شاكيرا تختتم "موازين" بحضور أكثر من 200 ألف مشاهد

436x328_50576_151016

ليلة استثنائية عاشتها العاصمة الرباط، مساء السبت 28-5-2011، في حفل ختام ليالي الغرب في منصة السويسي بالدورة العاشرة من مهرجان موازين. وهو الحفل الأول للفنانة الكولومبية من أصل لبناني شاكيرا، كانت الشاهد على حمى الراغبين في الوصول لمتابعة الحفل، ومن كل الأعمار، ومن كل الطبقات الاجتماعية من الرباط ومدينتي سلا وتمارة ومن مدن مغربية أخرى وفق ما كشفته اللوحات المعدنية لآلاف السيارات التي تواجدت بالقرب من مكان إقامة الحفل.

إدارة مهرجان موازين قدمت لجمهور الرباط "الأيقونة الثانية للثقافة الكولومبية"، بعد الكاتب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز، فبحسب الأرقام الرسمية أكثر من 200 ألف ممن تمكنوا من الوصول وولوج مكان الحفل تم تسجيلهم من قبل المشرفين على الحفل، هذا زيادة على من تعذر عليهم الوصول بسبب اضطرار السلطات الأمنية المشرفة على الحفل لإقامة حواجز حديدية لإيقاف المد البشري الكبير الحجم الذي لم يتوقف طيلة حفل شاكيرا الذي سجل إجراءات أمنية جد مشددة وانتشارات لمختلف الوحدات الأمنية لتجنب وقوع أي تزاحم أو عمل تخريبي أو إرهابي ومراقبة عبر كاميرات، وانتشارا لعناصر أمنية بلباس مدني بين الجمهور، بحسب حديث مسؤول أمني للعربية بالتزامن مع الحفل.

إحدى القنوات الفرنسية وفريق عمل من وكالة "رويترز" العالمية، اللذان غطيا فعاليات مهرجان موازين، تركا منصة التصوير داخل حفل شاكيرا، عقب انتهاء حقوق تصوير الأغاني الثلاثة الأولى، وفق العرف المعمول به من قبل إدارة المهرجان وما تنص عليه العقود القانونية مع الفنانين، لينجزا تقريرا مصورا حول الأجواء المحيطة بالحفل مع إجراء مقابلات مع الجمهور. وفي جوار وداخل مكان الحفل، انتشرت أقمصة نادي برشلونة، ما بين الصغار والكبار والنساء والرجال، لأن حفل شاكيرا أتى عقب تتويج فريق برشلونة بلقب أبطال أوروبا، عقب فوزه بـ 3 إصابات لواحدة في منازلة مع مانشستر يونايتد. ولشاكيرا نصيب في الفوز لأن حبيبها جوزي بيكي، أحد نجوم النادي الكاتالوني. فأتى معجبو المغنية يعبرون لها عن حبهم لها وعن إعجابهم بها وبنادي برشلونة. وخلال افتتاح السهرة، أعلنت شاكيرا للجمهور، أن الغناء الليلة هو من أجل الاحتفال، في إشارة إلى فوز برشلونة في لندن.

التسريبات الصحافية تشير إلى أن شاكيرا أمضت قرابة ثماني ساعات في الرباط، فوصولها كان في الساعة الثالثة صباحا بالتوقيت المغربي، الثانية بتوقيت غرينتش، قادمة من بيروت على متن طائرة خاصة في سياق جولتها الموسيقية العالمية، لتنام ساعات قليلة في الجناح الفاخر لأحد فنادق ضواحي الرباط، قبل أن تعقد ندوة صحافية قصيرة، وتعطي مقابلات صحافية بدءا من الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المغربي، الرابعة بتوقيت غرينتش. قبل أن تتجه مباشرة إلى منصة السويسي لحفلة ختام المهرجان، قرابة الساعة العاشرة والنصف ليلا بالتوقيت المغربي. وبعد الحفل، استقلت طائرتها الخاصة والوجهة هذه المرة العاصمة البريطانية لندن، حيث تشارك في احتفالات فوز برشلونة، قبل استكمال جولتها الغنائية الصيفية.

وتضاربت الأنباء حول المبلغ المالي الذي حصلت عليه شاكيرا لغنائها لمدة تجاوزت ساعتين في موازين، ومن أجل مقام قصير ما بين الفندق والمنصة. إلا أن التقديرات تشير إلى أنها حصلت على أكثر من مليون دولار أمريكي، تكفلت شركة إماراتية تعمل في المغرب بتسديدها، وفق معلومات غير رسمية حصلت عليها "العربية". فيما لم تكشف إدارة مهرجان موازين عن أي معلومات تتعلق بأتعاب الفنانين الذين غنوا في موازين من المغرب ومن العالم العربي ومن العالم. ومن الأنباء التي تسربت، خبر يشير إلى تبرع يوسف إسلام براتبه نظير الغناء في موازين للمنظمات غير الحكومية المغربية.

