تذكروا غولدا وانتقام ميونيخ

غولدا مائير

على الحكومة انتهاج سياسة «مئير» بعد عملية الأولمبياد

دان مرغليت

لم يكن الله «يعمل» حقا عند الأم الثاكلة الجديدة رحيل فرانكل. وقد شعرت حينما توجهت لتقوي بهذا الكلام قلوب الشباب لئلا ينكسروا اذا سمعوا الخبر السيئة، شعرت بأن الاسوأ ينتظرها.
كانت تأمل لكنها علمت باحتمال عال أن ذلك عبث، فقد ظهر قرنا الشيطان منذ اللحظة الاولى.
يدعو الجميع الله الآن أن تنجح العائلات الثلاث المقتدى بهم في مواجهة الألم الذي يعتصر قلوبهم. لكننا جئنا هذا الصباح لنبكي ونصرخ ونتساءل. وهذا اليوم هو قبل كل شيء وأولا يوم ندب، وهو يسبق محاسبة النفس.
سنعود في هذا الصباح الى الكلمات القديمة التي قد تكون مبتذلة لكن لا يوجد ما هو أصح منها. سنبكي ريعان الشباب ونجهش حينما نقرأ مكررين القراءة الاسطر الخالدة في مرثية داود، ونتمسك بمراسم الحداد قبل أن نمضي على أثر الأمهات الى مقام القوة والى «لا تنكسروا» المدهشة التي صدرت عن الأم فرانكل على مسامع من جاءوا الى الحائط الغربي.
لن ننتقص في هذه المرة من الغضب والوجد على كل من نظهر في هذه اللحظات تفهما لوضع الآخر وهو العدو الذي يثور علينا للقضاء علينا. ولن نغفر، ولا يُحدثونا بصوت بارد. ينبغي ألا يُصالحونا ونحن ما نزال غاضبين لفقدان ثلاثة أعزاء كانت كل خطيئتهم ملخصة في دراستهم الشرعية.
اجتمع أمس المجلس الوزاري المصغر في نفس المكان بالضبط الذي رأسته غولدا مئير قبل 41 سنة. آنذاك جاءت معلومات متضاربة من الالعاب الاولمبية في ميونيخ، وفي نهاية تلك الليلة أُحصي 11 اسرائيليا قتلهم ارهابيون فلسطينيون، وقالت تلك المرأة العجوز الثقيلة الخطى لجميع الجنرالات الذين احاطوا بها إنه لا يجوز أن يبقى أحد من القتلة ومساعديهم حيا. وتحدثت ببساطة وعرف العالم، وكان القتلة الفلسطينيون في ميونيخ يسيرون فوق الارض ووصمة عار قابيل على رؤوسهم، لكن لم يكن ذلك جُنة لهم بل مدعاة الى رصاصة اسرائيلية.
طال التنفيذ الكامل لأمر غولدا عشرين سنة، فقد قتل آخر الارهابيين الذين شاركوا في المذبحة الفظيعة في القرية الاولمبية في 1992. وكانوا الى أن ماتوا يتحركون ويتجولون في البلاد في هرب مذعور دائما.
وقد بدأ السؤال عن السياسة التي ستستعملها اسرائيل مع حماس والسلطة الفلسطينية وسكان حلحول، يتضح أمس في جلسة المجلس الوزاري المصغر، وهذه هي البداية فقط، لكنها ليست النهاية القاطعة، فالذي تقرر سيُستعرض من جديد والذي لم يُمس سيثار للنقاش. توجد مواجهات اسرائيلية فلسطينية تصبح رمزا وراية ومفترقات جديدة في العلاقات بين الشعبين أكثر من اعمال قتل اخرى.
لم تتبوأ كل المركبات مكانها في صورة الوضع. فقوة المجتمع الدولي محيدة في الايام القريبة، لكنها ستعود الى مكانها الثابت في غضون اسبوع. ومن السابق لأوانه أن نُقدر ما هو المسار الذي ستشقه اسرائيل لنفسها في سياق مكافحة الارهاب. لكن حقيقة واحدة قد تظهر الآن من الدمع والألم والبكاء المر مع الوعي الخالص مع ذلك وهو قولنا تذكروا ميونيخ، وتذكروا غولدا وسيروا بهدي منها في هذا الشأن.

اسرائيل اليوم

 

حرره: 
م.م