لاجيء فلسطيني نجا من قارب الموت يروي قصته

رام الله: أحد الناجين على متن السفينة المكتظة باللاجئين يروي مشاهد الذعر أثناء غرق السفينة، ويقول دون الكشف عن اسمه واكتفى بتعريف نفسه باسم عبد أنه بقي في المياه هو وركاب لأكثر من ساعة بانتظار من ينقذهم.

وقال عبد وهو لاجئ فلسطيني في مخيمات سوريا انه اضطر الى الفرار من سوريا بسبب الاحداث الجارية فيها، وقد سافر من مصر الى ليبيا ومن هناك تعرّف على احد المهربين الذي عرض عليه تهريبه الى ايطاليا بجانب عمه واخيه، واوضح انه وجهته من بعد ايطاليا من المفترض ان تكون الى السويد حيث لديه اقارب.

قال عبد لهيئة بي بي سي "كانت ليلة الخميس عندما خرجنا(..) وضعونا على الشاطئ. وانتظرنا هناك حتى حلول الظلام."

وأضاف عبد أن اللاجئين المنتظرين معه كانوا يظنون ان القارب الذي سيحملهم قوي ولكن سرعان ما اكتشفو انه عبارة عن قارب "خشبي صغير".

وتابع "رأينا حالة القارب ولكن بعد فوات الأوان، لأننا لا نملك منزل يؤينا بعد الآن".

واتهم عبد خفر السواحل الليبية باطلاق النار على القارب بعد وقت قصير من انطلاقه، قائلا "عندما خرجنا في المياه الدولية، لحقوا بنا وقامو باطلاق النار في الهواء لكننا واصلنا تحركنا وعندما وصلنا إلى  المياه الإيطالية، فقدوا (خفر السواحل الليبية) الأمل وبدؤوا باطلاق الذخيرة الحية تجاهنا."

وأردف: "أطلقوا الرصاص على اثنين من الربابنة. وجرحت إمرأة، وفي النهاية أطلقوا النار على غرفة المحرك في الجزء السفلي من القارب وبعدها بدأت المياه بالدخول الى القارب (..) ومن كان على متن القارب حاولوا سد الثقوب الا أن أمواج البحر كانت قوية وكان من الصعب منع دخول المياه للقارب ومع اقترابنا من الوصول جرفنا الموج الى شاطئ مالطا"

وقال عبد: "بدأت السفينة تمتلئ بالماء وفقدت توزنها..وبدأت الفتيات بالصراخ انهم سيموتون وأخذوا يطلبون "الاتصال بالصليب الأحمر" .

وأشار عبد الى انهم قاموا بالاتصال بالصليب الاحمر التابع لايطاليا الا انهم قالوا ان علينا الاتصال بالصليب الاحمر في مالطا لاننا كنا في مياه مالطا، وعندما اتصلنا بهم قالو انهم يحتاجون الى 40-30 دقيقة للوصول الينا".

واضاف" الصليب الاحمر في مالطا أرسل لنا طائرة قبل غرق العبارة، وبدأت بتصويرنا، لذلك قلنا، نحن الآن على يقين من أنهم رأونا(..) كانت الامواج عالية جدا والقارب فقد توازنه، وكان مليء بالماء مما اصاب الركابين بالذعر".

وأشار عبد قائلا "ان الركاب حصلوا على سترات النجاة وكانوا ينتظرون الانقاذ، ولكن الأمواج أخذت تقذف بالناس بعيدا عن بعضهم البعض.. كنت أرى الناس يسبحون لمدة نصف ساعة ليكونوا بجانب بعضهم (..) بقينا لمدة ساعة تقريبا، أو ساعة ونصف الساعة، في الماء " .

وأضاف: "جاء الصليب الأحمر لإنقاذنا، فأنقذ من كان لا يزال على قيد الحياة"

وتمنى عبد عدم تكرار هذه الحادثة مرة أخرى لما شاهده من قتلى من نساء واطفال ورجال، ويقول ان اخيه اخذ الى مالطا أما عمه فليس لديه ادنى فكرة عن مصيره.

يذكر أن بعض دول الاتحاد الأوروبي تدعو الآن لإعادة النظر في القوانين الهجرة وارسال دوريات بحرية في محاولة لمنع وقوع مزيد من الخسائر في الأرواح.

حرره: 
ز.م