كواليس استقالة شومان
عمان: إستقر فيما يبدو التغيير العاصف الذي حصل قبل ثلاثة أيام في مجموعة البنك العربي في العاصمة الأردنية عمان فيما لم تتكشف بعد جميع تفاصيل وأسرار إستقالة عائلة شومان العريقة التي أسست البنك عام 1930 والتي غادرت مواقعها القيادية في البنك وسافرت إلى إحدى الدول الغربية وتركت القطاع المصرفي العربي والإقتصاد الأردني في حالة ترقب.
وتبحث الإدارة الجديدة للبنك برئاسة رجل الأعمال الملياردير صبيح المصري حاليا عن خياراتها بخصوص تعيين خليفة جديد في رئاسة مجلس الإدارة المستقيل عبد الحميد شومان الثاني حيث يفضل المصري أن لا يبقى في مكانه الحالي رئيسا مؤقتا للإدارة مع أن المجموعة النافذة في الدولة الأردنية تعاونت معه في ما يشبه الإنقلاب الحاصل على عائلة شومان.
وتعمل عدة أطراف كما فهمت القدس العربي حاليا على إختيار (شخصية فلسطينية) تخلف شومان في موقعه البارز بقيادة المؤسسة حفاظا على الهوية الفلسطينية لهذه المجموعة البارزة خصوصا إذا أصر صبيح المصري على أن لا يتولى الأمر إلا مضطرا حسب صديق مقرب منه. ويبدو أن إتصالات تجر ي مع المصرفي الفلسطيني البارز الدكتور إبراهيم دبدوب على أمل التوصل لصفقة معه تنتهي بخلافة شومان حيث أبلغ دبدوب صحيفة العرب اليوم الأردنية السبت بأنه تلقى عرضا من شخصيات بارزة في إدارة البنك العربي ويدرس التفاصيل.
ودبدوب أحد أقطاب القطاع المصرفي العربي ويعمل حاليا رئيسا تنفيذيا لبنك الكويت الوطني ويتردد أنه الفلسطيني الوحيد الذي طلبت منه الكويت بعد الإنسحاب العراقي منها العودة فورا إلى الكويت. و كشف مصدر مطلع جدا على حيثيات ما حصل في البنك العريق وأطلقت عليه صحافة عمان إسم (ربيع البنك العربي) أن الإشكال الذي تفجر بالبنك العربي له علاقة مباشرة بخلاف بين شومان وأعضاء في مجلس الإدارة على (صلاحيات) المديرالتنفيذي نعمة الصباغ الذي يمثل عمليا عائلة الحريري في مجموعة البنك العربي والمقرب منها .
ويبدو واضحا من سياق التفاصيل التي علمت بها (القدس العربي) بأن الخلاف مع حلفاء الصباغ في مجلس الإدارة تفجر صبيحة الخميس الماضي لكن جذوره في الواقع تمتد لأكثر من ستة أشهر. وإستقال شومان بطريقة إنفعالية تماما كما تقول السلطات الأردنية صباح الخميس الماضي مع أربعة مدراء كبار بينهم أفراد في عائلته عندما طلب عقد إجتماع طاريء وسريع لمجلس الإدارة وفوجيء عندما إكتشف بأن جميع أعضاء مجلس الإدارة تغيبوا عن هذا الإجتماع , الأمر الذي إعتبره شومان حسب مقربين منه جهدا منظما يستهدف عائلته. وكشفت المصادر بأن الإجتماع الذي دعا إليه شومان ولم يعقد وأعقبته الإستقالة المدوية كان يفترض أن يتخذ قرارات (حاسمة) على صلة بالصراع على الصلاحيات بين شومان والصباغ حيث فوجيء الأول بأن جميع المساهمين الكبار عمليا منعوا ممثليهم في مجلس الإدارة من حضور الإجتماع وتسبب ذلك بصدمة كبيرة غير متوقعة له فقرر الإستقالة.
وترجح الأوساط العليمة بان هذا الإجتماع الذي فجر المسألة برمتها كان يفترض أن يسحم التجاذبات بين شومان والصباغ المقرب من عائلة الحريري عبر إستصدار قرار من مجلس الإدارة بتعيين محافظ البنك المركزي الأسبق والشهير فارس شرف رئيسا تنفيذيا خلفا للصباغ.
وتنطوي هذه المعطيات على مصداقية لإنها تفسر عمليا موقف المؤسسة الرسمية الأردنية التي وافقت على إستقالة عائلة شومان وساندت الوضع الجديد في واحد من الأسرار التي أثارت كثير من الغموض ففارس شرف هو الرجل الذي تسبب بإحراج شديد للدولة الأردنية وأغضب مؤسسات مرجعية في البلاد عندما إستقال ببيان شهير من موقعه كمحافظ للبنك المركزي قبل أن تعلن والدته ليلى شريف بأن ولدها إستقال من (دولة الفساد).
القدس العربي
ــــــــــ
م م