أبطال سافوي والطريق إلى تل أبيب

في الصفقة الاخيرة والتي تعتبرها حكومة الاحتلال بادرة حسن نية اتجاة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي بدورة يدير ظهرة لحكومة النتن التي تستمر في التهام الأرض الفلسطينية كالأفعى المسعورة حيث اطلقت تلك الحكومة اليمينية المتطرفة المكونة من الثالوث المعقد نتنياهو ليبرمان وموفاز المنضم اخيرا الى تلك العصابه رفاة 91 شهيدا من شهداء الانتفاضة وشهداء الأرقام التي مر على استشهاد البعض منهم عشرات السنين كان من بين تلك الكوكبة التي انارة بوهج عظامها سماء فلسطين من راس الناقورة الى ام الرشراش سبعة ابطال من الشهداء الذي قضوا في عملية فندق سافوي قبل 38 عام في وسط تل ابيب، والتي تعتبر نقطة تحول مهمة في تاريخ الصراع وتاريخ الثورة الفلسطينية والتي زرعت احشاء الموت في قلب تل ابيب المعقدة امنيا ومركز تواجد قوات الاحتلال والقيادة العسكرية ونقطة الانطلاق لتكون المقاومة والثورة الفلسطينية قد حطمت بعملية سافوي صرح الأمن الموهوم وتحصينات الاحتلال لمدنة ومستوطناته .

العملية وفصولها تفتح شهية الحديث لنا كقراء على هول ما حملته من تكتيك عسكري وجراءة قيادية وحنكة في الخطط وحكمة في اصدار الاوامر حين تعتبر معركة او عملية بطولية او هجوم مسلح كل تلك الاسماء تصب في خانة الثورة واساليبها الكفاحية في استرداد الكرامة وصلي الاحتلال وضربة في عقر دراه الباطل .

كانت العملية مجرد تفكيرن يبعد عن تلك المدينة ومركز الثقل الاسرائيلي. فتل ابيب كانت البعبع لما تشكلة من مدينة وعاصمة لدولة نكست اعلام العرب في حرب حزيران عام 67 كانت اسرائيل قد ضربت المقاومة واصابتها في مقتل لحجم خسارة المقاومة حين قتلت الاخيرة كلا من القادة كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار، وثلاثتهم قيادات من الصف الاول في حركة فتح وايضا قام الاحتلال بتفخيخ وتفجير مقر الجبهه الديمقراطية لتحرير فلسطين فى منطققة حي الفاكهاني بالعاصمة اللبنانية بيروت عام 1973 واطلق على العملية اسم الفردان . لكن الثورة الفلسطينية ومدها الذي وصل العالم وصيتها الذي تخطى كل الحدود لم تصمت على الضيم ولم تجعل عملية الاغتيال تمر مرور الكرام .

فكانت سافوي وكانت الفكرة وكان التخطيط وكان المشهد والسيناريو والعنوان هو تل ابيب وقلب الاحتلال وشل حركته او اصابته في مقتل كما فعل مع الثورة ..عملية سافوي والتي خرجت من تحت يدي العقل المدبر لها ألا وهو مهندس فتح العسكري خليل الوزير ابو جهاد الذي اوعز لعناصر المجموعة الثمانية وهم خضر محمد واحمد حميد وموسى عبد وابو الليل ومداحة محمد وزياد صغير ومحمد المصري. بالوصول الى تل ابيب وتنفيذ العملية وضرب الاحتلال وتحطيم مقر قيادته بالوصول عن طريق البحر حيث يخترق المقاتلون جميع الاحتياطات والتحصيات الأمنية المعقدة التي تتخذها سلطات الاحتلال واجهزة مخابراته لمواجهة عمليات المقاومة المتزايدة في تلك الفترة.

المجموعة الفدائية المقاتلة التي انطلقت من لبنان حيث تتواجد فتح والثورة الفلسطينية . لكن ابو جهاد أنذاك وقبل انطلاق العملية وزع المقاتلين الى مجموعتين واطلق على كل مجموعة اسم لشهيد حركي وكان اسم الاولى مجموعة الشهيد سامر عيون والثانية مجموعة الشهيد جاد الله وكلا المجموعتين يتبعان لفتح . المقاتلون وضعوا الشهادة نصب اعينهم وتحرير الوطن لساعات . كانت وزارة الدفاع في تل ابيب هي الهدف لكن الهدف باء بالفشل لكثرة وضخامة التحصينات . حينها لم يستسلم المقاتلون ولم يعودوا ادراجهم الى لبنان لا بل اختار المقاتلون هدف لا يقل اهمية عن وزارة الدفاع حين نجحوا بفضل الخطة المحكمة التي رسمتها لهم عقلية وحنكة خليل الوزير انذاك حين سيطر المقاتلون على فندق يسمى سافوي يقع بالقرب من أبنية عسكرية تتبع لما يسمى برئاسة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في منطقة "هاكرياه" وهي قريبة من منطقة بيت يام بين مدينة يافا الفلسطينية وضاحية تل ابيب وهي منطقة محصنة عسكريا وهي اشبه بالحصن المنيع بحيث لا يقدر ولا يستطيع احد من غير جنرالات الاحتلال بالدخول الى تلك المربعة او المنطقة العسكرية المحصنه .

