قبل عدة أيام كتبت زميلة لي مقالة عن وضع الإعلام بوطننا أو دعوني أقول أنها كتبت عن مأساة الإعلام بوطننا، مضمون مقالتها كان عن أن هناك وكالة أخبار معروفة نشرت خبر بصيغة غير صحيحة وكيف أننا أضعنا أربع سنوات من عمرنا بتعلم كتابة الخبر وعن صدمتها بواقع إعلامنا، بعدها بأيام قرأت خبر عن طالبة جامعية بإحدى الجامعات تشكو فيه أستاذها واستغلاله لها لمصالح شخصية.

زميلاتي، دعوني أرحب بكن بعالمنا الحقيقي، دعوني أرحب بكن بواقع إعلامنا المؤلم، فهذه مأساة جامعاتنا وبالأخص الجامعات التي تضم تخصص الإعلام فهم يوهموننا بأن إعلامنا ممتاز وأن ما نتعلمه حتما سنطبقه لكن عند تخرجنا من الجامعات نصدم بواقعنا الأليم، أساتذتنا لماذا تقوموا بإيهامنا بأن إعلامنا أكثر من رائع ؟ لماذا توهموننا بأننا سنجد أمامنا إعلام يليق بمستوانا العلمي ؟ لماذا ولماذا والآلاف من لماذا تدور بأذهان خريجي كليات الإعلام.

زميلاتي ، أنا خريجة إعلام مثلكن وبدأت أعمل بالمجال الإعلامي منذ خمس سنوات أي منذ بدء دراستي بالجامعة، منذ أول يوم لي بالتدريب الذي يسبق العمل أدركت واقع إعلامنا، من تجاربي الأولى بالإعلام أنني عملت بتلفزيون محلي وكان مدير التلفزيون يملك شهادة جامعية لكن ليس بالإعلام وفعليا كانت درجتي الجامعية أعلى من درجته الجامعية، طلب مني كتابة برنامج يختص بالأسرى ومشاكلهم وقمت بالكتابة وطبعا بمساعدة أبي الذي هو خريج صحافة وإعلام وقدمت كتابتي للمدير وللأسف لم يعرني أو يعر كتابتي أي اهتمام فبنظره أنا لا زلت مبتدئة ويجب أن أتعلم منه وكيف لي أن أتعلم منه وهو لا يفقه شيئا بالإعلام، بعد أيام طلب مني إعادة كتابة البرنامج ولكني لم أعد كتابته وأصررت على كتابتي وأنني أتجه بالاتجاه الصحيح وهو أصر على رأيه بأنني مبتدئة وبحاجة للتدريب لربما لم يريد الاعتراف بأنني أتجه بالاتجاه الصحيح دون مساعدته ومن الممكن أن هذا فعلا ما أثار حفيظته في النهاية وبعد نقاش دام لأكثر من ساعتين تم اعتماد كتابتي للبرنامج .

أما من تجاربي الأخيرة في المجال الإعلامي فكانت أنني عملت بإذاعة محلية مديرها لا يملك شهادة جامعية أي أنني موظفة عند شخص من المفروض أن أكون أنا مديرته لا العكس وأيضا هو يجهل الإعلام ورغم ذلك هو يدعي بأن لديه الخبرة الكافية من الإعلام بحكم أن له فترة طويلة بالمجال الاعلامي وكيف له أن يحكم على نفسه بأن يفهم كل صغيرة وكبيرة في المجال الإعلامي بمجرد أنه عمل بالإعلام لفترة طويلة ؟؟ هذا الشخص كان من عادته أن يفرض رأيه على موظفيه بحجة أنه الوحيد الذي يفهم بهذا المجال أيضا من عاداته كان أنه عندما يكون قد غضب على موظف من الموظفين أو من تصرف معين من تصرفاتهم فإنه يقوم بإيقاف عمل الإذاعة لمدة يوم كامل أو أكثر وذلك يعتمد على مزاجه وعندما تقوم بمناقشته بموضوع معين فإنه ببساطة يقول لك إذاعة من هذه ؟ ومن الذي له الكلمة الأخيرة هنا ؟؟

حكومتنا العزيزة لماذا تقومون بالموافقة على تأسيس العديد من الوسائل الإعلامية التي لا تستحق بأن تكون وسيلة إعلامية لأنها وببساطة مؤسسات تجارية ربحية بحتة ؟ لماذا تقومون بالسماح للكثير من الأشخاص اللذين لا يملكون أدنى فكرة عن الإعلام بالعمل بالمؤسسات الإعلامية ؟ لماذا لا تقومون بتطوير إعلامنا أكثر ليليق بمستوانا العلمي ؟؟ لماذا لا تقومون بإعطاء تراخيص لمحطات إذاعية وتلفزيونية ووكالات أنباء بشكل كبير ؟؟؟ وزارة الإعلام: ما هي معايير الموافقة على ترخيص الوسائل الإعلامية لديكم ؟؟؟