عيسى قراقع..المواطن الفلسطيني الأول

عيسى قراقع
لا أدري من أين أبدأ، فلم يُبق لي زملائي الصحفيين كلاماً عذباً طيباً إلا وقالوه في وزير الأسرى السابق عيسى قراقع، ذلك الوزير الذي لم يشعرنا يوماً بـ "سطوة الوزير" أو "نعرته" التي اعتدنا عليها لدى وزارئنا في الحكومات الفلسطينية المتعاقبة للأسف.
 
لم يكن قراقع يوماً من هواة السيارات الفارهة أو الحراسات المدججة كما فعل آخرون فعاثوا خراباً في البلاد، وأرهقوا فيها العباد.
 
أبو خالد كان دائماً مثالاً للمواطن الفلسطيني الأصيل الذي  يعرف معاناة الأسرى ويعرف أنهم بحاجة لكل لحظة نتضامن فيها معهم.
 
بحكم عملي الصحفي، لم أرفع يوماً سماعة الهاتف لأتصل بالوزير قراقع ، إلا وكان سريع الرد وقيماً في احترامه لي ولزملائي بطيب تعامله.
 
في كل إضراب كان يخوضه الأسرى، في كل اعتداء لإدارة السجون على أقسامهم، كان أبا خالد دائماً على أتم الاستعداد لنقل صورة العدوان عليهم، والدعوة إلى الفعاليات التضامنية معهم التي كان دائماً في مقدمتها. 
 
ولعل ما يثبت صحة كلامي، هو ما أقرأه يومياَ وفي كل لحظةمن كلمات حزنٍٍ وأسف على مغادرة أبا خالد لوزارة الأسرى، ولعلها المرة الأولى التي نجد فيها تعاطفاً إعلامياً وشعبياً مع وزير أو مسؤول لأنه غادر منصبة.
 
وحين ترى وزيراً مثل قراقع، فكيف لك بعدها أن تقبل بوزراء من النوعية الأخرى النقيضة؟ لا نريد حكومات تكنوقراط ولا أحزاب..بل نريد حكومةً يكون كل وزير فيها عيسى قراقع. 
 
ليس غريباً علينا أن نراك أبا خالد في اليوم التالي من تشكيل الحكومة الجديدة،  في مقدمة المتضامنين مع الأسرى في أكثر من مدينة، كنت معنا كفلسطينيين، كنت مع أسرانا في كل لحظة، ولن ينس أحد ما قدمته من مجهود لتثبت للجميع أنك كنت الرجل المناسب في المكان المناسب...لذا إقبل مني أن أُطلق عليك هذا اللقب..فأنت فعلاً "المواطن الفلسطيني الأول". 

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.