زياد يلتحق بركب ياسر .

ليس من السهـــل تطويع الكلمة لوصف مشاعرٍ متناقضه ..فنحن نتحدث عن مناضل له تجربة عاصفه كما هو  في عالم الإنتماء الوطني لفلسطين وله تجربة نضالية فذه في عالم الإنتماء الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وكذلك وبنفس الوقت نتحدث عن صاحب تجربة في العمل الحكومي بإعتباره وزيرا".
فلسطيني ...فتحاوي ...وزير ...وأخيرا" شهيد .
هو ...
فلسطيني .... في زمن غياب فلسطين وتراجع مكانتها في أولويات العرب ..ولكنه عربي فلسطيني وفلسطيني  عربي.
هو  كما هي القدس ورام الله وغزة والخليل ونابلس وسلفيت وقلقيلية وأريحا ..هو كما هي اللد وحيفا أصلا" .
كلها عربيه فلسطينيه ...فلسطينية عربيه ...كل تلك المدن وأكثر ..كلها فلسطينية وعربيه وكلها تعرف زياد لأنه الفلسطيني العربي حقا".
فزياد فلسطيني عربي كما هو ياسر .
فلسطيني إنسان ...فلسطيني مؤمن بأن فلسطين العربية قضية كل إنسان لأننا أصحاب حق ولأننا تعرضنا الى ظلم التاريخ والحاضر ويجب أن لا نتعرض الى ظلم المستقبل ...ولهذا كان العديد من المتضامنين المؤمنين بالحق الفلسطيني حاضرين معه .
حضر المتضامنين الأجانب وأعلامهم وإعلامهم ...حضروا ليروا بأم أعينهم ...كيف تمارس دولة الإحتلال البطش ضد كل ما هو إنساني ..فزياد لم يحضر مدججا" بالسلاح وإنما حضر مدججا" بالزيتون الفلسطيني ليزرعه بإيمان وأمل في أرض تستحق أن نرويها بكل الدماء .
زياد الفلسطيني العربي كان إنسانيا" تماما" كما هو ياسر .
هو ....
فتحاوي ..ناضل مبكرا" واختار حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) لتكون هويته النضاليه ولم يكن إختياره عبثيا" بل كان أختياره إختيارا" لفلسطين وللعروبة وللإنسانية لأن كل ذلك هو فتح ولأن فتح أختارت طريق النضال بكل الطرق لتحرير الوطن ولإقامة الدولة ولتحقيق السلام .
حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح ) وقيادتها وجماهيرها ...
بالبندقية ...نريد الحقوق والسلام .
بالحجر ...نريد الحقوق والسلام .
بالمظاهرات وبالاعتصامات وبالاضرابات وبالحوارات ...نريد الحقوق والسلام .
بالدبلوماسية ...نريد الحقوق والسلام ...وكذلك بالإنتفاضة الشعبيه نريد الحقوق والسلام .
بكل الوسائل والطرق نريد ما نريد وعلى الإحتلال إختيار الطريقة لأننا حتما" سنكون على مستوى ما نريد .
أما الفتحاوي زياد فهو كان في كل الأماكن والطرق ..بالبندقيه كان وبالحجر كان وبالمظاهرات والاعتصامات والاضرابات والحوارات كان .
والأجمل بأنه بالدبلوماسيه كان ...وحتما بالانتفاضه الشعبيه سيكون .
هو فتح تمشي على قدمين ...هو فتح إذا أردنا أن نعرفها أو نوصفها ....
بكل ذلك هو كان كما كان ياسر .
وزيرا" ...وزيرا" ولكن لمقاومة الجدار والإستيطان ...وأستشهد أثناء ممارسته لعمله  ....والغريب بأنه بذلك كان كما كان ياسر .
لا يوجد منا من يقدر على إختيار النهاية ولكن الكل منا يقدر على أن يختار الطريق ...والنهايه كانت تقتضي بأن يلتحق زياد بركب ياسر ...لأنه كان كما كان ياسر .
رحم الله الشهداء ...والتحية كل التحية لياسر وصحبه وركبه ...وعاشت فلسطين وعاشت فتح لفلسطين .
 

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.