الإرهاب الفلسطيني سيحصل على عفو دولي

الاحتلال

دان مرغليت

سمع وزراء الحكومة أمس بنيامين نتنياهو يوبخهم على النقد الذي وجهوه له ولموشيه بوغي يعلون على شكل ادارة حملة الجرف الصامد. وكان استياؤه مفهوما، أما عمليا فقد أغلق أبواب الاسطبل بعد أن فرت الخيول. فلم يعد أمس اي من خصومه في الحكومة ممن أيد الموقف الداعي الى الهجوم الشامل على قطاع غزة.

استبدلت الحجج لونها. قيل أن نتنياهو ويعلون أجلا القرار بمواصلة الحملة. ليس هكذا. فهما، بتأييد من يئير لبيد وتسيبي لفني، اتخذا بالذات قرارا واضحا: ضربة قاضية لحماس حتى وأن اختبأت المنظمة الارهابية خلف صورة الادعاء بالنصر؛ تدمير الانفاق مما يعني تراجع قدرة حماس عدة سنوات الى الوراء؛ وخطوة لمنع تجديد احتياطاتها من السلاح.

من الافضل أن يترتب الامر في اتفاق يعقد في مصر. فيكاد يكون هذا موضوعا عربيا حصريا. وان لم يكن – فخروج من طرف واحد للجيش الاسرائيلي من غزة من أجل منع الوضع الثابت، الذي يتحول فيه الجنود ليصبحوا هدفا لقذائف الهاون من النوع الذي اصابهم أمس.

من انتصر؟ النتائج واضحة، ولكن العالم تغير. فقدرة الوصول الى الاعلام في العالم العالمي تمنح وزنا للكذب. فبينما تستصرخ حماس بالبكاء العالم العربي للدفاع عنها وتهدد بتوريط اسرائيل في خيوط عنكبوت القانون الدولي، فانها تدعي ايضا بانها انتصرت. وذلك لان تعريف الانتصار ليس وحيدا. لقد انتصر الجيش الاسرائيلي حسب المفاهيم الكلاسيكية، والمنظمة الارهابية الفاشلة بمجرد وجودها المعوق.

وبالاساس توشك الساحة على التغير. فقد كان يكفي أمس سماع أقوال تمار أيش – شالوم في القناة العاشرة وعراد نير في القناة الثانية للفهم بان الارهاب الفلسطيني سيتلقى عفوا دوليا، ولكن اسرائيل سترسل الى مقعد الاتهام. فانضمام البيت الابيض الى رواية وكالة الغوث، المنظمة المعادية لاسرائيل في كل سنواتها – هو الدليل الذي يغذي الاحساس بانه لم يعد في الساحة ما يسميه الامريكيون بالجملة وسيط نزيه honest broker.

في مقابلة يونيت ليفي مع مندوب الوكالة كريستوفر غانس انكشف التحيز. فقبل يوم انفجر بكاء أمام مشاهدي التلفزيون عطفا على الفلسطينيين. اما لليفي فقال ان الاسرائيليين هاجموا مدرسة، وعندما ذكرته بان حماس احتفظت بصواريخها في منشأة للوكالة طمس الحقيقة في صياغات عديمة الذكاء؛ كما أطلق حجة سخيفة بان الوكالة لم تصور الصواريخ خشية أن تنفجر؛ وكانت الذروة هي أنه في الرد على السؤال ما العمل ضد منظمة ارهابية تقصف المدنيين في النقب أجاب بعقلانية شريرة بانه يجب صنع السلام. وكأن حماس جاهزة ومعنية.

والان، ما أن يبدو أن المعركة العسكرية قريبة من النهاية، يمكن الشروع في سلسلة مبادرات وان كانت معظمها لن تنضج الى نهاية ناجحة: ليس فقط تكرار الحقيقة بان حماس اختبأت وراء أطفالها بل وايضا الضغط على أن الغرب يمتنع عن انتقادها على ذلك؛ ومحاولة المبادرة الى ميثاق دولي لمنع حفر الانفاق لاغراض الحرب لاصدار سمعة سيئة لمثل هذا النوع من العدوان، بالتوازي مع مباحثات الجهات الدولية التي تنكل بالجرف الصامد؛ والانطلاق في خطوة اولى الى حملة الالف كيلو متر لتجريد غزة من السلاح.

إسرائيل اليوم