اللاجئون اليهود... وسالم حنا خميس ونريد تمرد فلسطين!

 

في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي نجح مكتب اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو ووزارة خارجيته في عقد إجتماع في الأمم المتحدة لبحث قضية "اللاجئين اليهود من الدول العربية"، وفشلت المساعي العربية لمنع عقد الإجتماع في تلك الفترة، وكان الهدف من الاجتماع حينها الربط بين قضيتي اللاجئين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل التوصل الى أي اتفاق سلام بين الطرفين.

عرفت اسرائيل في ذلك الإجتماع لاجئيها على أنهم الذين تركوا العالم العربي ابتداء من نوفمبر 1947، وقدرت عددهم بـ 800 الف لاجئ يهودي، وأوصت اسرائيل بربط ملف اللاجئين اليهود بملف اللاجئين الفلسطينيين في أي تسوية او حل لملف الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، وطالبت - بكل وقاحة - الدول العربية بتعوض بنحو 6 مليارات دولار.

بعيداً عن الادعاءات والأكاذيب الاسرائيلية، وبغض النظر عن محاولات اسرائيل للتغطية عن حق اللاجئين في العودة من خلال طرح مثل هذه الوثائق والاجتماعات، وبغض النظر ايضاً عن طريقة معاملة العرب لليهود في اراضيهم، بالرغم أن التاريخ يروي ان محمد الخامس "ملك المغرب" قام بحماية اليهود إبان الحرب العالمية الثانية. لم يرق هذا الأمر للقيادة الفلسطينية ورفضت ربط قضية لاجئي فلسطين بهذه الافتراءات، وبعد ذلك أهملت القيادة الفلسطينية هذا الموضوع ولم تتحدث به مطلقاً منذ ذلك الوقت، ولم تتحرك على أي مستوى لوقف هذه المهاترات، بالرغم ان المؤرخين والاكاديميين الاسرائيليين لم يتوقفوا من دعم هذا المشروع، بالرغم من اختفائه اعلامياً.

اليوم أعادت اسرائيل هذا الموضوع الى الواجهة مرة أخرى – او بالأحرى – أعادته الى الواجهة الاعلامية، فصحيفة هآرتس الناطقة بالعبرية ذكرت ان قنوات التلفزة الاسرائيلية قامت بحملة دعائية بعنوان "أخبر إبنك" لتشجيع اليهود الشرقيين على توثيق كيفية مغادرتهم من الدول العربية، بهدف الاستعداد للمطالبة بأملاكهم في البلدان العربية، او لجعل موضوع ربط قضيتهم بقضية اللاجئين الفلسطينيين أمر واقع.

ما تقوم به اسرائيل الآن كانت قد طلبته من الامم المتحدة قبل أعوام، عندما هاجم سفير اسرائيل في الأمم المتحدة رون بروسور المجتمع الدولي بسبب ما أسماه الصمت عن هذه القضية وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة باستدعاء لاجئين يهود لتقديم شهاداتهم، وجمع أدلة حول ماضيهم، والاعتراف بما أسماها المأساة الإنسانية التي عاشوها.

اليوم سيعود هذا الموضوع الى الاعلام الفلسطيني بشكل كبير وسيتصدر عناوين الصحف الفلسطينية، وسيفتى فيه بصالونات السياسة، وسنشاهد على شاشات التلفزة مجموعة من القيادات الفلسطينية سواء من داخل السلطة او خارجها يكررون نفس الكلام الذي تحدثوا به قبل عام أو اكثر، وأجزم ان اسرائيل ستمضي قدماً بمشروعها هذا، وسيغيب عن الاعلام لعام آخر، ويظهر مرة اخرى ولكن بقوة، وستخرج نفس القيادات لتكرر خطابها الإعلامي، فما أشبه اليوم بالبارحة!

 

سالم حنا خميس

في السابع عشر من يونيو 2005، رحل عنا عالم الرياضيات وخبير الإحصاء والإقتصاد الدولي، ابن قرية الرينة الفلسطينية الواقعة في الجليل الأسفل شمالي شرق الناصرة، البروفيسور سالم حنا خميس الذي أنهى دراسته الثانوية في الكلية العربية في القدس عام 1938.

برز البروفيسور بنشاطه الوطني مدافعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتسلم مناصب دولية هامة، إبتداءاً من عمله في مكتب الإحصاء التابع للأمم المتحدة، وثم ترأسه لدائرة الإحصاء الاقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية "الفاو"، ثم تعيينه رئيسًا لمجموعة الميثودولوجيا (المناهج) في مصلحة التنمية الإحصائية، وأيضاً مديرًا ومستشارًا رئيسيًا من قبل هيئة الأمم المتحدة لمشروع تأسيس المعهد العربي الإحصائيّ للتدريب والأبحاث في بغداد ـ عدا عن كونه كان مقيّم ومطوّر للفعاليات الإحصائية في منظمة التحرير الفلسطينية.

انجازات البروفيسور خميس ربما نحتاج الى عشرات الصفحات لنتحدث عنها، اليوم هي الذكرى الثامنة لرحيل هذا النابغة، وربما تكون ذكرى رحيل العشرات من المفكرين والمبدعين الفلسطينيين، ولكن من يتذكر!

 

نريد تمرد في فلسطين!

الكاتب الأديب والمفكر العروبي الإسلامي بكر ابو بكر، كتب مقالاً بعنوان "تمرد المصريين على الإخوان" يتحدث فيه عن حملة "تمرد" التي تحشد للخروج يوم 30 يونيو لسحب الثقة من الرئيس المصري محمد مرسي، وتحدث المفكر ابو بكر أن وضع الإخوان المسلمين في مصر لا يحسدون عليه، خصوصاً وأن الناس خرجوا من إناء الرعب من السلطة، وبالتحديد بعد فشل الإخوان في الحكم وعدم استطاعة السلطة الحالية في مصر من إحداث التغيير الذي طمحت إليه الثورة.

شخصياً من المهتمين بحملة تمرد المصرية، وأتابعها من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، حيث ان الحشد الجماهيري لهذه الحملة يتم من خلال هذه المواقع التي أطاحت بنظام مبارك، وما وصلت إليه الحملة من حشد يعد ضخم جداً.

ولكن، بعيداً عن حملة "تمرد"، وحملة الإخوان المسلمين المضادة لها بإطلاقهم لحملة "تجرد"، كفلسطيني أشعر بأننا نحن –الفلسطينيين- بحاجة الى حملة مشابهة لحملة "تمرد المصرية" بنفس القوة والحشد الضخم جداً، من أجل التمرد على امور كثيرة تحدث في مجتمعنا ولسنا راضين عنها، نبدأها بإصلاح بيتنا الداخلي بالتمرد على الإنقسام، والتمرد على الإحتلال، وأمور أخرى من شأنها تقييد الحرية وطمس العدالة الإجتماعية!

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.