ما وراء حرمان آلاف المواطنين من السفر على معبر الكرامة

أمُّون الشيخ

(خاص) زمن برس، فلسطين: الشاب نجاب البرغوثي الذي منع السفر عن طريق معبر الكرامة قبل أيام هو واحد من نحو 4000 مواطن منعوا من السفر منذ وقت اختفاء المستوطنين الثلاثة في الخليل في حزيران المنصرم عندما كان منع السفر عقاباً لأهالي محافظة الخليل وحدها ثم توسع ليشمل كل محافظات الضفة.

ويقول البرغوثي لـ زمن برس إنه أنا كان مرفوض أمنياً وممنوع من الحصول على تصريح ومنذ عام 2010 يسافر بإجراءات معقدة إلا أنه هذه المرة منع نهائيا، ويتابع "يومها كل أفراد عائلتي مرا بشكل طبيعي أما أنا ومجموعة من المواطنين تم احتجازنا ومن ثم أبلغنا المسؤولون الإسرائيليون على الجسر بأننا ممنوعون من السفر".

ويتعرض المواطنون بشكل عام للإهانة والتنكيل خلال سفرهم عبر معبر الكرامة إلا أن الممنوعون من السفر يجابهون إهانة وإذلالاً أكبر، حيث يحتجز المحرومون لساعات ولا تقدم لهم أي مبررات أو تفسيرات ويقول البرغوثي "احتجزنا لساعات حتى انتهاء دوام الجسر في ذلك اليوم حتى انتهى دخول حافلات المسافرين، فاصطحبنا الإسرائيليون إلى الجانب الأردني ليحضر الجميع حقائبهم والتي تبقت بعد مرور كل المسافرين في ذلك اليوم ومن ثم تمت إعادتنا".

ومنذ بدء حملة المنع هذه، حرمت سلطات الاحتلال طلبة وموظفين في الخارج ومرضى ومسنين من السفر.

ووفقاً لرواية البرغوثي لـ زمن برس، كان ضمن من منعوا معه من السفر سيدة وزوجها المريض والذي كان ينقل في إسعاف ومواطن يجمل الجنسية الكندية أعادوه هو وأطفاله الثلاثة، وشاب يعمل في أنغولا في أفريقيا وحضر قبل يومٍ واحد لزيارة أهله في الضفة.

وبقول البرغوثي إن الضابط المتواجد على الجانب الإسرائيلي قال بطريقة غير مباشرة إن السبب في المنع هو الأحداث في الخليل وفي غزة، "وطلب منا مراجعة الارتباط لمعرفة الأسباب وأخذ التبريرات، أنا لم أراجع الارتباط عند عودتي إلا أنني اتصلت للاستفسار وقيل لي إن هذا المنع يتمدد أو يتوقف كل شهر".

إدارة المعابر: المشكلة إلى حل

وقال نظمي مهنا مدير عام المعابر في السلطة الوطنية خلال حديث مع زمن برس إن الأمور بخصوص منع السفر تسير بشكل جيد وخلال يومين أو ثلاثة سينتهي، وقال إن عدد الممنوعين بدأ يقل وعدد المرجعين بدأ يقل وقريباً سينتهي هذا الموضوع وقال إن هناك تسهيلات كبيرة للسفر وأعداد كبيرة من الممنوعين سافروا".

ورفض مهنا إعطاء تفاصيل عن معنى "انتهاء المشكلة" كما رفض الإجابة عمّا إذا قد حصل الجانب الفلسطيني على اتفاق مكتوب أو رسمي من الجانب الإسرائيلي لحل مشكلة منع السفر جدياً.

السلطة لا تفعل شيئاً ولو شكلياً

ويتعارض تصريح مهنا مع ما يقوله طلعت علوي رئيس الحملة الوطنية لحرية حركة الفلسطينيين "بكرامة" حيث يقول إن الاحتلال يصر على إشاعة أن المنع سينتهي في الأول من أيلول سبتمبر القادم وهذا غير صحيح، واعتبر أن جزءاً مما يحصل في هذا السياق يأتي لإشغال الجميع عن الأحداث في غزة.