إقبال كبير

وذكر بيان لمهرجان موازين، وصل لـ"العربية.نت"، أن المهرجان حقق رقما في الإقبال الجماهيري بلغ مليونين و230 ألفا من المتابعين، في مختلف المنصات التي قدمت عروضا غنائية، وعلى امتداد 9 أيام من المهرجان. والختام "كان قويا جدا" بحسب مجموعة من الصحافيين المتخصصين في تغطية المهرجانات العالمية. وقال أحدهم، في حديث "للعربية"، إنه "منبهر بحجم الإقبال الجماهيري المغربي على فنانة كولومبية تجلس على العالمية اليوم"، موضحا أن "تنظيم حفل من هذا الحجم ليس بالأمر السهل بتاتا، خاصة مع كل هذا التدافع لمشاهدة الأغاني التي تقدمها هذه الفنانة الاستثنائية".

شاكيرا غنت ورقصت وعزفت على القيثارة، وتحدت الجمهور في الإبهار، من خلال اقترابها أكثر من عشاقها من خلال جسر مخصص لها لتتماهى في صور فنية جميلة مع ألوان الإنارة التي زادت السهرة قوة، ولترقص التانغو والفلامنغو، وتغازل عازفا من الفرقة كان يحدق النظر في عينيها في لحظة تمثيل خلال السهرة. وما بين الإنكليزية والإسبانية لغتي غناء شاكيرا، تفاعل الجمهور بترديد كلمات الأغاني.

وللوصول من قلب الرباط إلى حي السويسي الراقي، مكان منصة حفل شاكيرا، زحمة مرور كبيرة، واضطرار لقضاء حوالي 40 دقيقة في مسار اعتيادي للسير عبر السيارات، لا يتطلب أكثر من 10 دقائق، وفي الأحياء القريبة من المنصة اصطفت السيارات على جانبي الطرق، ومئات من الراغبين في متابعة حفل شاكيرا مشوا على الأقدام بقية المشوار، وعشرات من حراس السيارات الذين يطلبون دولارا ونصف الدولار مقابل حراسة السيارة في حالة ركنها في منطقة مراقبتهم.

غياب راشد الماجد

ومرت الدورة العاشرة من مهرجان موازين دون تسجيل أي حادث أمني أو تزاحم أو خلل تنظيمي في التعامل مع الجمهور، باستثناء تغيب واحد، للفنان السعودي راشد الماجد الذي اعتذر عن الحضور بسبب وعكة صحية.

بينما واصل نشطاء التنسيقية الوطنية لمناهضة موازين حملتهم على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك للمطالبة بإلغاء المهرجان على خلفية اتهامه بالفساد المالي وتبذير الأموال الحكومية واستعراض العضلات أمام المواعيد الفنية والثقافية الأخرى. وهي نفس الاتهامات التي تعبر عنها حركة شباب العشرين من فبراير من خلال الشعارات التي سبق أن رفعتها خلال المسيرات السلمية في الشارع العام في الرباط ومدن مغربية أخرى قبل انطلاقة مهرجان موازين.

وبحسب مصدر تحدث للعربية، من داخل التنسيقية الوطنية للمطالبة بإلغاء مهرجان موازين، لم يتم الدخول في أية احتجاجات بالقرب من منصات مهرجان موازين طيلة 9 أيام ماضية، تجنبا لأي اصطدام مع الأمن الخاص والأمن العام المشرف على حماية المهرجان. إلا أن المصدر بين أن الحملة تواصلت على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيس بوك، وعبر الإعلام الداخلي والعالمي، وستتواصل بأساليب مختلفة التعبير عن مناهضة المهرجان.

ويرى مراقبون أن حركة العشرين من فبراير تلقت ضربة موجعة بالنجاح الذي حققه مهرجان موازين في دورته العاشرة الذي كانت بدايته باردة قبل أن يأخذ إيقاعه الاعتيادي وينجح في استقطاب جماهير واسعة ترغب في الاستمتاع بالموسيقي الشعبية المغربية من خلال حضور 100 ألف لحفل الفنان المغربي الصنهاجي، وتذوق الموسيقى الإفريقية في منصة أبي رقراق التي استضافت أسماء لها وزنها عالميا من القارة السمراء. بالإضافة إلى العروض المغلقة في كل من الموقع التاريخي لشالة حيث غنى في الاختتام نصير شمة، وفي دار الفنون وفي مسرح محمد الخامس الذي غنت فيه الجزائرية سعاد ماسي بشبابيك مغلقة.