كل عام والشعب بخير

غدا يحل العيد السعيد، او هكذا يفترض ان يكون سعيداً على اتباع الديانة الاسلامية في اصقاع الدنيا، والشعب الفلسطيني جزءا اصيلا من الشعوب الاسلامية. وفي فلسطين المسجد الاقصى، اولى القبلتين وثالث الحرمين. لكن الشعب الفلسطيني، ليس سعيدأ ولا فرحا بعيد الفطر، لانه مازل يخضع للاحتلال الاسرائيلي، الذي يقوم بعمليات القتل كما حصل اول لمس بالقرب من مخيم العروب شمال الخليل، حيث قامت مجموعة من قطعان المستوطنين بتعريض حياة عائلة فلسطينية قبيل الافطار للموت بالقاء عدد من الزجاجات الحارقة على السيارة التي تقلهم. كما قامت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي بالتوغل في الاراضي الفلسطينية شرق رفح، وقامت بتجريف الارض هناك، ومازال قرار وزير الحرب باراك بطرد سكان ثمان حرب وقرى فلسطينية في محافظة الخليل قائم؛ والاعلان عن العطاءات الصهيونية المتواصلة في القدس وعموم الضفة، وعمليات التحريض على القيادة الفلسطينية وخاصة الرئيس محمود عباس مستمرة .... الخ من الجرائم ضد ابناء الشعب الفلسطيني.

يأتي العيد والشعب والقيادة تكابد اشد الاخطار المحدقة بالقضية ووحدة الارض والشعب والاهداف الوطنية، ويأخذ التنسيق الاميركي – الاسرائيلي ابعادا سافرة ومتقدمة في التآمر على خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران \ يونيو 1967. في ظل اشتداد حالة من الصمت المريب من اهل النظام العربي على ما يجرى على الارض الفلسطينية، باستثناء البيانات الصادرة عن لقاءات القمم العربية او الاسلامية او غيرها من المنظمات، تلك البيانات، التي لم تعد تسمن او تغني من جوع.

وباقي اقطاب العالم وخاصة الرباعية الدولية، الراعون لعملية السلام في الشرق الاوسط، فإن لم يكونوا متواطئين مع دولة الابرتهايد الاسرائيلية، فهم لا يملكون الارادة على تحدي المواقف والسياسات الاميركية – الاسرائيلية المعادية للسلام والتسوية. والشعب الفلسطيني يدفع من دمه ولحمه الحي ومصالحه الوطنية العليا يوميا الثمن تلو الثمن ، حتى استنزف حتى الحد الاقصى، ولم يعد واقع الحال القائم يقبل به لا المواطن ولا القائد ولا الحزب او الفصيل ولا منظمة المجتمع المدني، ولا الفلسطيني في الاراضي المحتلة عام 67، ولا الفلسطيني في داخل الداخل، ولا الفلسطيني في الشتات. الامر الذي يفرض على القيادة الفلسطينية ، صاحبة الولاية السياسية على الشعب، النزول الى الارض والبحث مع الكفاءات الوطنية من مختلف التيارات والاتجاهات الفكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والدينية عن مخرج ورؤية سياسية جديدة ونوعية، ترتكز الى اليات عمل ووسائل كفاحية مغايرة تستجيب لمصالح الشعب العليا.

الشعب العربي الفلسطيني مع اطلالة عيد الفطر السعيد، كي يستعيد بعض الامل والفرح، ويرسم الابتسامة على شفاه الاجيال القادمة إسوة بشعوب الارض، بحاجة الى ثورة سياسية تعيد ترتيب الاولويات الوطنية، ثورة تنهض بادوات الفعل الوطني ، لتعيد الاعتبار للوطنية الفلسطينية بردم مستنقع الانقلاب الاسود في قطاع غزة، ووضع برنامج كفيل بكبح جماح دولة الاستعمار الصهيونية، وحليفتها الولايات المتحدة واباطرة المال العولمي، للحد من التآكل الخطير للاهداف والحقوق والمصالح الوطنية. وذلك لا يمكن تحقيقه بالبرنامج الحالي، ولا بالاليات وادوات الفعل القائمة.

كل عام والشعب والقيادة بخير.. ولا يملك المرء سوى، ان يتمكن الشعب العربي الفلسطيني وشعوب الامة العربية في سوريا ومصر وليبيا وتونس واليمن وتونس والعراق والاردن ولبنان والجزائر والمغرب والبحرين وعُّمان والسعودية والامارات وقطر والسودان وموريتانيا والصومال وجزر القمر وجيبوتي من الانعتاق من كل القيود، التي تقيد تطورها وتحررها الكامل من الاحتلالات وخاصة الاحتلال الاسرائيلي والاميركي، ومن التبعية الاقتصادية والسياسية للآخر، مطلق آخر غير عربي، حتى تتمكن الشعوب العربية من التمركز تحت الشمس، وتعيد الاعتبار للقومية والوحدة العربية على اسس الديمقراطية.

a.a.alrhman@gmail.com