خمس فناجين وفنجان الليلة

رام الله: تبث الليلة، الأربعاء في الساعة السابعة والنصف مساء، عبر تلفزيون فلسطين الحلقة الرابعة من ستة حلقات تتابع نقاش أفلام "أنا امرأة من فلسطين" في الجامعات والمراكز الثقافية والمجتمعية بين الطلبة، ومع المختصين، وفي الرأي العام.

ويعاد البث نهار الجمعة في الساعة الواحدة والنصف ظهراً. وهذان هما موعدا اللقاء الأسبوعي للحلقات الستة على تلفزيون فلسطين. كما سيعاد بث الحلقات على تلفزيون الفجر الجديد في طولكرم وتلفزيون جاما في نابلس في الأسبوع اللآحق.

تتمثل حلقة الليلة في فيلم " خمس فناجين وفنجان" وما دار حوله من نقاش؛ ويسلّط فيلم المخرجة ليلى عباس الضوء على العمل النسوي الفلسطيني، وعلى طبيعة الخطاب النسوي الذي تقوده النساء في مراكز صنع القرار، سعيا منهنّ لمحاولة تحسين وضع المرأة والمجتمع، إضافة للبحث في المشاكل التي يواجهنها والتي تقف في وجه العمل النسوي. وقد علق الفيلم بأسلوب ساخر على عجز الحركة النسوية عن حل قضايا المرأة بسبب انغماس أفرادها بمصالحهم الشخصية متجاهلين المصلحة العامة.

في الفيلم خمس سيّدات على طاولة واحدة قبل لقاء مفترض مع الرئيس محمود عباس لمطالبته بجملة من التعديلات في القانون المتعلقة بشؤون المرأة، وفي المقابل تجلس سيدة أخرى تتولى أعمال الضيافة لرائدات العمل النسوي، وفي الجدل والحوار والنقاش قبل اللقاء المهم الكثير الكثير من الإشارات والإيحاءات حول واقع العمل النسوي سكبت في قالب من السخرية الجادة والنقد المبطّن.

وتحدث المتابعون لفيلم "خمس فناجين وفنجان"، من خلال الحوارات والنقاشات التي دارت بعد عرض الفيلم في أماكن العرض، عن مدى عمق وأهمية الخطاب النسوي، وضرورة التطرق للحديث عن حقوق المرأة الموجودة والمنقوصة، من خلال القوانين المعمول فيها على الساحة الفلسطينية، ومدى قدرتها على إنصاف المرأة الفلسطينية، والتي أظهرت الحاجة لضرورة العمل على تعديل قانون الأحوال الشخصية.

وأثار فيلم " خمس فناجين وفنجان" جدلا واسعا في الوسط النسوي والثقافي بعد عروضه الأولى ضمن مشروع "أنا امرأة من فلسطين"، ورأت مديرة معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت الدكتورة إصلاح جاد أن الفيلم يخوض في جملة من إشكاليات الخطاب النسوي وتحديدا "الذي يستند على مبادئ ليبرالية راسخة تتعلق بضرورة تأمين حقوق أساسية للإنسان أو لشرائح محددة فتستوى الحقوق المطالب بها في بلد محتل مع بلد غير محتل، في بلد فقير مع بلد آخر غني، مع بلد قليل السكان مع آخر ذو كثافة سكانية عالية، وإهمال هذه الفروقات تشكل أحد أشكال النقد الأساسية للفكر الليبرالي المعولم والذي يسعى لوضع مسطرة واحدة تقاس بها الحقوق في كافة المجتمعات بغض النظر عن واقعها المختلف".

وتأتي حلقة اليوم ضمن الحلقات التلفزيونية الستة المستندة على تصوير معظم نقاش أفلام جولة مهرجان "شاشات السابع لسينما المرأة في فلسطين" والتي طالت 8جامعات و10 مؤسسات، موزعة على ١٣ مدينة فلسطينية في كامل أرجاء فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي امتدت ثلاثة أشهر من منتصف شهر أيلول إلى منتصف شهر كانون الأول 2011.

وحمل المهرجان شعار "أنا امرأة من فلسطين" ليثبت من خلال ما قدمته المخرجات في أفلامهن أن المرأة الفلسطينية قادرة على تحدي الواقع الصعب، ونقل واقع مجتمعها بصورة غير نمطية، وكان لهذا الأداء المتميز وقع على الجمهور المتابع، فقد خلق لديهم حافزا قويا للنقاش والتعليق وتحليل الأفكار التي نقلتها الأفلام من منظور نسوي.

ومن أماكن العرض وجه الجمهور شكرا خاصا لمؤسسة شاشات لاهتمامها بالمرأة الفلسطينية وإيمانها بالدور الكبير الذي تلعبه في المجتمع. وأوصى جمهور الأفلام العشرة بشكل مجتمع بضرورة توجيه دعوة لكل امرأة فلسطينية ب\أن تسعى جاهدة إلى التمسك بحقوقها وعدم التنازل عنها مهما بلغت الصعوبات، وضرورة التصدي للقهر وتحديه بالصبر والثقافة والإيمان بالذات وبكينونة المرأة ووجودها القوي والمؤثر في المجتمع، لأنها أساسه وحلمه الأكبر بوقوفها جنبا إلى جنب مع الرجل في معترك الحياة الصعب.

وأوصى الجمهور بضرورة تغيير مفاهيم ومعادلات القوة والنظام الذكوري السائد، وأكدوا على دور المجلس التشريعي الفلسطيني في التشريع وتطوير المنظومة القانونية، ودور مؤسسات المجتمع المدني في الرقابة والتوعية والتغيير، والمطالبة بإعادة تقييم دور الحركة النسوية والاستفادة من الأخطاء والإشكاليات وتعزيز النجاحات.

ويذكر أن المشروع حصل على تمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي، وتمويل إضافي من مؤسسة هنريش بول، وصندوق غوتبرغ للأفلام ومؤسسة فورد.