة سيتضاعف العام القادم ما لم تقم فتح بمعالجة أسباب الفشل.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.