الإعلام الفلسطيني.. واقعٌ مرير وتراجعٌ في الأداء

عندما يصبح الإعلام الفلسطيني حبل المشنقة الذي يعلق على رقاب الجمهور الفلسطيني، ويقوم بتنفيذ أجندة خارجية تخدم مصالح الغرب وأذنابه في الشرق الصوت في محاولتهم لبث النزاع والسيطرة الاقتصادية والاعلامية والسياسية، في الطريق إلى العلمانية والهيمنة المطلقة للمصالح الغربية الطامعة وهي الام الحنون لعدونا ما يسمى إسرائيل، يصبح إعلام خائن يجب علينا محاكمته وإيقاف تلك المهزلة والخزعبلات والتلاعب بالعقل الفلسطيني وبث الريبة في صفوف الشعب والعمل على تقسيمه وإستباحة الدم الفلسطيني من جديد لتكرارسيناريوا عام 2006 وتطبيقه في الضفة وتنفيذ وتشديد الحصار والعزلة لقطاع غزة . وإظهار الحركات الاسلامية وحركات المقاومة بأبشع الصور وخلق حالة النفور الشعبي وفوبيا الحركات الاسلامية، فذلك تواطؤ وإجرام بحق الشعب الفلسطيني وبحق القضية الفلسطينية وبحق دماء الشهداء وعذابات الأسرى .

 إن ما يقوم به الاعلام الفلسطيني اليوم هو كارثة بكل المقاييس التي لم تأخذ بعين الاعتبار القوانين ولوائح الشرف للعمل الصحفي ، بل إنغمست بالدعم المالي والمردود الاقتصادي النفعي للقائمين على وسائل الاعلام الفلسطيني التي تحاول إلهاء الشعب عن القضايا المحورية للصراع وأبعاده والمخاطر التي يواجهها الشعب والمكان والتراث والتاريخ من قتل وترهيب وتهويد وإستيطان . إعلامنا للأسف أصبح سيف مسلط على رقابنا كمشاهدين وصحفيين .

 نظرية الرصاصة أو الإبرة تحت الجلد تم الاتفاق على عدم جدواها وعدم فاعليتها منذ أكثر من نصف قرن، ووسائل الاعلام المحلي ما زالت تحاول إعتمادها بتغييب عقل المشاهد وفصله عن المحيط الاعلامي الواسع الذي نعيشه اليوم في ظل الفضائيات وإنتشار إستخدام الانترنت والإعلام الاجتماعي، والقانون الفلسطيني يحدد صلاحيات وحريات صحفية بقوانين أكل الدهر عليها وشرب منذ أندثار الاستعمار ويقيد حريات أخرى حسب صلاحيات ومصالح الدولة العليا !! والسلطة التنفيذة تنتزع تلك الحقوق لمن يخالفهم الرأي وتطبق أخرى بما يتناسب مع مزاجهم السلطوي والسياسي .

    أين نحن من الإعلام الدولي والإقليمي؟ أين تميز الصحفي الفلسطيني؟ ونحن أحوج ما نكون إلى الموضوعية والشفافية والمصداقية ونصر الحق وكشف الحقيقة وزيف الباطل والدفاع عن الحريات وتوحيد الرأي العام بما يخدم ويقوي القضية الفلسطينية ويشد من أزرها أم هي هي مجرد عبارات خطابية تعودنا على سماعها وترتيلها عند كل مؤتمر؟.

 على نقابة الصحفيين أن تعود لدورها القيادي في ضبط وتوحيد لغة الخطاب الفلسطيني والوقوف في وجه من يحاول أن يبث سمومه عبر وسائل الاعلام لزيادة الفرقة والانقسام . ونحن أحوج ما نكون الان لوحدتنا الفلسطينية .

  يا معشر الصحفيين، سيكتب التارخ دوركم إذا توحدتم وحاربتم الانقسام ووحدتم الرأي الفلسطيني، أعلم بأنكم كصحفين قادرين على خلق التأثير والتغيير. وسيكتب أيضاً من تخلف وتخاذل وزعزع وزرع الفتنة ، سيكتبهم في صفحاته السوداء، فأين ضميركم الانساني وواجبكم الوطني ودوركم القيادي ، هذه هي فرصتكم للعمل الجدي والحقيقي

 أتركوا أي خلاف وإنتماء سياسي تدينون به ولتكتب أقلامكم وتصدح ألسنتكم ولترصد صوركم ما يوحدنا ويقوينا. هذه رسالتي بعد الخيبات التي أراها وأراكم تزرعونها والشعب يحصد ثمارها .

    لا وقت للأجندة الخارجية . فلتعمل الاجندة الفلسطينية الوطنية .

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.