يوم الأرض: واقع وتساؤلات مطروحة

رام الله: اليوم الجمعة تحل الذكرى السادسة والثلاثون لـ يوم الأرض فهو يوم مفصلي في مسار الصراع في الأراضي المحتلة منذ العام 1948 يتوج نضالات شاقة وطويلة من عمر الاحتلال الإسرائيلي.

وتكتسب الذكرى الـ36 ليوم الأرض هذا العام أهمية خاصة لكونها تأتي مع حراك الربيع العربي الذي شهدته وتشهده اليوم أكثر من دولة عربية، ولمواجهة احتلال إسرائيل للاراضي الفلسطينية والعربية ومواصلتها لسياسة الاستيطان على حساب مستقبل الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وانكار حقوقه المشروعة في العودة الى وطنه وحقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.

ويحيي الفلسطينيون والمتضامنون مع القضية الفلسطينية في العالم يوم الأرض هذا العام من خلال مسيرات تضامنية تنطلق في انحاء التجمعات العربية داخل اسرائيل وفي الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة لتؤكد ان الحقوق الفلسطينية لن تضيع وان الاحتلال الى زوال .. وتستهدف المسيرات لفت أنظار العالم ومنظماته إلى الخطر الذي يهدد معلما مقدسا يهم العالم بأسره فمعركة الأرض الفلسطينية لن تنتهى الا بعودتها إلى أصاحبها.

وتأتي ذكرى يوم الأرض هذا العام في ظل تصعيد محموم لم يسبقه مثيل من جانب سلطات الاحتلال الاسرائيلي لمصادرة الأراضي الفلسطينية وتوسيع الاستيطان فيها بخاصة في مدينة القدس بهدف اقتلاع الاقصى الشريف وبناء الهيكل المزعوم مكانه في اكبر عملية قرصنة وتزوير في التاريخ قديمه وحديثه كل ذلك تحت مظلة الجهود الدولية الحثيثة من اجل العودة لمفاوضات تؤدي الى تسوية سياسية للصراع ومضى واحد وعشرون عاما من المفاوضات دون نتيجة لها بل اوجدت قوات الاحتلال وقائع على الارض افرغت كل هذه الجهود ما ادى الى ظهور ازمة على كل المستويات الفلسطينية والعربية والدولية.

وزاد الوضع تفاقما المخطط الجديد في مارس الحالي 2012 يهدف لمصادرة 1235 دونما من أراضي قرية الولجة الواقعة جنوب مدينة القدس المحتلة لصالح انشاء حدائق تلمودية لمنفعة سكان المستوطنات اليهودية الجنوبية بخاصة مستوطنة جيلو وهذه الخطوة تأتي ضمن مخطط يدعى بحدائق عميك رفائيم وهو من اكبر مخططات الاحتلال بما يتعلق بموضوع الحدائق والمساحات الخضراء في القدس المحتلة ويقع الجزء الأكبر منه جنوب القدس الغربية وتصل مساحته الى 5600 دونم.

وتهدف بلدية الاحتلال الإسرائيلى من وراء هذه الخطة الاستيطانية الى توسيع نفوذ حدودها في مدينة القدس على حساب اراضى المواطنين المقدسيين وذلك في اطار استكمال ما تسميه بمخطط القدس الكبرى لخنق البلدات الفلسطينية.

ففي يوم الأرض انطلقت الشرارة الأولى لميلاد شكل نضال جديد بعد المصادرات الهائلة التي قامت بها اسرائيل وجاء القرار بإعلان لإضراب العام في يوم الارض الاول ليجدد الفلسطينون العهد بالدفاع عن ارضهم فأصبح هذا اليوم من كل عام رمزا للنضال بل هو عملية التصدي والردع الاولى لمشاريع المصادرة السلطوية التي تمثل خطرا داهما على الفلسطينيين وترفض حكومات اسرائيل المتعاقبة المصادقة على توسيع الخرائط الهيكلية لأبناء فلسطين ثم تقوم من جهة ثانية بهدم البيوت دون ترخيص واستهدفت من وراء ذلك بخاصة في منطقة الجليل اقامة مدينة حريش في منطقة وادي عارة والتي تستوعب 150 الف يهودي من غلاة اليهود المتدينين أي ما يفوق عدد السكان العرب الأصليين هناك بهدف الترحيل.

ومع هذا الوضع يتساءل محللون هل سينفجر الوضع في الأراضي المحتلة في وجه الاحتلال لوقف هذه السياسات ؟ أم للوصول لتسوية سياسية مقبولة مرحليا تؤدي الى حل الدولتين المنشود؟ أم ستعيد الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الى المربع الاول والى عنف جديد؟.

وبمناسبة يوم الارض اصدر المجلس الوطني الفلسطيني بيانا قال فيه إن يوم الأرض من كل عام ، يعود بأحداثه لآذار من العام 1976 ، حيث قامت آنذاك سلطات الاحتلال الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية في المناطق المحتلة العام 1948، وعلى اثر هذا المخطط قررت الجماهير الفلسطينية إعلان الإضراب الشامل متحدية هذا القرار، فكان الرد إرهابيا كعادته ما أوقع العديد من الشهداء والجرحى بين صفوف المدنيين العزل .