وقال لـ زمن برس "تابعنا أمس عدة حالات طلب منها التوجه إلى الارتباط في مستوطنة بيت إيل وبقوا هناك لساعات طوال وفي النهاية قبل لهم قد يسمح لكم بالسفر بعد الأول من الشهر القادم لكن لا ضمانات ولا تأكيدات على هذا الكلام ..منذ بدء هذا العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين وحتى الآن لا تطورات".

وقال علوي الذي تتابع حملته توثيق حالات الحرمان من السفر التي تضاعفت من منع 30 إلى 50 مواطناً في اليوم إلى منع 130 إلى 150 مواطناً في اليوم الواحد، قال إن المؤسسة الرسمية الفلسطينية لم تفعل شيئاً بخصوص هذا المنع الذي صرحت إسرائيل بأنه يشمل ما بين 27 ألفاً إلى 30 ألف مواطن، وتابع "طلبنا من السلطة أن تصدر ولو بياناً رسمياً عن الموضوع ولم تفعل".

وقال "تستطع السلطة أن تناقش وتسائل من هم الممنوعون ولماذا يمنعون، لماذا لا يتم الكشف عن أسماء كل الممنوعين ليعلم كل ممنوع أنه محروم من السفر؟، السلطة لا تفعل شيئاً ولو شكلياً، وهذا حدث غير مسبوق نعيشه ونحن نضغط ونتابع".

وقال علوي إن الجواب من وكيل وزارة الشؤون المدنية وإدارة المعابر، أن الاحتلال هو الذي يقرر ومخابرات الاحتلال هي التي تمنع المواطنين من السفر، ولا يوجد أي مواطن يضمن أن يصل معبر الكرامة ويسافر بشكل طبيعي، فقد يحتجزأو يعتقل أو يمنع من السفر وقد يُطالب بأن يراجع الارتباط في مستوطنة بيت إيل عبثاً".

منع السفر عقاب جماعي محرم دولياً

ويرى الحقوقي عمر رحال من مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" أن ما تقوم به إسرائيل من منع المواطنين من حرية الحرمة والتنقل سواء داخل الوطن أو خارجه خرق للقانون الدولي لحقوق الإنسان "لا سيما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية اللذان يتحدثان بشكل مباشر عن حرية التنقل واختيار محل الإقامة زحرية المواطنين بمغادرة البلد والعودة إليها وقتما وكيفما شاؤوا".

وقال في حديث مع زمن برس إن "اسرائيل تتفنن في اضطهاد الفلسطينيين وهذا ليس بجديد وهي منذ عام 1967 وهي تريد أن تقول للفلسطينيين إن حرية الحركة من إسرائيل وبيدها أن تتصرف بها".

وتابع "هناك طلبة جامعات ومرضى ومسنين وموظفين وطلاب مدارس وإسرائيل تعاقب الفلسطينيين عقاباً جماعياً محرم دولياً".

ويرى رحال أن السلطة والشعب تحت الاحتلال وأنه في الواقع لا سلطة للسلطة الفلسطينية على الأرض، فالمعابر تحت سلطة الاحتلال "وأوسلو لم تبقي للسلطة ولم تذر وأعطت صلاحية السيطرة على المعابر للاحتلال الإسرائيلي وعلينا ألا نخجل من القول أن الأحقية حسب أوسلو ليست للسلطة، وهذا شيء مثله مثل قرار إبعاد النائب خالدة جرار الذي صدر مؤخراً".

ووفقاً لرحال فإنه ليس بيد السلطة إلا أن تشجب وتستنكر ممارسات الاحتلال بحق المواطنين.

يذكر أن صحيفة هآرتس العبرية كانت نشرت في تقرير لها أقوال داخلية الاحتلال أنه ينبغي الحصول على معطيات عن عدد الخارجين ومن يُرفض خروجهم من سلطة المطارات لدى الاحتلال، وقالت هآرتس إنها حصلت من متحدث سلطة المطارات لدى الاحتلال على معطيات عن الخارجين لكنه قال إنه ينبغي لمن يُمنع خروجهم أن يتجهوا الى وزارة الداخلية أو الى جهاز مخابرات الاحتلال "الشاباك" للحصول على المعطيات.

ووفقاً لما ورد في تقرير هآرتس فإن الشاباك لم يجب على أسئلة الصحيفة.

 

حرره: 
ا.ش