دعوات لبذل جهد مؤسسي لتغطية صحية ذات جودة لكافة الفئات

الصحة في فلسطين

رام الله: أكد مشاركون في مؤتمر متخصص  نظمته منظمة الصحة العالمية ومن خلال المعهد الوطني الفلسطيني للصحة العامة   اليوم   في مدينة البيرة، الى أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات الرسمية والاهلية والخاصة ، المحلية والدولية للوصول الى لتغطية صحية ذات نوعية جيدة تشمل كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني .

واكدت  مداخلات وتوصيات عدد واسع  من الخبراء واصحاب الشان المحليين والدوليين ، خلال المؤتمر الذي نظم تحت رعاية رئيس الوزراء د.رامي الحمد الله في قاعة جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في المدينة تحت عنوان " الصحة والرفاه " في فلسطين ان الواقع والمحددات السياسية القائمة في الاراضي الفلسطينية ، تلعب دورا اساسيا في منع او الحد من تطوير عميق وشامل للقطاع الصحي بفلسطين على مستوى الاداء والخدمات وغيرها .

وبينت المداخلات ان سيطرة الاحتلال الاسرائيلي المطلقة على الارض والمعابر والثروات الطبيعية وغيرها ، وتحكمه في حركة وتنقلات المواطنين الفلسطيني ، تعيق اي عملية جادة لاحداث تنمية اقتصادية اجتماعية تنعكس بدورها وبشكل متبادل على الواقع الصحي للمواطنين
ونقل وزير الصحة د.جواد عواد تحيات د.الحمد الله للمشاركين في اعمال المؤتمر ، مشيدا بالدور والنشاط المميز للمعهد الوطني الفلسطيني للصحة العامة ، والتي تساعد في جزء منها وزارة الصحة على وضع السياسات وتحديثها وانتهاج اليات عمل جديدة مبنية على التنسيق والتعاون مع مختلف الجهات .

واعرب عواد عن تمنياته بنجاح اعمال المؤتمر ، وقال : سنعمل على ان يكون المعهد الفلسطيني للصحة العامة  ذو هوية خاصة مستقلة  وبما يساعد على الارتقاء بعمله نحو الافضل دائما .

واشاد في ختام كلمته بالدعم المميز السياسي والمالي الذي قدمته وتقدمه النرويج لشعبنا وقضيتنا ومؤسساتنا بما فيه المعهد الوطني الفلسطيني للصحة العامة .

