المطلوب فلسطينياً دعم الفئات المهمشة وانهاء "باريس وتواضع المسؤولين

لعل الثورات الفلسطينية كانت ولا زالت موجهة ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي يسيطر على كامل مواردنا المائية والاقتصادية، ويعمل على اطالة عمره من خلال ما يبرمه من اتفاقيات مرحلية هي من فجرت الوضع وخلقت الازمة الراهنة.

لو أن الشعب والمسؤول في " كفة" واحدة، لما كانت هناك احداث شغب وتظاهرات عنصرية ضد شخص رئيس الوزراء او الرئيس او التلفظ بألفاظ نابية ضدهم ، نحن شعب لا زلنا نعتاش من خلال المنح والمساعدات الخارجية ، ونحلم بالحرية التي تمنحنا مزيداً من التقدم والرخاء

. أقول هنا الحرية والتحرر من قيد السجان والاحتلال الذي يحرق فينا الارض ويقتل اطفالنا كي لا يسيروا في العلم من أجل التحرير مستقبلاً

، إلا أن البعض الآخر يرى أن على السلطة وما أفرزته من نتائج كانت كارثية على الشعب الفلسطيني أن يرحل ، ولكن التساؤول الذي يُطرح هنا ، إن رحلت السلطة فما هو البديل الذي من الممكن ان يكون ويطمح له شعب تحت الاحتلال أليس قدوم السلطة الوطنية كان يشترط برحيلها بعد تمكنها من اقامة الدولة وتحرير الارض والشعب ، لتكون قادرة على السير قدماً فيما يتعلق بالعملة الفلسطينية وفك الارتباط مع الاقتصاد الاسرائيلي، ليتمكن شعب فلسطين من الخوض في تجربة الاستقلال لا الفوضى التي لا نهاية لها.

الاحتجاجات دائماً مشروعة ولكن السلمية منها والهادفة الى دعم قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني هم الفقراء او من يعيشون تحت خط الفقر.

ليس من أجل ان تعم الفوضى ولا من أجل ان ننهي السلطة الوطنية، ولكن يجب علينا التظاهر سليماً مطالبين برحيل اتفاقية باريس التي جلبت لنا القهر والفقر والارتباط مع دولة نحن نسعى للخلاص منها، وهنا يجب أن لا ننسى أننا نطالب من رجالات السلطة " الساسة" وهم أيضاً يعيشون تحت الاحتلال ، لا يمتلكون إلا القليل من الحيلة ألا وهي الوقوف الى جانب المظطهدين والمقهورين والمعوزين ، من أجلهم يجب أن نعمل لخفض اسعار السلع الأساسية والضرائب والبنزين وكل مشتقات البترول .

وعلى الجميع أن يعي جيداً ان مطالب الشعوب مكفولة ضمن القانون، وان من يحاول المس بأمن المواطن سيلفظه الشعب المقاوم ، سيلفظه من عاش الانتفاضتين محارباً مقاوماً لظلم وبطش الاحتلال ، ولن نتحرر من الاتفاقيات المذلة إلا من خلال التنظيم والوحدة والتعبير الحضاري عن مواقفنا والتأكد أن ما وصلنا له سببه الرئيسي وجود الاحتلال والمطلوب هنا ليس أن يدعم المسؤول تلك الفعاليات المناهضة للغلاء، بل أن يُسهم في ايجاد الحلول الجادة والحقيقية لمسبباته -الغلاء - ، لا أن ينزل الى الشارع ضد الحكومة او ضد رفع الاسعار وهو من يقف في الواجهة ويصنع القرار، من أجل أن لا نكرر مقولة العقيد معمر القذافي الذي دعم الثورة وكاد أن ينزل الى الشارع ليتظاهر ضد " نفسه