"حماس" والعلاقات الفلسطينية – المصرية

العلاقات الفلسطينية – المصرية علاقات تاريخ وثقافة وصلة رحم الامة العربية. وهي علاقات جوار جغرافية. جنوب فلسطين يشكل بوابة قارة أسيا الى البوابة الافريقية شمال سيناء المصرية. وقطاع غزة يشكل عمق الامن القومي المصري، وسيناء تعتبر عمق الامن الفلسطيني. علاقات فلسطين ومصر راسخة رسوخ الارض والتاريخ والثقافة القومية ولغة الضاد العربية. ومتجذرة عبر المعارك التاريخية ضد القوى الاستعمارية الغربية وخاصة ضد الهجمة الاستعمارية الصهيونية وحلفائها الغربيين البريطانيين والفرنسيين في العدوان الثلاثي وقبل ذلك في حرب العام 1948 وما سبقها، وما تلاها حيث قدمت مصر الشقيقة عشرات الاف الشهداء دفاعا عن الحقوق الوطنية الفلسطينية والقومية العربية. كما خضع قطاع غزة بعد النكبة في عام 1948 للادارة المصرية مما عمق العلاقات الاخوية والكفاحية والاجتماعية الفلسطينية –المصرية.

ومازالت العلاقة ين الشعبين الشقيقين عميقة عمق التاريخ والجغرافيا والثقافة، وعمق المصاهرة بين العائلات من البلدين. واولت الجمهورية العربية المتحدة بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر اهتماما خاصا للقضية الفلسطينية قبل النكبة واثناءها وبعدها، ومازالت مصر تشكل رافعة قومية اساسية لقضية الشعب الفلسطيني. وتتحمل المسؤولية المركزية في ادارة ملف المصالحة الوطنية لاعادة الاعتبار للقضية ووحدة الارض والشعب الفلسطيني. مصر بالضرورة تتأثر علاقاتها بين مرحلة واخرى ارتباطا بمكونات النظام السياسي. لان لكل قيادة سياسية رؤيتها ومعاييرها السياسية والاقتصادية والامنية.

لكن اي كان النظام القائم في مصر وطني ام قومي ام اخواني كما هو الان، فانه لا يستطيع الفكاك من التعاطي مع المسألة الفلسطينية كمسألة امن قومي مصري، شاء النظام ام ابى. ولا يستطيع ان يدير ظهره للقضية الفلسطينية اولا والقضايا العربية ثانيا لان مصر تحتل مركز الثقل الاساسي في المنطقة ووسط الشعوب العربية. وبالتالي جاء الاخوان وحركة حماس (اخوان فلسطين) او جاء غيرهم العلاقات قوية ومتينة .

مع الادراك المشار له آنفا ، ان العلاقات الثنائية تتأثر سلبا او ايجابا بطبيعة النظام السياسي. انطلاقا مما تقدم، على الاشقاء في مصر، اولئك الغيورين على مكانة ورفعة مصر، الذين يخشون على مستقبلها ومكانتها، ويتحسبون من اختطافها من قبل جماعة الاخوان المصريين باتجاهات لا تصب في المصالح الوطنية المصرية والقومية العربية، ويضعون ايديهم على قلوبهم خشية من العلاقات المريبة بين اطراف تنظيم الاخوان الدولي في فلسطين ومصر وخاصة في قطاع غزة(حماس في غزة والجماعة في مصر)

، على اولئك القوميين ان ينتبهوا لاقوالهم وتصريحاتهم بشأن العلاقات التاريخية بين الشعبين.

التحريض على الرئيس مرسي او رئيس وزرائه هشام قنديل او على امام المسجد الابيض في مخيم الشاطىء اسماعيل هنية او غيرهم من قادة حركة حماس امثال الزهار، التحريض عليهم وفضح مآربهم واهدافهم الخبيثة ضد المصالح الوطنية والقومية ضروري ومشروع، ولا بد من تعميقه وتطويره ، ولكن لا يجوز الخلط بين التحريض على الاهداف الخبيثة لتنظيم الاخوان الدولي وخاصة في الساحات المصرية والفلسطينية والاردنية وغيرها، وبين العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقيين المصري والفلسطيني.

حتى لا يساء الفهم وتستخدم التصريحات الخاطئة ضد اصحابها وضد الاتجاهات الوطنية والقومية. بناءا على ما تقدم، فإن انقلاب حركة حماس على الشرعية وسيطرتها على قطاع غزة، وعلاقاتها المشبوهة مع قادتها في التنظيم الدولي في مصر وعلاقات المصاهرة او غيرها من العلاقات، لا تلغي ولا تؤثر في طبيعة العلاقات العميقة بين الشعبين، لان "حماس" ليست الشعب الفلسطيني، ولا حتى قطاع غزة، حركة الانقلاب الحمساوية، حركة طارئة في حياة الشعب الفلسطيني ، مهما بدا من امرها الان، لكنها جزء من النسيج الاجتماعي الفلسطيني، لكنها ليست سوى جزء محدود من الشعب الفلسطيني، كما كل فصائل العمل السياسي. وبالتالي الشعب الفلسطيني كان ومازال وسيبقى اكبر واعظم من كل الفصائل الفلسطينية.