يوم الأرض بعيون مقدسية
زمن برس-القدس: قبل أيام دعت مؤسسة القدس الدولية ومقرها العاصمة اللبنانية بيروت، جميع الشعوب العربية والاسلامية وكل من يصبو لطعم الحرية للمشاركة في مسيرة القدس الدولية، في يوم الأرض 30 آذار/ مارس.
وبحسب منظمي المسيرة فإنها استهدفت حشد طاقات الامتين العربية والاسلامية، للتصدي للإنتهاكات التي تمارسها دولة الإحتلال الإسرائيلي ضد مدينة القدس وضد فلسطين بشكل عام، مؤكدين على أنها بمثابة القشة التي ستغير مسار الصراع العربي الإسرائيلي، من خلال المشاركين في المسيرة والذين تركزوا على الحدود الملاصقة لإسرائيل في الأردن و لبنان وسوريا ومصر، إلى جانب الاعتصامات التي نظمت أمام سفارات إسرائيل في عواصم دول العالم.
مدينة القدس التي انطلقت من أجلها هذه المسيرة " خلت شوارعها من المارة بسبب تركزهم في منطقة باب العامود المحاذية لسور القدس، فهناك اجتمعوا وردووا هتافات الحرية، رفعوا أعلاماً فلسطينية استفزت جنود لم يعرفوا غير لغة السلاح والقوة، جنود وإن لم تهزمهم بالظاهر دموع الأطفال ولا صرخات النساء اللواتي حملن صوراً لابنائهم الأسرى، ولا هرم الكبار، فكانت قنابل الغاز المسيل للدموع، القنابل الصوتية، هرواتهم، أحصنتهم الضخمة، وألسنتهم السليطة هي الحاضرة في المكان، لترد على مسيرة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مسيرة سلمية، فاستطاع صمود المقدسيين ووقفتهم أن يهزمهم فهم تأكدوا أن الفلسطيني سيبقى شوكة في حلوقهم.
المقدسيون كانت لهم أراؤهم بمسيرة القدس الدولية وبالرسالة التي يمكن أن تبعثها الشعوب العربية التي ستصل الحدود، والشعب الفلسطيني على وجه التحديد للقيادة الإسرائيلية، هذه الآراء وإن تباينت بعض الشيء إلا أنها توحدت لتؤكد على ضرورة الاستمرار في النضال.
باسم غوشة، صاحب أحد المحال التجارية في البلدة القديمة، أشار إلى أن القضية إعلامية بالدرجة الأولى، هدفها شغل الرأي العام، ولن تغير هذه المسيرة أية وقائع على الأرض فوضع القدس في تدهور مستمر، لكنه أثنى كذلك على وقفة الشعوب العربية إلى جانب صمود القدس والمقدسيين، مطالباً بالوقت ذاته من الرؤساء العرب بان يقوموا هم بالتغيير ولا يتركوه للشعوب فالشعوب ليس بيدها حيلة، التغيير الصحيح يحدثه القادة.
أما المواطن المقدسي خالد الحسيني، فنوه إلى أن القدس أصبحت بفعل ممارسات الاحتلال بعزلة دولية وعربية، وبعزلة عن باقي المدن الفلسطينية، مؤكداً أن هذه المسيرة ستؤثر معنوياً على المقدسي وتجعله يشعر بأنه ليس لوحده، له امتداد عربي وإسلامي ودولي يآزر حقوقه في مدينته، فالقدس كانت وستبقى مدينة عربية وإسلامية بالرغم من ممارسات الإحتلال الهادفة إلى تهويد المدينة، فالقدس ستبقى عربية طالما المقدسي والفلسطيني موجودون فيها.
وأشار الحسيني، إلى ان الحشود الموجودة في القدس وعلى الحدود وإن كانت لن تؤثر كثيراً في دولة محتلة لا تفقه سوى القوة، فنحن نقول لهم أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
بدورها، أكدت السيدة روضة عودة، والدة الأسير المقدسي المبعد إلى غزة، على أن الإحتلال لا يريد أن يسمع أي صوت فلسطيني، الصوت الذي كل ما مرت الأيام والسنين تراه يعلى أكثر فأكثر.
وأضافت عودة: ستة وأربعون سنة من الاحتلال لم تنسنا أرضنا هذه ذكرى يوم الأرض وليست إحياء ليوم الأرض فكل يوم لدينا يوم أرض، هذا المسيرة تدل على التلاحم الفلسطيني داخل الخط الاخضر وكل أنحاء العالم وسنبقى مستمرين بالدفاع عن أرضنا ولن يضيع حق وراءه مطالب، الشعب الفلسطيني كله متكاتف فهناك طفرة داخلية، انفجار داخلي لدى الشعب، وسيكون للمسيرة صدى كبير وتأييد واسع في كل انحاء العالم.
أما المواطنة المقدسية سميحة، فوصفت من تراه من صمود بالصورة الجميلة، التي لن تنجح أسلحة الإحتلال في تشويهها، خاصة بعد غياب مثل هذه الاعتصامات السلمية عن القدس، فما يحدث يدلل على أن الخير ما زال موجود داخل نفوس المقدسيين ومهما حاول المحتل أن يفرق بيننا فهو بالتاكيد سيفشل، أما الشعوب العربية والفلسطينيين في المهجر والشتات الذين خرجوا لنصرة القدس فهذا دليل واضح على أن المدينة لا زالت في ضمائر كل الناس.
من جهته، عبر اسماعيل الخطيب عن سعادته بالمشاركة في المسيرة التي سمحت للفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم برفع صوتهم ليقولوا لا للإحتلال، نعم لتحرير القدس، نعم لتحرير فلسطين، نعم لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الأبية.
وختم الخطيب، هذا اليوم مميز للفلسطينيين، فالشعب الفلسطيني في القدس وفي كل بقعة في العالم يجب أن يتوج نضالاته، كفانا عزلة، وكفانا احتلال.
ه أ . أ ج