قضية هناء في العليا الإسرائيلية

رام الله: نقل الفلسطينيون امس، معركة الأسيرة هناء شلبي التي دخلت يومها الحادين والأربعين في الإضراب عن الطعام احتجاجا على اعتقالها الاداري الى محكمة العدل العليا الاسرائيلية بعد ان رفض قاضي المحكمة العسكرية الاستئناف المقدم من محاميها.

وقال قدورة فارس رئيس نادي الأسير لرويترز امس رفعنا القضية الى محكمة العدل العليا رغم أننا لا نعول الكثير على هذه المحكمة ولكننا نتعامل مع الواقع وربما يشكل ذلك فرصة لإعادة التفاوض للوصول الى حل للقضية.

واضاف المفاوضات توقفت بعد قرار القاضي العسكري بعدم قبول الاستئناف. والآن قبل تحديد جلسة للمحكمة العليا نحن مستعدون للتفاوض.

ونجح الفلسطينيون في مفاوضات سابقة حول قضية الأسير خضر عدنان التي خاض فيها إضرابا عن الطعام استمر 66 يوما كاد ان يودي بحياته اذ توصلوا لاتفاق بالإفراج عنه بعد انتهاء فترة اعتقاله الاداري مع ضمان عدم تجديده. وقررت الأسيرة هناء التي اعتقلت من منزل عائلتها في بروقين غرب مدينة جنين في الضفة الغربية في السادس عشر من الشهر الماضي السير على نفس الخطى. لكن المفاوضات في المرحلة الاولى فشلت في التوصل الى حل بالرغم من خفض مدة سجنها من ستة شهور الى اربعة الا ان ذلك لم يعن انه سيتم الافراج عنها عندما تنتهي هذه المدة.

وكتبت صحيفة القدس واسعة الانتشار في افتتاحية عددها الصادر امس "هناء شلبي المضربة عن الطعام منذ اربعين يوما في مواجهة هذا الاجراء الذي يستند الى أنظمة وقوانين عفا عليها الزمن حيث تفرض سلطات الاحتلال عقوبات دون محاكمة."

واضافت "بالأمس قالت اسرائيل بقرارها (رفض الاستئناف) إنها لا تعترف بالشرعية الدولية ولا تحترم اعلان حقوق الانسان ولا تلتزم باتفاقية جنيف وتصر على فرض منطق الاحتلال وأنظمته وقوانينه على الأسرى الفلسطينيين."

وتساءلت القدس "ما الذي سيفعله كل من يحترم الشرعية الدولية ويرفع لواء حقوق الإنسان من دول ومنظمات حقوقية واشخاص في مواجهة هذا التعنت الاسرائيلي... ما الذي سنفعله نحن... سلطة رئاسة وحكومة ومنظمة تحرير في مواجهة هذه السياسة ومن اجل انقاذ هناء شلبي التي تردت حالتها الصحية وكذا إنقاذ حياة الأسرى المضربين."

واشتبك عشرات الفلسطينيين مع الجنود الاسرائيليين الذي يحرسون سجن عوفر غرب مدينة رام الله حيث القوا الحجارة والزجاجات الفارغة فيما رد الجنود بإطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين الذين رددوا الهتافات منها "بالروح بالدم نفديك يا هناء".

ونقل المحامي جواد بولص الذي يتولى قضية شلبي عنها قولها له "شكرا لجميع من يقف معي من أحرار فأنا بدونكم سيكون صبري اقل وقوتي اضعف. قل للعالم يا استاذ ان حياتنا غالية لكن حريتنا وكرامتنا اغلى وسننالها رغم زنازينهم."

واضاف بولص في مقال له في جريدة القدس في عددها الصادر أمس يصف فيه رحلته من محكمة عوفر الاسرائيلية الى سجن الرملة حيث تحتجز الأسيرة هناء "ادخل بعد عناء وانتظار منطقة المستشفى التابع لمصلحة السجون الى مدخل البناية لا شيء فيه يشبه المستشفيات لا رائحة للمرض ولا فسحة للأمل كل شيء فيه سجن قبيح."

ويصف بولص في مقاله طريقة لقائه كمحام مع هناء "ادخل الى مكان اعد للقاء المحامين بموكليهم. المكان خانق اجلس على شبه كرسي وامامي شباك مغلق بزجاج وشبك حديدي. بعد هنيهة تدخل شلبي من الجهة الاخرى تجلس على كرسي. امامها شباك مغلق برجاج وشبك حديدي. من خلال هاتف خاص نتكلم. احييها ترد بصوت خافت من حياء ومرض.

وكان الرئيس محمود عباس كلف وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ بالاتصال بالاسرى لوقف معاناة الأسيرة هناء شلبي واتخاذ الإجراءات الضرورية لإنقاذ حياتها.

رويترز