هل باتت الأجهزة الأمنية تخشى النشرة الجوية؟

قصي الحلايقة

لربما أرعبتهم توقعاته بمنخفضٍ قادم، أو رأوا في الغيوم الركامية التي شاهدها عبر شاشة الأقمار الصناعية، تهديداً "لأمنهم القومي" أو ظنوا أنه قد يتبنأ برياحٍ شديدةٍ تزيل معها الفساد والفاسدين، وإن كانت هذه الأسباب غير مقنعة، فليعطني أي قارئ سبباً آخراً كافياً من أجل إيجاد المسوغ القانوني لاعتقال شابٍ مهذب، وراصدٍ جوي فلسطيني موهوبٍ ك" قصي الحلايقة" الذي مضى يومين حتى الآن على اعتقاله في سجون الأمن الوقائي بالخليل، بعد أن استدعي للتحقيق.

قصي شاب مثقف ومبدع ويدير موقع "طقس الوطن فلسطين" وبدأ تطوير موهبته في رصد حالة الطقس منذ عدة أعوام حيث يدير الآن الموقع الذي يحظي بمتابعة عالية محلياً وعربياً، وقد شاهدناه وسمعناها عبر الإذاعات والفضائيات العام الماضي، حين صدقت توقعاته ووقعت "عاصفة الخريف" التي لم تتنبأ به الأرصاد الجوية الرسمية.

وعدا عن ذلك فيعرف قصي في جامعته (جامعة بيت لحم) بأن من أنشط الطلبة، وأسس نادي البيئة في الجامعة بمشاركة زملاءٍ آخرين له.

أطلقوا سراح قصي الآن كي لا تغافلنا المنخفضات الجوية، كما كادت "عاصفة الخريف" أن تغافلنا السنة الماضية.

 

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.