هل ستنفذ إسرائيل تهديداتها بفصل الكهرباء عن الضفة ؟

كهرباء

معزوزة موسى

(خاص) زمن برس، فلسطين: تهدد إسرائيل منذ أشهر بفصل الكهرباء عن الضفة الغربية بأكملها، وكان آخر هذه التهديدات يوم أمس الاثنين حين فرضت "شركة كهرباء إسرائيل" قيودًا على تزويد الكهرباء في مناطق امتياز "شركة كهرباء القدس"، وهذا يعني أنها ستفصل الكهرباء عن بعض مناطق الضفة لأوقات معينة، فهل ستفصل إسرائيل الكهرباء حقًا عن الضفة الغربية ؟ وما الآثار التي ستترتب على ذلك إقتصاديًا وسياسيًا ؟

في حديثٍ مع زمن برس قال مساعد المدير العام لشؤون التطوير والتخطيط الاستراتيجي في "شركة كهرباء القدس" م. علي حمودة إن "إسرائيل أبلغت بكتاب رسمي أنها ستفصل الكهرباء في مناطق امتياز الشركة وتضمن الكتاب أنه سيتم تشويش وتقنين تزويد الكهرباء مع تحديد التاريخ والذي صادف قبل يومين وسيوضحون فيما بعد أي المناطق التي سيتم فيها ذلك، وعمليًا قامت إسرائيل بالأمس بفصل الكهرباء عن وسط رام الله وقمنا بتحويلهم إلى مناطق أخرى".

وأضاف م. حمودة أنهم "تحججوا بوجود عطل فني، لكنا ربطنا الأمر بالكتاب الرسمي الذي وصل قبل يومين، حيث لم يكن هناك أي عطلٍ فني".

وقال أنه "يتوقع أن تنفذ إسرائيل تهديدها بحجة أن لها ديون تبلغ حوالي 974 مليون شيكل، فقد كان الوضع سيئًا في جلسة المحكمة التي جرت الأسبوع الماضي حيث لمح القاضي أن هناك تجربة دولية فقد قطعت روسيا الغاز عن أوكرانيا، وليس غريبًا أن تفصل إسرائيل الكهرباء عن الضفة".

وأضاف م. حمودة أنه "في حال انقطاع الكهرباء عن أماكن امتيازها فهذا يعني أنها ستبقى منقطعة، لأنه لا يوجد لدى الشركة بدائل أخرى والوضع صعب جدًا، ولذلك فقد ناشدت الشركة المستشفيات ومستودعات الأدوية ومضخات المياه وكافة المناطق الحيوية والمرافق الحساسة التي لا تستطيع البقاء بدون كهرباء أن يأخذوا كافة احتياطاتهم".

وأكد م. حمودة أن "شركة الكهرباء تبذل كافة جهودها لإبقاء الكهرباء وعدم فصلها، لكن إسرائيل تطالب بسداد الدين وليس لدينا إمكانية لذلك، فهناك ديون على بعض القرى والمخيمات والمشتركين غير الملتزمين بالدفع، وعلى الناس أن تشعر أن هناك خطر قائم فعلى الجميع العمل لتفادي هذا الأمر".

وقال المحلل الاقتصادي في جامعة بيرزيت د. نصر عبدالكريم لزمن برس "إن الكهرباء شريان الحياة الاقتصادية في كل مكان وهي جزء من الطاقة وهذا يعني أنه سيكون هناك آثارًا كارثية على أي اقتصاد، وعلى الفلسطيني بالأخص الذي هو أصلًا مأزوم ويعاني من تشوهات كبيرة، وينمو بمعدلات متدنية بسبب قيود الاحتلال وتضييقاته".

وأضاف أنه "إذا حدث وفصلت إسرائيل الكهرباء عن الضفة فهذا سيضيف أزمة جديدة، لكنني لا أعتقد أن يحدث ذلك أو أن يكون هذا هو الحل، فإن كان السبب وراء فصل الكهرباء تجاريًا فالأمور من الممكن أن تحل بين الشركات، أما إن كان السبب سياسيًا للضغط على الفلسطينيين أكثر وأكثر فهذا لن يلاقي قبولًا وتأييدًا دوليًا، وسيلاقي رفضًا كبيرًا لأنه يدخل في خانة العقوبات الجماعية والجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية، فلا يجوز حتى بين الدول التي بينها حروب أن تمارس مثل هذه العقوبات".

وقال د. عبدالكريم إن "إسرائيل لن تقدم على هذه الخطوة لأنها لا تستطيع أن تدفع ثمن ذلك سياسيًا، فأي عمل عدواني يعتبر ممنوع ومنتقد دوليًا، فقد شنّت من قبل عدوانين على غزة ولكنها لم تجرؤ ولو مرة على قطع الكهرباء بشكل كامل عنها، كانت تخفف منها فقط".

ورفضت سلطة الطاقة إعطاء أي تصريح اليوم منوهة إلى أنه سيكون هناك تصريح مهم يوم غدٍ الخميس بخصوص التهديدات الإسرائيلية بفصل الكهرباء عن مناطق امتياز شركة كهرباء القدس.

حرره: 
م . ع