ما الإجراءات التي يمكن من خلالها تطوير المنهاج ونقله من التقليد الى الحداثة؟
بداية فان هناك علاقة بين بناء المناهج وتطوير المناهج واعداد وتصميم المناهج، فكل تلك العمليات ترتبط بالوصول في النهاية الى مخرج واحد وهو المنهج الكامل في صورته النهائية، ولا بد ان نميز بين التطوير والتغيير، فالتطوير هو عملية خاصةبالمنهج وليس مكون من مكوناته ويقصد به النمو نحو الافضل فقط، أما التغيير فيمكن ان يكون إما للأفضلأوللأسوأ.
هناك العديد من الاسباب والمبررات التي تدعو الى تطوير المنهاج منها سوء المناهج الحالية وقصورها وايضاً التغيرات التي طرأت على التلاميذ والبيئة والمجتمع وكذلك الاتجاهات العالمية في مجال المعرفة والعلوم التربوية.
أما اذا اردنا الحديث عن الطرق والوسائل التي من شأنها المساعدة على الانتقال من المنهاج القديم الى المنهاج الحديث والعمل على تطوير المناهج فان اول ما سنبدأ الحديث عنه هو توحيد الجهود نحو رؤية مشتركة تتضمن التعليم بمفهومه الحديث وتسعى الى تطوير المناهج, بالإضافة الى ذلك فانه ينبغي الاهتمام بتطوير مراكز البحث العلمي بشكل عام والتربوي بشكل خاص والتي يمكن ان يكون مقرها في الجامعات والمؤسسات التعليمية والتربوية لان ذلك من شأنه جمع الجهود الساعية والرامية للتطوير على طاولة واحدة، حيث ان توظيف خبرات كل من الخبراء والمتخصصين يمكن ان يكون له اثر كبير في عملية التطوير للمناهج، ولا يجب اغفال دور التكنولوجيا التي اصبحت محركاً اساسياً لمختلف مجالات الحياه لذلك يجب عدم استثناء قطاع التعليم من الاستفادة من التطور التكنولوجي الذي يشتمل على تقنيات حديثة واجهزة متطورة يمكن توظيفها في عملية التعليم والتعلم لما في ذلك من اثر ينعكس على بيئة المجتمع التعليمي بشكل عام والتي يجب ان تكون مناسبة لعملية التعلم ومشجعة له، حيث يصبح التعلم اكثر متعة واعلى كفاءة واكثر تحقيقاً للنتاجات المرغوب تحقيقها.
بالإضافة الى ذلك يجب افساح المجال امام التطبيق العملي لما يتم تعلمه ووضع الطلاب في مواقف وخبرات بحيث يتعلم الطالب من تلقاء نفسه من خلال ممارسته للخبرات المختلفة، فالمنهاج الحديث اولاً واخيراً يركز على الطالب حيث انه محور العملية التعليمية التربوية التعلمية، وعلى المعلم ان ينوع في الوسائل التعليمية التي يستخدمها في تعليمه واشراك الطلبة في عمل هذه الوسائل واعدادها والتفاعل معها حتى يكون لها الاثر الاكبر عليه.
ولا ننسى ان المنهاج الذي سيوضع يجب ان يهتم بتنمية ابعاد شخصية الطالب جميعها سواء كانت هذه الابعاد ابعاد معرفية حيث يجب اشباع الاحتياجات المعرفية لدى الطلاب من معلومات ومعارف، أو ابعاد اجتماعية ووجدانية تتعلق بالتواصل والتفاعل وتنمية القيم الاخلاقية، بالإضافة الى ذلك المهارة التي يكتسبها الطالب من خلال التطبيق والممارسة.
وفيالختام فان هذه بعض المقترحات التي من شأنها ان تنتقل بنا من المنهاج التقليدي القديم الى المنهاج الحديث المتطور والذي من شأنه ان يرفع قيمة التعليم والتعلم ويجعل منها متعة ورفعة لنا فاذا تطور العلم تطورت مختلف المجالات الاخرى.
فالعلم يبني بيوت لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم
الكلية الجامعية للعلوم التربوية (دار المعلمين)
الطالبات:لانا زبيدي/عرين البرغوثي/ نداء حميدان