وطالبت التوصيات ايضا بتطوير رؤية واستراتيجية للوصول لتغطية صحية شاملة ، تضمن حق المواطنين جميعا في تلقي العلاج والدواء المناسب ، من خلال تامينه وبما لا يثقل ماليا على كافة الشرائح وخاصة الفقراء والمهمشين .
واكدت  التوصيات على اهمية العمل على الحد من انتشار الامراض  المزمنة وغير السارية بفلسطين مثل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم ، من خلال وضع القوانين التى تحد من ظاهرة التدخين وتطبيق برامج توعوية بين مختلف الفئات العمرية وخاصة الشبيبة .
ولفتت عدة مداخلات ومقترحات الى اهمية الاستثمار في موضوع الصحة  ، واعتماد  تطبيق شعار درهم وقاية خير من قنطار علاج الذى يؤدي الى التخفيف من الانفاق في مواضيع العلاج والادوية ، ، وهذا سينعكس ايجابا على توفير الموارد الانسانيه والاقتصاديه  لتحسين المستوى المعيشي والاقتصادي للمواطنين .
رند سليمان ......
ومن جانبها  رحبت  د.رند سلمان مدير مشروع  المعهد الوطني الفلسطيني للصحة العامة   بالضيوف وبالوزير عواد ممثل رئيس الوزراء ،   مؤكدة اهمية المؤتمر والنتائج والتوصيات التي سيخرج بها .
وتابعت : ان  جلسات المؤتمر  شهدت نقاشات معمقة حول عدة محاور ، تربط بين الوضعين الاقتصادي والسياسي في فلسطين من جهة والقطاع الصحي ومستوى ادائه وخدماته ، وسبل الرقي بعمله من جهة اخرى .
ولفتت الى ان اي خطة لتحسين القطاع الصحي بفلسطين يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار حقيقة اننا نعيش تحت الاحتلال والحصار في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وهو ما يعني العديد من العقبات والمعيقات والقيود الاسرائيلية التي تمنع حدوث اي تنمية اقتصادية او تحسن جدي للوضع المعيشي والصحي للمواطنين .
وبينت ان المعهد هو احد مشاريع منظمة الصحة العالمية في فلسطين ويعمل لتحقيق جملة من الاهداف اهمها تنمية ملكة ومهارات البحث العلمي وتعميقها، واستخدامها لدعم عملية صنع القرار.
كما وتم عرض خلال جلستي المؤتمر عدة اوراق عمل تناولت تجارب محلية فلسطينية ونرويجية  ودولية في مواضيع مختلفة ، ركزت التجارب النرويجية على موضوع نجاح التوعية في الحد من التدخين في المجتمع النرويجي والجهود التي بذلت على مدار عقود لانجاح العملية
وقال د.امبروجيو ماننتي القائم بأعمال مدير منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية  ان الصحة الجيدة للمواطن  اساس للتنمية والتطوير ، ولفت ان البنك الدولي ربط بعلاقة وثيقة بين التنمية الاقتصادية والتطوير بالصحة .
وبدوره عبر ممثل النرويج لدى السلطة الوطنية هانس ياكوب فرايدلند عن سعادته الكبيرة في المشاركة باعمال المؤتمر . واكد ان التعاون النرويجي  الفلسطيني المتواصل بما فيه المقدم للمعهد والمؤتمر يعكس قناعتنا  بانه سيساهم ببناء دولة فلسطين ومؤسساتها .
وذكر ان النرويج قدمت خلال ربع قرن حوالي 220 مليون دولار مساعدات مالية لفلسطين ، معربا عن تقديره للمستوى المتقدم الذي وصلت اليه في الكثير من النواحي والخدمات والوقائع الصحية.
وبدوره قال وبدوره يونس ستورا وزير الخارجية النرويجي السابق وعضو البرلمان حاليا ان المؤتمر حدث وطني هام ، يقربنا من هدف اقامة دولة فلسطين المستقلة ، واكد ان النرويج ملتزمة بتحقيق هذا الهدف ، من خلال شراكتنا بعملية السلام مع كافة الجهات
وشدد على اهمية الاستثمار في الصحة واستخدام المعلومات والمعطيات للنهوض القطاع الصحي بفلسطين .
ومن جانبه شدد د.جوزيف كوتسين من منظمة الصحة العالمية ، ورئيس قسم الباحثين في المكتب الرئيس للمنظمة  في جنيف على مدار ربع قرن على اهمية التعامل مع عدة محاور ومرتكزات للنهوض بالوضع الصحي بفلسطين وهي : تشجيع الاستثمار  ومواجهة الاوبئة ومنعها من خلال السياسات العامة وتطوير الصحة العامة والتغطية للخدمات الصحية .
ومن ناحيتها وصفت الخبيرة في الصحة المجتمعية والعامة والمحاضرة في جامعة بيرزيت د.ريتا جقمان وضع الفلسطينيين تحت الاحتلال بالسجن المفتوح .
وقالت ان العولمة تزيد من عدم المساواة بين الشعوب وبين الافراد في المجتمع نفسه ، ودعت لقوانين صارمة للحد من التدخين .
ومن جانبه استعرض د.اسعد الرملاوي مدير عام الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة الجهود والبرامج التي تنفذها الوزارة ، لتامين وصول الخدمات الصحية والطعومات وغيرها لكافة ابناء شعبنا خاصة في المناطق المحاصرة بالجدار والاستيطان والحواجز .
ومن جانبه لفت د.اخيريو سيتا مدير خدمات الصحة في الاونروا ، الى العجز المالي المتواصل الذي تعانيه الوكالة وانعكاس ذلك على مختلف برامجها وانشطتها.
كما وتحدث في المؤتمر كلا من د.عوض مطرية من المكتب الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية ود.محمود ضاهر مسؤول مكتب منظمة الصحة العالمية  في غزة ود.كاميلا ستولتنبرغ  من معهد الصحه العامه النرويجى، الذين تناولوا موضوع المؤتمر بمداخلات منفصلة.