البابا نتنياهو

البابا نتنياهو

عند نتنياهو: يوجد في العالم يهود ليسوا اسرائيليين، وفي اسرائيل يوجد اسرائيليون ليسوا يهودا. اليهود الذين هم ليسوا اسرائيليين عددهم 7 ملايين نسمة، كعدد اليهود الذين يعيشون في اسرائيل.

وبشكل عام لا يدور الحديث عن أبناء الطوائف الغير معروفة في دول العالم الثالث الذين هم غير مربوطين بالانترنت ولم يسمعوا عن دولة اسرائيل. ولم يسمعوا عن حق العودة ولم يسمعوا عن اكتشاف شلدون أدلسون.

الحديث عنا عن هؤلاء اليهود الذين سمعوا وسمعوا عن دولة اسرائيل ويعرفون حقوقهم المعطاة لهم حسب قانون العودة وليس كلفتة من نتنياهو الانساني الداعي إلى الهجرة إلى اسرائيل بدعمه.

ومع ذلك، وعلى رغم جهود الدولة في تشجيع هجرتهم، ورغم الامتيازات الاقتصادية التي تعرضها عليهم، فانهم ما زالوا يفضلون العيش كمواطنين في دولهم.

الكثير في اسرائيل لم ينجحوا في فهم ما هي المشكلة في أن يستغل نتنياهو الفرص لاعتداء إرهابي ويدعو يهود العالم للهجرة إلى اسرائيل. لفهم ذلك كامكانية حقيقية وليس ككلمات مترابطة في جُمل، يبدو أنه على الاغلب يستطيع هؤلاء فهم امكانية أن يكونوا يهود فرنسا، ولكنهم مقيدين في امكانية فهم أن يكونوا فرنسيين يهوداً.

إن التطلع إلى خلق التماثل بين اليهودي والاسرائيلي ربما هو جوهر تراث نتنياهو وجزء من التشويش الذي فرضه على الاسرائيليين في فترات ولاياته.

لقد قاد نتنياهو مسيرة الابتعاد عن الاسرائيليات والعودة إلى الشخصية اليهودية، ولكن تلك الشخصية التي وصفت من قبل الصهيونية الدينية أنها حركة نقلت كل ثقلها من بناء البيت القومي اليهودي إلى الخلاص المرتبط بعودة صهيون، وخلقت تماثلا بين اليهودي والاسرائيلي، هي عملية تُضلل الجميع، اليهود المتدينين والعلمانيين، واليهود الذين ليسوا اسرائيليين والاسرائيليين الذين ليسوا يهودا.

إن توجه نتنياهو إلى يهود فرنسا ودعوتهم إلى الهجرة يعبر عن بلبلة لديه تتعلق بمكانته في العالم. نتنياهو هو رئيس حكومة اسرائيل، وليس البابا اليهودي الذي يستطيع التوجه من فوق رؤوس جميع قادة الدول إلى أبناء طائفته الموزعين في العالم. الامريكيون اليهود هم امريكيون، والفرنسيون اليهود هم فرنسيون، والارجنتينيون اليهود هم ارجنتينيون.

7 ملايين انسان يعيشون بانسجام داخل قوميات غير اسرائيلية وحياتهم تجري في دول اخرى ثقافتها ولغتها وشخصيتها السياسية والمدنية مرتبطة حقا بدول اخرى.

اضافة إلى ذلك فان النص الثانوي في دعوة نتنياهو لليهود للهجرة إلى البلاد يتعارض مع فترة الكارثة التي لم يكن فيها لليهود مكانا للتوجه اليه، وفي هذه المرة يوجد لديهم هذا المكان: دولة اسرائيل.

ويُفهم من ذلك أن الاتحاد الاوروبي محكوم من قبل ألمانيا النازية، والفرق الجوهري بين الماضي والحاضر هو أنه في الماضي توجهت ألمانيا إلى المواطنين اليهود الذين يعيشون فيها. فما شأن ذلك بما يحدث في فرنسا الآن.

واذا تحدثنا عن الدولة التي تعمل ضد مواطنيها فان اسرائيل نتنياهو تقود بالضبط إلى مسيرة كهذه، إلى سلسلة من التشريعات العنصرية وعلى رأسها قانون القومية.

واذا وجدت دولة غربية ديمقراطية تتنكر بشكل واضح ومن خلال التشريع للاقلية القومية التي تعيش في اوساطها، فهي حقا اسرائيل.

كارولينا لندسمان

هآرتس