ضرس العقل لا علاقة له بالعقل!

القاهرة:  ضرس العقل.. مصدر إزعاج يهدد الإنسان في إحدى مراحله العمرية، ليتحول إلى كابوس يخيف الجميع ويهدد بقاءه بلا معاناة...

ويعتقد البعض أن السبب في تسمية ضرس العقل بهذا الاسم يرجع لارتباط ظهوره بنضج فكر الإنسان، لذلك يطلق عليه أيضا اسم "ضرس الحكمة"، ولكن هذا ليس مقياساً.

ويظهر ضرس العقل في الغالب في الفترة ما بين سن الثامنة عشرة إلى الخامسة والعشرين، وهي الفترة التي يصل فيها الإنسان إلى درجة عالية من الوعي والنضوج، ولكن هذا ليس بالضرورة، فليس كل من يملك ضرس العقل يعتبر عاقلاً.

وعلى الرغم من اعتبار ضرس العقل مصدرا للإزعاج فإنه يقوم بوظيفة هامة جداً، حيث يقوم بضم جميع الأسنان ويغلق المسافات المفتوحة بين الأضراس، بذلك يمنع تراكم الفضلات التي تؤدي إلى تكون الجير المسبب لتسوس الأسنان.

ويبلغ عدد ضروس العقل أربعة، اثنان منهم بالفك العلوي، واثنان آخران بالفك السفلي، إلا أن هناك بعض المشكلات التي قد تعوق نمو هذه الضروس بشكل طبيعي، مثل صغر حجم الفك وعدم وجود أماكن للضروس.

وقد يظهر ضرس العقل بشكل غير صحيح، فقد ينمو مائلا أفقيا أو رأسيا، وقد ينمو جزئيا، فلا يظهر كله، وينمو جزء منه داخل عظام الفك، ما يسبب ألما بالغا للإنسان.

ويصاحب ظهور ضرس العقل أعراض عديدة مثل آلام ثلاثية الاتجاه في الأذن والعين والرقبة، وكذلك تورم اللثة والفم، والإصابة بصداع كلي، وقد تستمر هذه الأعراض أياما أو أسابيع.

وعلى غير المعتاد، نجد أشخاصا يعيشون حياتهم كاملة دون أن يظهر لهم ضرس العقل، ويرجع السبب في ذلك إلى اختلاف نوعية الطعام الموجودة الآن عن تلك التي وجدت في العصور القديمة، والتي كانت تتصف بالقسوة والحاجة إلى المضغ الشديد، ومع تطور الأجيال وعدم الحاجة إلى وجود هذه الضروس قد يستجيب الفك لهذا التطور ويقلص عدد هذه الضروس ما يؤدي إلى اختفائها تماما.

 

حرره: 
ا.ش