لا تتزوّجي مَن هو أجمل منكِ!

لندن: أسِفَت إحدى الفتيات البريطانيّات على ارتباطها برَجُل أجمل منها بكثير، مُعتبرةً أنَّ الفارق الجمالي بين الرجل والمرأة يُدخِل العلاقة في مُشكلات وخلافات خطيرة. ودعت النساء إلى عدم الإرتباط بِمَن هُم أجمل منهنّ. فهل هي مُحِقَّة؟

أسِفَت هيلاري فريمين، البالغة 42 عاماً، في مقال نشرتهُ في صحيفة "Daily Mail" البريطانيّة ونقلته صحيفة الجمهورية اللبنانية، على ارتباطها بمايكل، زوجها الحالي، والذي يفوقها جمالاً وجاذبيّة، قائلةً: "مُنذ لحظة ارتباطنا، تعرّضتُ لانتقادات كثيرة جارحة، ما أثارَ في نفسي شكوكاً في شأن جدّية علاقتنا، ما أدّى بالتالي إلى مُشكلات فعليّة بيننا".

الخيانة نتيجة الجمال؟
وتابعت فريمين: "حتّى والدي لم يتقبّل فكرة ارتباطي برَجُل جَذّاب إلى هذا الحَدّ. والسبب هو اعتقادهُ أنَّ جماله الأخّاذ سيَجعله يخونني في كلّ مناسبة تُتاح له". وشدّدت على أنّ "ارتباط المرأة برَجُل جميل ليس سهلاً مثلما يعتقد الجميع، بل يُلقي بثقله عليها وعلى العلاقة".

علم النفس ينفي
وتعليقاً على هذا الموضوع، نفت مسؤولة قسم العلاج النفسي في مُستشفى "سيّدة زغرتا"، آنّا ماريا ماروني، أن يكون الجمال غير الاعتيادي لأحد الشريكَين سبباً لخلافات جدّية بينهما، إلّا في حال كان الشريك الثاني لا يملك ثقةً كافيةً في نفسه". وأوضحت لـ"الجمهورية" أنَّ "نجاح العلاقة العاطفيّة التي تقود إلى الزواج مَرهونٌ بالثقة في النفس أوّلاً وبالثقة في الشريك ثانياً، فالمرأة التي تثق في نفسها لن تتأثّر بجمال زوجها، أمّا تلك التي لا تثق في نفسها فستشعر بالخوف والقلق حتّى لو كان حبيبها أو زوجها يشبه "القرد" على سبيل المزاح". وفي هذا السياق، أكّدت المعالجة النفسية أنَّ "الثقة في النفس تولّد ثقة في الآخر أيضاً، وهو ما يضمن بالتالي استقرار العلاقة، ويُبعِدُها عن الخلافات المُرتبطة بالغيرة والشكوك".

ثقة مفقودة
أكثر ما يُزعج فريمين هي انتقادات الناس المستمرّة وتعليقاتهم وأحكامهم المسبقة في شأن جمال حبييبها مايكل والتي تكون بغالبيّتها مسيئة ومهينة. وقالت: "الناس يفترضون عادةً أنّ المرأة الشقراء غبيّة، وكذلك قالوا لي إنَّ الرَجُل الجميل سطحيّ و لا يُمكن الوثوق به لأنّه مهووسٌ جنسيّاً، وهذا ما جعلني بالتالي ضحيّة لخيانته لي". وعلى رغم إيمان فريمين بأخلاق حبيبها الحميدة، إلّا أنّ افتراضات الناس القاسية والمهينة كانت تؤثّر فيها سلباً، "إذ يُقال إنّ حبيبة الرَجُل الجميل عليها أن تكون امرأةً جميلة ذات قوام ممشوق، أو على الاقلّ تكون ثقتها في نفسها عالية ولا تتأثّر بآراء الناس، وللأسف لم يَكُن هذا وضعي أبداً".

مضايقات مستمرّة
وكانت فريمين تتلقى رسائل نصّية أو بريدية من صديقاتها أو إحدى معارفها تقول لها "أعلم أنّ هذا الامر ليس لطيفاً وغير مناسب أبداً، ولكن حبيبك ساحر وجذّاب". وهذا ما كان يثير قلقها وخوفها وربما غيرتها، على رغم تأكيد زوجها المستمرّ لها بأنّه يحبّها وبأنّها جميلة في نظره. وقالت: "كانَ يؤكّد لي دائماً أنّه يجدني جميلة وأنّ أصدقاءه وأهله يشاطرونه الرأي، ويقول لي إنّه يُحبّ أنفي الكبير وأسناني المُتباعدة، ولكنّ كلماته المشجّعة هذه لم تُطمئنّي". وتعقّد الوضع أكثر بتعرّف هيلاري على حبيبات مايكل السابقات، على رغم تأكيده لها أنّهُنَّ لا يعنينَ له شيئاً "فإثنتان منهنّ على الأقلّ تُشبهان عارضات الأزياء". هنا لا يمكننا سوى تذكّر مقولة الروائي سامويل ريشاردسون العائدة الى القرن الثامن عشر والقائلة: "الحبيب الوسيم يوجِع قلب حبيبته".

حبّ بمعزل عن الشكل
نجحت هيلاري في إنقاذ زواجها من الانهيار ، وقالت: "على الرغم من عيشنا في مجتمع يقدّس الجمال ويُخصِّص مكانة خاصّة للشكل الخارجي، إلّا أنّني أحبّ زوجي بغضّ النظر عن جَماله، وسأستمرّ في حبّه حتّى لو فقَدَ جماله الخارجيّ أو تشوّه لسبب أو لآخر". وختمت مقالها موضحةً: "عندما أكون معه في الظلمة، حيث لا يُمكنني رؤيته، تكون هذه اللحظة الأكثر سعادة بالنسبة لي".

حرره: 
م.م