استعداد لانتخاب مجلس الشورى
غزة: تستعد حركة حماس لاختيار مجلس شورى الحركة من خلال انتخابات سرية، على ان يختار هذا المجلس بدوره اعضاء المكتب السياسي للحركة، وسط توقعات عدد من المحللين بصعود نجم قادة ميدانيين، مع الحفاظ على براغماتية الحركة.
وقال مسؤول في حماس طلب عدم الكشف عن اسمه ان "الانتخابات ستبدأ نهاية الاسبوع الحالي او بداية الاسبوع القادم" لاختيار اعضاء مجلس الشورى، الهيئة القيادية الوسيطة بين قواعد حماس والمكتب السياسي الذي يمثل أعلى هيئة قيادية لأكبر حركة اسلامية فلسطينية.
واضاف ان "الامور مرهونة بظروف كل منطقة وقد تستمر أكثر من شهر".
واوضح مصدر في حماس ان انتخابات مجلس الشورى تنظم في "سرية تامة" لاختيار اعضاء المجالس الاربعة التي يتألف منها في قطاع غزة والضفة الغربية والخارج اضافة الى داخل السجون الإسرائيلية.
وأكد ان "الحركة انتهت من الترتيبات والاعداد لمرحلة الانتخابات الداخلية بما يضمن نجاحها ونزاهتها وشوريتها"، موضحا انها "تبدأ في المستويات المناطقية الدنيا".
وكل واحد من هذه المجالس الاربعة يمثل في لجنة تتولى التنسيق مع المكتب السياسي للحركة بعد اختياره من الشورى.
ويرفض قادة حماس في اغلب الاحيان الخوض في أي حديث يتعلق بالامور التنظيمية والانتخابات الداخلية للحركة.
ويرى البروفسور وليد المدلل استاذ التاريخ والعلوم السياسية في الجامعة الاسلامية في غزة ان حماس "لا يمكنها كشف كل اوراقها لانها ما تزال في معركة مفتوحة مع الاحتلال المتربص بها".
وعن آلية الانتخابات قال مصطفى الصواف المتخصص بشؤون الحركات الاسلامية "لا احد يملك ترشيح نفسه ولا توجد دعاية انتخابية او تكتلات فهناك فئات محددة يتم اختيارها بقوائم الانتخابات وفئات معينة يحق لها الانتخاب حسب القوانين واللوائح التنظيمية".
ولا تفصح حماس عن عدد عناصرها لكن محللين يرون ان عددهم يصل الى "عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف".
واوضح المصدر في حماس "يفترض اتمام الانتخابات قبل نهاية نيسان(ابريل) الحالي لكل الاطر بدءا بمجالس الشورى المناطقية (في كل منطقة على حدة) ثم يتم فرز اعضاء مجلس الشورى العام الذي يمثل الداخل والخارج والاسرى في السجون الإسرائيلية".
واوضح ان هذه انتخابات "اعتيادية دورية" للحركة و"لا علاقة لها بأي تطور سياسي او في المنطقة العربية ولا علاقة لها بصعود الاخوان المسلمين خصوصا في مصر".
وحماس التي اسسها الشيخ احمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل قبل عدة سنوات، خرجت من رحم جماعة الاخوان المسلمين. ويمكن ملاحظة ظهور اسم جماعة الاخوان في مناسبات وفعاليات عديدة في قطاع غزة.
وقال المصدر في حماس انه بعد الانتهاء من تشكيل مجلس الشورى العام "تجري انتخابات لاختيار اعضاء المكتب السياسي ورئيس المكتب السياسي بموافقة الشورى وهذا وفق آليات خاصة ومحددة متفق عليها في اطر الحركة".
وتابع "لا يتم الاعلان عن مكان عقد الانتخابات الشورية او للمكتب السياسي لكن بشكل عام الحركة لديها خيارات عديدة ومراكز تواجد لا يعجزها المكان".
وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي وغالبية قادة حماس غادروا سورية بعدما احتضنت مقر قيادة حماس لأكثر من عشر سنوات.
ويفخر قادة حماس ان الحركة تتبع الطرق "الشورية الديمقراطية".
وقال عضو بارز طلب عدم ذكر اسمه لفرانس برس ان "الانتخابات هي ما يميز حركة حماس والاخوان المسلمين عن غيرها من الحركات الاسلامية القائمة في العالم العربي" مؤكدا في الوقت نفسه ان "هذه الانتخابات خاصة بفلسطين ولا علاقة تنظيمية لها بالاخوان في مصر او اقطار عربية واسلامية" اخرى.
وتابع "نفخر بان حماس خرجت من رحم الاخوان المسلمين".
ويكون رئيس مجلس الشورى عضوا في المكتب السياسي.
وتأخذ حماس في الحسبان التوزيع الجغرافي والسياسي و"اعتبارات حركية" في توزيع المناصب القيادية. ويعتبر اي تغيير او زيادة لاعضاء المكتب السياسي من اختصاصات الشورى بحسب المصادر.
وقد دار نقاش بين قيادات الحركة بشأن اعادة انتخاب مشعل رئيسا للمكتب السياسي او فتح الباب أمام قادة آخرين مثل نائبه موسى ابو مرزوق والقادة محمود الزهار ونزار عوض الله واسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة.
وكانت حماس أعلنت في كانون الثاني(يناير) في بيان ان مشعل ابلغ مجلس الشورى "برغبته الا يكون مرشحا لرئاسة الحركة في الدورة التنظيمية القادمة".
لكن مصادر في الحركة أكدت ان عددا من قادتها "يفضلون اعادة انتخابه لخبرته الطويلة وحنكته السياسية وعلاقاته الواسعة في العالمين العربي والاسلامي".
وحول امكانية ترشيح اشخاص آخرين بدلا من مشعل قال مصدر "هذا امر سابق لاوانه ..المنصب تكليفي وليس تشريفيا وكل المواقع في الحركة مفتوحة امام الجميع".
وتوقع المدلل حفاظ حماس على نهجها "البراغماتي استجابة للتطورات في المنطقة ورغبة بتحسين علاقتها بالغير" رغم ان عددا من القادة الميدانيين "ربما يصعدون في الانتخابات القادمة بحكم قربهم من القواعد".
لكن المدلل رأى ان أي دعوة لمزيد من البراغماتية في حماس "يمكن ان تحدث اشكاليات لان بعض العناصر ترى فيها انتكاسة على الاهداف والثوابت".
الغد
___
آ ج