تحذيرات من تصاعد اعتداءات السلفيين بتونس

تونس: حذرت وزارة الثقافة التونسية في بيان، اليوم الثلاثاء، من أن "تواتر الاعتداءات على التظاهرات الثقافية" في البلاد "ينذر باحتقان مذهبي غريب" عن المجتمع التونسي "المعروف بوسطيته".

وأشارت الوزارة في بيانها إلى اعتداء مجموعة من المتمين للتيار السلفي على مهرجان الأقصى بمدينة بنزرت، الخميس الماضي، واعتبرت ذلك "منزلقًا خطيرًا"، و"اعتداءً على حرية التعبير والإبداع".

وأهابت الوزارة "بجميع الاطراف التصدي لمثل هذه الظواهر المتطرفة" ودعت إلى "محاسبة الأطراف المتورطة وعدم التسامح معها".

كما حذر الشيخ عبد الفتاح مورو القيادي البارز في حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تصريح لإذاعة شمس إف إم الخاصة من "فتنة" بسبب قيام دعاة سعوديين بتنظيم دورات لنشر الفكر الوهابي المتشدد في تونس التي تعتمد المذهب المالكي.

وأوضح أن الدعاة السعوديين ينظمون في تونس "دورات تكوينية مغلقة" تستمر ثلاثة أشهر ويدفعون مقابلًا ماديًا للشبان الذين يتابعونها لأنهم "ينقطعون عن أعمالهم" طوال الدورات.

وتوالت في الفترة الأخيرة اعتداءات لجماعات سلفية متشددة على التظاهرات الثقافية في تونس.

ففي 16 الجاري، هاجم 200 سلفي مسلحين بالسيوف والهراوات والحجارة مهرجان "نصرة الأقصى" بمدينة بنرزت شمال تونس، احتجاجًا على حضور المعتقل اللبناني السابق في اسرائيل سمير القنطار الذي اتهمهوه بتأييد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص بينهم ضابط أمن.

وقبل ذلك بيوم، ومنع سلفيون فرقة موسيقية إيرانية من تقديم عرض في اختتام المهرجان الدولي للموسيقى الصوفية والروحية بولاية القيروان بدعوى أن الفرقة "شيعية".

وفي 14 من الشهر نفسه، منع سلفيون في منزل بورقيبة بولاية بنزرت عرضًا مسرحيًا للممثل الكوميدي التونسي لطفي العبدلي بذريعة "استهزائه بالدين".

وكانت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حذرت من أن المجموعات السلفية "العنيفة والخارجة عن القانون والفالتة من العقاب تصول لتنشر الرعب وتعنف ماديًا ومعنويًا النساء والمثقفين والصحافيين والمبدعين والنقابيين والسياسيين ومناضلي حقوق الإنسان ولتعتدي على الحرية الأكاديمية وعلى المؤسسات التربوية ودور العبادة ومقرات النقابات والأحزاب السياسية مع ما رافق ذلك من توظيف للدين وتكفير للمواطنين وتخوينهم".

فرانس 24

_______

د ع