أسئلة يستحثها الموقف الإيراني

موقف الحاكمين الإيرانيين، من الشعب السوري، يسجل صفحة سوداء، فاضحة، في تاريخهم، لن يبقى بعدها لهم أي ود أو احترام، لدى الجماهير العربية، التي استقبلت بالترحاب "الثورة الإيرانية" في العام 1979. ومن العجيب، أن مصطلحات الموقف وحيثياته، غبية ومستهلكة، تنم عن عجز معيب، على المصارحة أو حتى على تغيير الذرائع أو تلطيف النصوص، ولو بكلمة انتقاد واحدة للنظام الفاشل القاتل، الذي أدمى حياة السوريين وسلبهم أبسط حقوقهم الآدمية. هذا الموقف الإيراني، مغمس بالكذب الذي لا تخفى سياقاته على أي مواطن عربي أو إيراني. فأين هي المقاومة التي ينكسر محورها في حال سقوط النظام السوري؟

وإن كانت المقاومة النظرية الآن، والعملية سابقاً، هي التي يمثلها "حزب الله" فهل انفجر الشعب السوري سلمياً ـ قبل أن يمتشق الشباب السلاح أو يهربوا بسلاحهم من الجيش ـ لكي يطالب بحريته من "حزب الله" ثم يطالب بإسقاطه، أم ان هناك نظاماً يتلطى بمقاومة المقاومين، لتسويق نفسه وتبرير استبداده وفساده المديدين؟! معنى القول، بأن إيران الرسمية، لن تسمح بإسقاط النظام السوري، هو أن نظام الملالي الطائفيين؛ لن يسمحوا برفع السكين عن رقاب السوريين، ولن يسمحوا بأن يتوقف سفك دمائهم. فلا معنى للموقف غير هذا المعنى. بالطبع، سيخيب مسعى الحاكمين الإيرانيين، ولن تسعفهم هم وحليفهم نظام الأسرة العاجزة حتى عن أن تستوعب الطائفة، كل التخرصات والتقولات بحق مؤيدي الشعب السوري من الأنظمة العربية الملكية والأميرية المحافظة.

فمثل هذه الأحداث في التاريخ، يُحكم عليها بمعايير الدم. فأين هو النظام العربي التقليدي الذي يقتل من شعبه، ومن الفئات العمرية البريئة، مئة إنسان خلال مئة سنة، لكي يكون الدفاع عن نظام يقتل مئتي إنسان في اليوم، بمنطق الإدانة لأنظمة لا تقتل أبرياء؟ من الأسئلة التي تطرح نفسها على الحاكمين الإيرانيين: ما هو معنى المقاومة إن لم تكن افتداء الناس بالروح، والدفاع عن كراماتها ومقدراتها وأرواحها؟ وإن لم يفتد النظام السوري الناس، فهل يصبح إطلاق يده لقتلهم بالجملة هو المعادل الإيراني الموضوعي، لتشجيع المقاومة والحفاظ عليها؟ الحاكمون الإيرانيون، ومعهم ببغاوات التأييد للنظام السوري، هل هم أدرى بطبيعة النظام من رئيس وزرائه حجاب، ومن الرتب العالية من كل الأسلحة والأجهزة الأمنية، الذين انضموا للثورة؟!

وهل هؤلاء الذين خلعوا من النظام، من أعداء المقاومة التي يتحدث عنها نظام الملالي الإيرانيين؟! إن الشعب السوري ذاهب الى النصر، وستحل الخيبة والخسارة بكل الذين أنكروا عليه حاجته للحرية وللشرف والكرامة. وسيكون نصر السوريين الأباة، علامة خزي دائمة، تلاحق النظام الإيراني، حتى يحين موعد خلاص الشعب الإيراني نفسه، من جبروت هؤلاء واستبدادهم وبغضائهم الطائفية!