ليبرمان يوسع حربه على عباس

كشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية امس عن الرسالة ، التي وجهها افيغدور ليبرمان، وزير خارجية نتنياهو الى اقطاب الرباعية الدولية، ويطالبهم فيها بالعمل على إجراء انتخابات داخلية في الاراضي الفلسطينية لتغيير الرئيس محمود عباس بشخص آخر !؟ مدعيا اليميني الصهيوني المتطرف، ان رئيس فلسطين يحرض على إسرائيل، وبالتالي يستنتج العنصري القبيح، بانه (عباس) "لايريد السلام"؟! مضمون الرسالة الليبرمانية ليس جديدا، لان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" الاكثر يمينية، منذ اكثر من عام خلى، وهو يحرض على رئيس منظمة التحرير، ويطالب ب"عزله" و"ايجاد بديل له". لكن الجديد في التحريض العنصري الرسمي على رئيس الشرعية الوطنية، يتمثل في اولا التدخل الفض والسافر في الشؤون الداخلية الفلسطينية.

وثانيا في إماطة اللثام عن خروج السياسة الخارجية الاسرائيليةعن التقاليد البرتوكولية، والسلوك الديبلوماسي بشكل وقح، من خلال مخاطبة وزراء خارجية اقطاب الرباعية الدولية. وثالثا الاطمئنان، بان رسالته الكريهة قد تجد الصدى "الايجابي" في اوساط الرباعية الدولية، وخاصة لدى الادارة الاميركية. لاسيما، وان المؤسسات التشريعية والتنفيذية الاميركية بدأت حملة تشهير وتحريض على الرئيس ابو مازن. ورابعا تأتي رسالة ليبرمان بعد تهنئة الرئيس المصري محمد مرسي لاسماعيل هنية، القائد الحمساوي بمناسبة عيد الفطر، ليكشف عن تقاطع غير مسبوق بين حكومة اقصى اليمين الاسرائيلية، وبين جماعة الاخوان المسلمين في مصر والدول العربية، التي سيطروا فيها على مقاليد الامور. رسالة وزير خارجية نتنياهو، ليس رسالة شخصية، انما هي رسالة رسمية، تعكس السياسة الخارجية للحكومة الاكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

وتؤشر بشكل جلي الى ولوج مرحلة سياسية نوعية في العلاقات الفلسطينية – الاسرائيلية، مضمونها الرفض الاسرائيلي الرسمي التعامل مع الشريك الفلسطيني، والسعي عبر الوسائل المختلفة لتقطيع قنوات الاتصال بين الطرفين مهما كانت متواضعة، وبالتالي التخندق في خنادق الاستيطان الاستعماري، وضرب ركائز التسوية السياسية القائمة على خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 1967. والرسالة الليبرمانية، تأتي تتويج لحملة الكراهية العنصرية، التي يقودها الإئتلاف اليميني المتطرف بقيادة الليكود من خلال سن القوانين الاكثر تحريضا على العنصرية ضد الفلسطينيين العرب في الكنيست الثامنة عشر وقرارات الحكومة المعادية للسلام، وزمرة الحاخامات من انصار "توراة الملك" المولدة للكراهية وقتل الاغيار الفلسطينيين، ولحملات التطهير العرقية، التي يقودها قطعان المستوطنون الاستعماريون في الاراضي الفلسطينية المحتلة. كما انها تأتي (الرسالة )في لحظة سياسية تؤجج فيها حكومة اقصى اليمين الصهيوني على الحرب في الجبهات المختلفة، والتي لا تنحصر في الملف النووي الايراني. وفي ظل واقع سياسي عربي يعاني من صمت ثقيل ومريب.

وفي اجواء تحريضية من سفهاء الانقلاب الاسود في قطاع غزة، والمتعربشون تجار "الدفاع" عن فقيد الوطنية ورمزها الاول ، الشهيد ياسر عرفات وابنته زهوة، لتؤكد على التقاطع الخطير بين اركان حكومة إسرائيل وباقي القوى الدولية ، وخاصة اميركا، والقوى العربية والفلسطينية (جماعة الاخوان المسلمين ومن لف لفهم) بما في ذلك متسولي الحضور السياسي باسم العناوين الكبيرة. مما يدلل على حجم الخطر الداهم، الذي يستهدف شخص الرئيس محمود عباس والقضية الفلسطينية برمتها. الامر الذي يفرض على القيادة والقوى السياسية التوقف الجدي امام الحملة الشرسة، التي تستهدف الاهداف والمصالح الوطنية العليا، وعملية السلام على حد سواء. ومطالبة العالم وقبل الجميع حكومة نتنياهو بالاتي: اولا التوقف الكلي عن التدخل في الشؤون الفلسطينية، إن كانت حكومة نتنياهو معنية بالسلام. وبالتالي التوقف عن سياسة التحريض على الاغتيال والقتل السياسي كما فعلت حكومة شارون وادارة بوش الابن مع الزعيم الخالد ياسر عرفات عام 2002 ، حينما اعلنوا على الملأ طضرورة استبدال عرفات بآخرين" ثم سمموه. وثانيا مطالبة الرباعية الدولية وخاصة الولايات المتحدة الزام اسرائيل بقرارات الشرعية الدولية ومرجعيات التسوية السياسية، والكف عن سياسة البلطجة العنصرية والكراهية، وعدم التدخل في الشؤون الوطنية. وثالثا مطالبة لجنة المتابعة العربية والجامعة العربية باتخاذ موقف واضح وصريح ضد السياسات الاسرائيلية، وايلاء القضية الفلسطينية المكانة، التي تستحق كقضية مركزية للعرب، والعمل على تأمين الحماية للقيادة الفلسطينية وخاصة الرئيس ابو مازن. ورابعا ضرورة اجراء مراجعة شاملة للسياسات الوطنية، والسعي لاشتقاق برنامج عمل جديد يتوافق مع المصالح الوطنية العليا، ويعيد الاعتبار للقضية والاهداف ووحدة الارض والشعب والنظام السياسي الفلسطيني.

a.a.alrhman@gmail.com