نتنياهو يلعب!

نتنياهو

بيبي على استعداد لأن يستغل الأسرار أو التعيينات للمناصب المهمة لصالح الأهداف السياسية

بقلم أمير أورن

نشرت حكومة إسرائيل في العالم في نهاية الاسبوع نظرية بيبي ـ بوجي من اجل تشجيع اليهود على التجسس ضد دولهم. تصريحات رئيس الوزراء ووزير الدفاع لم تُبد أي تحفظ من جونثان بولارد الذي أخل بالقانون الأمريكي، حيث أن المغزى يقول إن ما فعله كان جيدا، والسيء هو أنه تم كشفه.

هذه تصريحات لتجنيد يهود الولايات المتحدة: لا تهاجروا إلى إسرائيل الآن من اجل الخدمة في الجيش الإسرائيلي، قوموا بالانضمام إلى الاسطول وحدّثونا عن أسراره، وعرّضوا علاقتنا بالادارة الأمريكية للخطر. يبدو أن نتنياهو ويعلون يأملان وجود ألف شخص مثل بولارد.

نتنياهو يواظب على الاستخفاف بالأسرار الاجنبية فقط، وهو يعتبر المواد السرية أداة سياسية ـ بدءً بكشف الوثيقة التي أعدها العقيد تسفي شتاوبر ومرورا بالمحادثات مع سوريا في عام 1995 وانتهاء بنقل مشاهد احتلال غزة بواسطة التلفاز. نظرية بيبي ـ بوجي تقول إن يهودية المواطن الأمريكي من أصل يهودي تتغلب على المواطنة الأمريكية، واليهودية تعني تفضيل إسرائيل وخيانة الوطن. هكذا في أعقاب جوزيف مكارثي الذي اعتقد أن الشيوعي الأمريكي سيفضل الولاء للاتحاد السوفييتي على الولاء لبلاده بشكل دائم حتى وإن كان هذا سيُعرض عشرات الملايين للخطر في حرب نووية.

موضوع بولارد يعكس قول نتنياهو الفارغ من المضمون، ونمط التعيينات الفزع الذي ينتهجه. يمكن أن تكون شهادة الوزير افرايم هليفي صادقة – كان سفيرا في مؤسسات الاتحاد الاوروبي وعمل على تهدئة غضب الملك حسين بعد قضية خالد مشعل ـ حول تسلسل تعيينه لرئاسة الموساد بدلا من داني يتوم.

يصف هليفي في كتابه كيف أن نتنياهو اتصل معه وهو في بروكسل من اجل أن يقترح عليه رئاسة الموساد. هليفي من ناحيته طلب التشاور مع عائلته، لكنه قبل اعطاء موافقته سمع عن قرار نتنياهو في الاخبار من اجل حرف الانتباه عن فشل سياسي في ذلك اليوم.

بعد ذلك بـ 13 سنة فشل نتنياهو في تعيين يوآف غالنت رئيسا لهيئة الاركان، واستخدم الضغط الفزع على بني غانتس للموافقة على التعيين من اجل بث النبأ في نشرة أخبار المساء من ذلك اليوم. هذا ما حدث ايضا قبل شهرين حينما تم الغاء فكرة تعيين غال هيرش مفتشا عاما للشرطة.

وعلى ضوء الانتقادات بسبب تأخير التعيين قام نتنياهو بفرض التعيين على نائب رئيس «الشباك» روني ألشيخ، الذي خلافا لهليفي وهيرش لم يرغب بالمنصب لكنه أدرك أن رفضه سيعني اغضاب نتنياهو وبالتالي عدم حصوله على رئاسة «الشباك».

في هذه الاثناء لا توجد لنتنياهو أي اجابات على ظاهرة السكاكين. الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى كتيبة كاملة من اجل محاصرة مدينة فلسطينية لغرض التمشيط والاعتقالات. وتكفي عملية سكاكين واحدة حتى يتم فرض منع التجول المدني على الجميع كما حدث في كريات غات.

الأفق الوحيد الذي يسعى اليه نتنياهو هو رئيس جمهوري يتم انتخابه بعد سنة. هذا موضوع لا أهمية له لأن الادارة الجديدة ستحافظ على نوع من التواصل مع الادارة السابقة، وخصوصا فيما يتعلق بالسياسة في الشرق الاوسط، تماما كما كانت الحال في قضية بولارد التي عُرضت على ثلاثة رؤساء أمريكيين جمهوريين واثنان من الديمقراطيين.

لا توجد توقعات لنتنياهو. فهكذا هو، غير واقعي حتى نقول إنه قد يتغير، السهام موجهة إلى شركائه المطيعين، أو لنقل عبيده.. في قيادة الليكود حيث يعرفون كيف يعمل والى أين هو ذاهب، يتحدثون بعيدا عن آذان الزعيم وعائلته، ويؤدون التحية بخضوع.

إنهم مساعديه في كارثة مستمرة، والخلاص لن يأتي منهم ولا من باقي رؤساء الاحزاب في الكنيست الحالية.

صحيفة هآرتس

حرره: 
س.ع