وبمناسبة ذكرى يوم الارض اظهرت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير ألفلسطينية في تقرير صدر عنها بمناسبة الذكرى الـ 36 ليوم الارض ان سلطات الاحتلال استولت منذ بداية العام الجاري على 3626 دونما من الاراضي الفلسطينية لصالح جدار الضم والتوسع والمستوطنات، واقرت بناء 1805 وحدات استيطانية جديدة واقتلعت 2418 شجرة، وقتل جيشها 35 فلسطينيا.

واستعرضت الدائرة في تقريرها شعب تحت الاحتلال ابرز الانتهاكات التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني خلال الـ ثلاثة شهور الماضية.

وافاد التقرير ان قوات الاحتلال عمدت منذ بداية العام على تصعيد اعمالها الاستيطانية وسرقة الأراضي الفلسطينية بالقوة، حيث صادرت ما مجموعه 3626 دونما لصالح جدار الضم والتوسع العنصري وتوسيع المستوطنات، منها 1235 دونما في قرية الولجة /جنوب القدس المحتلة، لإقامة حدائق وطنية، و 1639 دونما من اراضي القدس المحتلة وقرى بيت دقو، بيت سوريك، قطنه، القبيبة، بيت اجزا، بدو، بيت اكسا /القدس، وقرية سكاكا/سلفيت، وجوريش/ نابلس والخاص ووادي النيص / بيت لحم وسعير ويطا/ الخليل و752 دونما في كل من قرية الجبعة ونحالين في محافظة بيت لحم وبلدة يطا وبيت امر وخربة هريبة النبي في محافظة الخليل ودير استيا وقراوة بني حسان في محافظة سلفيت.

واوضحت الدائرة في تقريرها ان سلطات الاحتلال اصدرت قرارات ببناء 1805 وحدات استيطانية جديدة في تحد صارخ للمجتمع الدولي الذي ادان الاستيطان وطالب حكومة الاحتلال بتوقيف عمليات البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتركزت قرارات الاستيطان في داخل القدس المحتلة حيث تم اقرار بناء 995 وحدات استيطانية جديدة في مستوطنات جبل ابو غنيم والتلة الفرنسيةوأفرات و جفعات هزايت وجيلو ومعاليه ادوميم، و 500 وحدة استيطانية في مستوطنة شيلوالمقامة على اراضي قرية ترمسعيا/ رام الله، واضفاء الصبغة القانونية على 200 وحدة استيطانية في مستوطنة شافوت راحيل القريبة من شيلو، وإعطاء الموافقة على بناء مجمع استيطاني عبارة عن 60 وحدة استيطانية في كتلة غوش عتصيون الاستيطانية بين بيت لحم والخليل، و50 وحدة في مستوطنة كارنيه شمرون المقامة على أراضي قريتي دير استيا وكفر لاقف الى الشرق من قلقيلية.

وذكر التقرير ان جيش الاحتلال والمستوطنين اقتلعوا ودمروا خلال الشهور الثلاثة الماضية 2418 شجرة غالبيتها من اشجار الزيتون، وتم نقل اعداد كبيرة منها الى داخل المستوطنات، وشهدت محافظة الخليل اكبر عمليات الاقتلاع بـ1115 شجرة زيتون وعنب تلتها محافظة نابلس بـ803 شجرة تم اقتلاعها او قصها ومحافظة رام الله والبيرة حيث تم اقتلاع 500 شجرة زيتون .

وهدمت قوات الاحتلال منذ بداية العام الحالي 90 منزلا ومنشأة اشتملت على منازل سكنية وخيام وبركسات ومنشآت صناعية، كان اشدها في قطاع غزة حيث تم تدمير 10 منازل وإلحاق الضرر بـ350 وحدة سكنية، خلال عمليات القصف التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على التجمعات السكانية هناك، كما لاحق جيش الاحتلال المواطنين في المناطق الرعوية وهدم مساكنهم، وشن الاحتلال عمليات هدم للآبار المخصصة لري المزروعات.

وقتلت قوات الاحتلال منذ بداية العام 35 مواطنا بينهم 7 اطفال وفتاة، 32 منهم في قطاع غزة استشهدوا بفعل الغارات التي شنها طيران الاحتلال الحربي على التجمعات السكنية هناك، فيما استشهد طفلان نتيجة انفجار قنابل من مخلفات الاحتلال وطفل برصاص الاحتلال خلال قمعه للتظاهرات السلمية التضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال والمنددة بسياسة الاستيطان، واصيب نحو 175 مواطنا بجراح مختلفة منهم 95 في العدوان على القطاع.

وذكر التقرير ان جيش الاحتلال اعتقل خلال الثلث الاول من العام الجاري 781 مواطنا فلسطينيا، وزجهم في سجونه ومراكز التوقيف الخاصة به، فيما شهدت هذه الفترة اطول اضراب عن الطعام في سجون الاحتلال حيث انهى الاسير خضر عدنان اضرابه عن الطعام الذي استمر لـ 66 يوما متتالية، احتجاجا على سياسة الاعتقال الاداري الذي تمارسه سلطات الاحتلال، وانضم للاضراب 25 اسيرا، فيما صعدت سلطات السجون من اجراءاتها القمعية بحق الأسرى.

الدستور