مسؤولية أوروبا

صورة توضيحية

شاؤول اريئيلي

إن نية فرنسا لبلورة اقتراح قرار في مجلس الأمن يكون بديلا للاقتراح الفلسطيني، هي خطوة مطلوبة من اجل تقدم العملية السياسية بين الاطراف، ولكن يجب أن تشمل تطرقا تفصيليا لجميع القضايا في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. أي أن تكون صفقة شاملة تقدم اجابات متوازنة لمطالب الطرفين.

الاقتراح المستقبلي لفرنسا يحمل في طياته بأن يحل محل قرار 242، وبسبب المسؤولية الكبيرة الكامنة في ذلك فعلى المقترحين الامتناع عن تقديم اقتراح منقوص، الذي يتطرق بتفصيل فقط لموضوع انهاء الاحتلال وتبادل الاراضي. أما المسائل الاخرى فلها أهمية لا تقل عن ذلك، وعدم وضوحها سيتسبب بزرع بذور الجمود السياسي القادم. اضافة الى ذلك فان الاقتراح الذي لا يكون واضحا ومتوازنا يكون اقتراحا انحيازيا وسيعتبر تدخلا في عملية الانتخابات الاسرائيلية.

يجب أن تشمل الصفقة ست مسائل مركزية. الاربع الاولى يوجد فيها «هات وخُذ». على اسرائيل أن توافق على موضوع الارض الذي يحدد حدود التقسيم من عام 1967 مع تبادل الاراضي، أما الفلسطينيون فيجب أن يستجيبوا لمطلب نزع سلاح الدولة الثقيل والموافقة على ترتيبات امنية اضافية، مثل استخدام سلاح الجو الاسرائيلي للاجواء الفلسطينية مقابل موافقة اسرائيل على اقامة عاصمتين في القدس، مع ترتيبات خاصة لـ «الحوض المقدس»، ويجب أن يكون الفلسطينيون مستعدين لقبول التعويضات وعودة اللاجئين الى الدولة الفلسطينية على اعتبار أن ذلك تطبيقا لحق العودة.

المسألة الخامسة تتعلق بالتأييد العربي لاقامة الدولة الفلسطينية وتطبيع كامل للعلاقات مع اسرائيل بما يتناسب مع مبادرة السلام العربية. يحتاج الفلسطينيون الى تأييد الدول العربية كراعية لجميع القضايا لأن المسائل الأمنية ترتبط بمصر والاردن، والاماكن المقدسة ترتبط بالاردن والسعودية والمغرب، وموضوع اللاجئين – الاردن ولبنان. أما اسرائيل فان من حقها أن تنعم بثمار السلام وتعزيز العلاقات مع العالم العربي بشكل يساهم في استقرار الاتفاق.
المسألة السادسة ترتبط بالاعتراف المتبادل من قبل الطرفين. اسرائيل يُعترف بها كبيت قومي للشعب اليهودي، وفلسطين يُعترف بها كبيت قومي للشعب الفلسطيني. مع ضمان المساواة لكل المواطنين فيهما.

إن وضع النقاط الواضحة سيوضح للاسرائيليين وللفلسطينيين ما الذي سيختارونه. لا تستطيع القيادات اخفاء مواقفها من خلال شعارات مثل «تنازلات مؤلمة» أو «سلام الشجعان»، ثمن واضح هو عبارة عن ربح وخسارة سيقترن بكل مسألة، وكل المسائل في صفقة واحدة، الامر الذي لن يسمح لبعض الزعماء الاعلان عن الالتزام باتفاق نهائي والمطالبة بالغاء أحد المواضيع. مثلا المطالبة – كما يفعل الاسرائيليون – بأن تبقى القدس موحدة تحت السيادة الاسرائيلية. أو المطالبة – كما يفعل الفلسطينيون – أن يستطيع عدد كبير من اللاجئين العودة الى دولة اسرائيل.

لا يجب أن يعود الاوروبيون على خطئهم المركزي الذي قام به جون كيري في جولة المحادثات الاخيرة. وحقيقة أنه لم ينجح في بلورة مسودة متفق عليها، وامتنع عن تقديم اتفاق اطار كامل، حولت جهوده الى جهود بلا قيمة. مطلوب من الاوروبيين اليوم إبداء الجرأة واتخاذ قرارات لا تقل صعوبة عن الاطراف المتصارعة، الامر الذي يمكن فعله من خلال اقتراح كامل ومتوازن من شأنه أن يحث الطرفين على التصرف بشجاعة مماثلة.

هآرتس 

حرره: 
س.ع