"رسالة من الشهيد حمزة أبو الهيجاء إلى الرئيس عباس"

فُجعنا صباح اليوم السبت، بخبر استشهاد ثلاثةٍ  من خيرة أبناء الشعب الفلسطيني، حمزة أبو الهيجاء، وإخوانه في النضال محمد أبو زينة ويزن جبارين، شهداءٌ ثلاثة من فصائلَ ثلاثةٍ مختلفة، سطروا بدمائهم صفحة جديدة في تاريخ النضال الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ولكن المؤسف أن الشهداء ارتقوا في ظل تواطؤ واضحٍ من قبل السلطة الفلسطينية ممثلةً بأجهزتها الأمنية ورئيسها محمود عباس، الذي لطالما تغنى بالتنسيق الأمني في لقاءاته مع الصحفيين الإسرائيليين، وليعلم اليوم أن دماء الشهداء الثلاثة هي ضحية هذا التنسيق.
ولو كان الشهداء يعودون، لعاد الشهيد أبو الهيجاء وكتب رسالةً  إلى الرئيس عباس، ملؤها اللوم والحزن على حالهِ(الرئيس عباس) وحال السلطة الفلسطينية التي باتت أداةً في يد الاحتلال الإسرائيلي، وكانت الرسالة المفترضة ستأتي كما يلي:

السيد محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية،

تحية الشهداء وبعد،

أنا الشهيد حمزة جمال أبو الهيجاء، ارتقيت على أرض مخيم جنين الطاهر يوم السبت الموافق الثاني والعشرين من آذار للعام ألفين وأربعة عشر، قضيتُ بعد ان اعتقلت ثلاث مرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وخمس مرات في سجون أجهزتك الأمنية، التي حاولت اعتقالي عشرين  مرة في الشهر الأخير من حياتي، وما زالت تؤلمني كل لحظةٍ تعرضت فيها للظلم من قبل سلطتك، لكل مرةٍ اقتحموا فيها منزل عائلتي، وروعوا بها مخيمنا الصامد، ما زلت لا أجد تفسيراً لما فعتله أجهزتك الأمنية، ولن أجد أي تفسيرٍ لتفاخرك بالتسيق الأمني الذي لطالما كان السبب في استشهاد العديد من إخوتنا واعتقال مئاتٍ آخرين".

كم تمنيت أن أراك رئيساً حقيقياً لفلسطين، وأن أرى أجهزةً أمنيةً لا تخذل أبناء شعبها، ولا تتركهم لعدوٍ يفتك بهم أمام أعينها، فالرحيل لم ولن يؤلمني كما آلمني خذلانكم".

ملاحظة: الرسالة من وحي الكاتب وليعذرني الشهيد أبو الهيجاء إن انتحلت شخصيته، فلا أحد بمكانته، ولا أحد يمكنه أن يقارن نفسه بتضحيته.

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.