تفاصيل هجوم" كرم أبو سالم"
تل أبيب: كشفت صحيفة"جيروزاليم بوست" الإسرائيلية اليوم أن الاستخبارات الإسرائيلية حصلت على معلومات في وقت مبكر حول احتمال وقوع هجوم على الحدود المصرية، الأمر الذي دفع الجيش الإسرائيلي إلى إخلاء مواقعه قبل الهجوم.
وقالت الصحيفة إن معلومة- وصلت نهاية الأسبوع الماضي الى أجهزة الأمنية الاسرائيلية- تحدثت عن التخطيط لهجوم على اهداف اسرائيلية ولكن المعلومة لم تحدد الزمان والمكان، الأمر الذي جعلها غير كافية ليبدأ الجيش تحركاته للتصدي ووقف الهجوم. وأضافت الصحيفة أن قائد عمليات الجيش الاسرائيلي في المنطقة الجنوبية تال روسو دعا الى تجهيز قواته للتصدي لأي هجمة على الحدود الممتدة مع مصر.
وتوقع روسو استخدام مضادات للدروع في استهداف المواقع الاسرائيلية، وهو ما دفعه الى اخلاء كافة الجنود الاسرائيليين من المواقع العسكرية الحدودية وخاصة بالقرب من معبر " كرم أبو سالم" .
وتابعت الصحيفة سردها لمجريات الحدث قائلةً " قبل عشرين دقيقة من الهجوم لاحظ الجيش تحركات غير معهودة على الحدود، ولوحظ 35 مسلحاً يقتحمون موقعاً عسكرياً مصرياً، يبعد كيلومترين عن الحدود، ما أدى الى اصابة عدد من الجنود المصريين الذين كانوا يتناولون طعام اقطارهم. ولفتت الصحيفة إلى ان المسلحين قاموا بسرقة مدرعة مصرية وعربة نقل، وكانتا تسيران تحت المراقبة الاسرائيلية.
وأضافت "الجيروزاليم بوست" أن العربتان انطلقتا بشكل مفاجئ عبر بوابة حدودية، هي ذاتها البوابة التي عبر منها الجندي الأسير جلعاد شاليط بعد نقله إلى مصر في إطار صفقة التبادل الأخيرة مع حماس. وبينما كانت المدرعة تواصل طريقها باتجاه إيلات، علقت عربة النقل في الرمال.
وبعد كيلومتر من مسيرها واجهت قوة من الجنود الإسرائيليين الذين أطلقوا نيرانهم بكثافة نحوها، إلا أنها واصلت مسيرها رغم إصابتها. ونتيجة لتلك النيران بدأت المدرعة الالتفاف والعودة نحو معبر كرم أبو سالم عبر الطريق 232 والذي يمر باتجاه الشارع الرئيسي في منطقة "اشكول"، وحينها انفجرت عربة النقل ما أدى إلى اهتزاز شديد في قاعدة عسكرية إسرائيلية قريبة.
بعد الانفجار توجه جنود إسرائيليون إلى المكان ليجدوا أشلاء جثمان أحد المهاجمين. وبعد دخول العربة المدرعة أكثر من مائة متر في الشارع الرئيسي واجهت المدرعة قوة عسكرية أخرى من الجنود الاسرائيليين الذين أطلقوا النار عليها مجدداً دون أن يؤثر ذلك في العربة التي واصلت تقدمها.
وبعد تقدم المدرعة لمسافة تزيد عن الكيلومترين في العمق الإسرائيلي توجهت طائرة حربية إلى المكان، حيث قصفت المدرعة بصاروخ لوقفها بأي شكل كان.
وبعد القصف توقفت المدرعة ونزل منها مسلحان وبحثا عن مكان للاختباء من النيران الإسرائيلية، وبدؤوا بإطلاق النيران، وفي تلك اللحظة أطلقت دبابة اسرائيلية متواجدة في الخلف قذيفتان باتجاههما ما أدى إلى استكمال تدمير الدبابة وقتل خمسة مسلحين كانوا فيها، أما الاثنين الآخرين فقتلا بعد اشتباك قصير مع قوات الجيش.
وقالت الصحيفة إن الجيش لاحظ أن منفذي الهجوم وضعوا أحزمة ناسفة على أجسادهم وهو ما أثار الشكوك بأنهم كانوا يستهدفون اختراق قاعدة عسكرية أو مدينة قريبة من الحدود، بينما لا تزال هويات المنفذين غير معروفة إلا أن من الواضح أن معظمهم من بدو سيناء على حد زعم الصحيفة.
زمن برس
ـــــــــ
م م