الفاتنة والقبيح
عندما يُتاح وقت التسلية، يصح أن تنعقد المقارنة بين جرأة أي مستبد قاتل، أو نصير للطغاة، وتلك الفتاة المتحلية بالسخاء مع الكاميرا، عارضة الأزياء اللبنانية المليحة جويل حاتم. هي ممتشقة بجسد مقرمش، إذ ولدت لأم برازيلية، ولها من اسمها الحاتمي أكثر من نصيب!
يقول مولانا مرتضى الزبيدي، فقيه اللغة، في "تاج العروس من جواهر القاموس" أن القرمشة هي الجمع الإعجازي للأجزاء على هشاشتها، على النحو الذي يغوي الآكلين. والمستبد القاتل القبيح، مقرمش هو الآخر، يجتذب أسنان الشعب، على رداءة مذاقه ومرارته، أما جويل الفاتنة، فإنها تغري كل مسكون بهواجس النكاح، بشفاعة المذاق النقيض!
تقول جويل بدلال يلامس الغنج (يخزي العيْن): سأعيش مرة واحدة، وربما تكون جرأتي هي البصمة التي سأتركها ورائي". وهي، هنا، لا تطمح الى توريث قوامها، ولا الى استنساخه وليست في حاجة الى تغيير الدساتير في خمس دقائق، لكنها تعرف أن مارلين مونرو، نجمة السينما الأمريكية، حظيت بحجم من ذاكرة الناس، باعتبارها "صاعقة أنثوية" بأكثر من ألف ضعف ما حظيت به جين أوستن، صاحبة بعض أفضل الروايات التي كُتبت بالإنجليزية قاطبةً، وأعظم أدباء إنجلترا بعد شكسبير. فالذهنية الجمعية للجنس البشري، في جانب منها، تتسم بـ "النقاصة"حسب تعبيرنا بالعاميّة!
غير أن الطغاة والمستبدين وأنصارهم، يشبعون موتاً بعد موتهم، دون يتذكرهم أحد. وتشرح الفتاة الحاتمية اللبنانية بتجرؤ: أنا "ما باستحي" وظهوري عارية لا يعني أنني "فلتانة" لأن العُري فن مميز!
بالمقابل يرمي القبيح الآخرين بصفات ليست فيهم، فيزعم أنهم هم الذين لا يستحون. بل إنه يقتل الطفل والمرأة والشيخ، ويحرق البيوت، ويظلم الناس، ثم يزعم بأنه المحتشم لا العاري، وأن ما يفعله هو الأمن وليس الفن المميز، ويتهم الأبرياء المظلومين بأنهم "الفلتان" بينما هو الملتزم!
المتعرية، بالمقارنة، أشرف من القبيح وأقل إنكشافاً. والسخية مع الكاميرا، أنبل من السخي بالسلاح والنيران والكرابيج. والفاتنة أبلغ وأصدق، من المستبد الركيك الكذوب، والناعقون من على شاشات التلفزة، ناكرين دم الناس وفجيعتها وعذابها، أشبه بغربان الشوم، بينما الحاتمية عصفورة في ناظر كل يتقصى فنها المميز!