كان للفدائيون مطالب عدة وهم يحتجزون الرهان داخل هذا الفندق الكبير وتلك المطالب كانت مشروعة ومحقة من قبل هاولاء المقاتلين . اسرائيل اعلنت حالة الطوارئ والدولة اصابها الشلل والقيادة وقفت عاجزة امام 8 من مقاتلي الثورة فحضر على اثر تلك العملية المقبور إسحاق رابين رئيس الحكومة انذاك وشمعون بيريس وزير دفاعة ومردخاي غور رئيس اركانه والذين قاموا بعقد اجتماع مصغر لبحث كيفية التعامل مع الموقف . وقرر هاولا الثلاثه بمهاجمة الفندق والانقضاض على الفدائيين . تواصل العجز وكانت الطريق الى تل ابيب معجزة الثورة التي تحققت بنبؤة ياسر عرفات وحنكة ابو جهاد . الذين جلبوا قاعدة لكل من يعشق الثورة " ان الدم لا يسقط الا بالدم " وان بيروت لا تقل مهرا عن تل ابيب .

وبقي سافوي حي وشاهد على شراسة المعركة وقوة التفاوض والمطالب المشروعة . الا ان تمت عملية انزال فجائية بعد فشل اكثر من محاولة سابقة مع وجود رابين على رأس المراقبة لتلك العملية . واشتبك المحتل بكل ادوات دولته وما يملكة من جند وعتاد مع ثلة من المقاتلين الذين لم تجهدهم المسافات البعيدة ولا الجبال الوعرة بين لبنان وفلسطين المحتلة وتحولت تل ابيب الى ساحة حرب حضرت فيها الدبابات والطائرات للتغلب على روح االثورة داخل اجساد تلك العناصر الثمانية التي هزة كيان الكيان . لكن العملية لكم تنتهي رغم اختراف الفندق من قبل كوماندوز الاحتلال واساطيل قواته التي حضرت الى المكان .دمرة دار السينما ودمر الفندق بكاملة وقتل اكثر من ستين عسكري بينهم العقيد عوزي يئيري أحد كبار ضباط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والذي كان هو وراء عملية الفردان التي استهدفت القادة الثلاث فيما تشير الدلائل ان خليل الوزير كان يضع هذا الفندق في مرمى النار لوجود غريمه داخلة الا وهو الجنرال المقبور وان الفندق كان واحدا من مراحل العملية .

نجحت العملية والثورة ورسب الاحتلال الذي لم ينتصر الا عندما هدم الفندق بقذائفة وهو لم ينتصر . فيما وصلت الرسالة جيدا له ان الثورة الفلسطينية استحدثت قوانين كثيرة منها الراس بالراس والمدينه بالمدينة والحي بالحي .. وان يد المقاومة اطول من يد الاحتلال وان حركة فتح وفصائل الثورة تضع يدها على زناد الانطلاق وهي جاهزة بسرعة البرق في الرد على كل عملية تستهدف روح الثورة . لتكون تلك العملية . نقطة تحول قوية لصالح الثورة ونقطة ضعف هزيلة لصالح المحتل .... ويرسخ ابو جهاد الكثير من المعاني والرسائل المدوية .. لم تكن الطريق الى تل ابيب سهلة بقدر ما كان تفكير الابطال سهل وهم ذاهبون لكي يزرعوا ارواحهم على شواطئ تل الربيع .

ولم يكن سافوي هو الهدف بقدر ما كان الهدف هو تمريغ أتف اسرائيل في رمال الساحل الفلسطيني وتلقينها درسا في ادب المقاومة وابجديات الثورة ... على اثر تلك الرسائل هزمت اسرائيل شر هزيمة حين كانت مجريات المعركة في حواري تل ابيب وليس حواري حمام الشط ومخيمات لبنان . والاراضي المحتلة . كان ياسر عرفات يهندم في كوفيته وكان الوزير يمتشق سلاحة وكان الرفاق يعدون العدة لفجر جديد حرر فيه الابطال تل الربيع لعدة ساعات وحجزوا هواء الاذاعات العالمية لصالح الثورة لعدة دقائق وصاروا حديث العالم . حين دمر سافوي وكانت الطريق لتل ابيب اسهل من طريق المحتل الى بيروت .

عاد الابطال وهم عظام لا يكتسون الا رمال الوطن الحبيب وهم بالفعل عظام واساطير ثورية . حملوا على الاكتاف ودفنوا حيت ما هوة قلوبهم وما انشدت عقولهم وهم جالسين على قلعة شقيف . يفكرون في وقت بزوغ الفجر لكي يهرولوا الى الوطن ويحضنوا تل الربيع ويفجرون الموت في احيائها ويقتلون الخوف في ارضها ..عادوا وهم نيام وارواحهم تبشرنا بنصر قريب وموعد مع الحكاية بكل تفاصيلها ... ابو جهاد دفن بعيدا لكن روحه تزور الوطن في كل معركة ينفذها انصاره . اما الياسر ابو عمار فاعتقد ان ارواحكم الطاهرة حلقت على قبره ونثرة من الورد الكثير . اوصلتم الامانه ونمتم امنين مطمئنين بجانب الخالد فينا . وبجانب مهجة العروبة قدسنا ... سافوي ستدرس لاطفالنا يوما ما . ..والطريق الى تل ابيب . كالطريق الى ايلات ....وحنطية المقاتل المصري الشرس في الدفاع عن مصر وعن فلسطين . والتي هي اصل الحكاية وقبلة تحج اليها كل ارواح الذين استشهدوا في جزيرتنا العربية .