إصدار كتاب العمل التطوعي الفلسطيني ... ذاكرة وطن تأبى النسيان

 

بدعم من مؤسسة روزا لوكسبورغ أصدرت هيئة العمل التطوعي الفلسطيني كتاباً جديداً بعنوان: " العمل التطوعي الفلسطيني ذاكرة وطن تأبى النسيان " حيث يوثق هذا الإصدار تجارب مجموعة من المشاركين ممن خاضوا التجربة الوطنية في حقل العمل التطوعي فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وكيف ساهمت هذه التجربة في تحقيق المطالب الإجتماعية والإقتصادية بالإضافة إلى الوطنية للشعب الفلسطيني خلال تلك الحقبة.

وصرحت الهيئة في بيان لها بأن الواقع الذي تشهده مسيرة العمل التطوعي في فلسطين في تراجع وإنحدار على المستوى القيمي والأخلاقي، وأمام هذا الواقع فإن الواجب يحتم أن نحمي هذا الإرث الإنساني والحضاري، وأن نحافظ على هذه الثقافة الوطنية من الاندثار من خلال توثيقها بهذا الكتاب ليشكل مصدراً ومرجعاً مهماً للباحثين في إستقصاء المعلومة التي تفيدهم في تحقيق أهداف دراساتهم وأبحاثهم المتخصصة في هذا الحقل، وليكون مضمون الكتاب من التجارب الحية منارةً ونبراساً ملهماً للأجيال القادمة من حيث قصص النجاح، واستذكاراً لأصالة وعراقة رواد العمل التطوعي الذين كان لهم الأثر الأكبر في الحفاظ على هذه الذاكرة الوطنية وحراستها.

وأضافت بأن المادة الأساسية لهذا الكتاب هي عبارة عن شهادات رواد العمل التطوعي الفلسطيني عمّا هو عمل جماهيري شعبي واسع الإنتشار، نابع من إرادة المبادرين بتأسيس تجربة لها أشكالها التنظيمية المختلفة والتي وضعت مقاومة سياسة الإحتلال الإسرائيلي في بؤرة نشاطها، وبناء حالة جماهيرية وطنية تدعم الكيان المستقل للشعب الفلسطيني، حيث تشكل هذه الشهادات مصدراً أولياً حول العمل التطوعي الفلسطيني، وهي ضرورية ضمن عملية التأريخ للنشاط الشعبي الذي عادة ما يغفله أو يقلل من دوره من يرى في التاريخ عملية تقتصر على البحث في النُخب ودورها في صناعته.

وأكدت الهيئة بأن ما يميز هذا الكتاب أن جزء من التاريخ والكفاح الفلسطيني يكتب عبر المشاركين أنفسهم في مأثرة شعبية كانت تنبت وسط نيران الإحتلال وتبقى خضراء، إلى أن أطفأت قنديلها ويبست خضرتها حالة الإنهيار السياسي، التي إذا ما إستمرت عى هذا الحال فإنها ستفقدنا الأمل بما هو آت، في تلك المقابلات التي تضمنها الكتاب فخر وتأييد لفكرة التطوع، وهناك حرص على جماعية العمل لا فئويته، وهنالك إستعداد لكرة أخرى من التجربة، وهناك لدى كل من أدلوا بشهادتهم للتاريخ غصة في الشعور على ما آل إليه وضعنا، ودعوة للتسلح بالأمل ومراهنة على الجيل الجديد.

وتقدمت الهيئة بالشكر والعرفان لمؤسسة روزا لوكسبورغ لتبنيهم طباعة هذ الكتاب الذي طال إنتظار إصداره لولا سعة إدراكهم لمضمون الكتاب وأهميته وقيمته في خدمة قضية العمل التطوعي بفلسطين.

حرره: 
ع.ن