المشهد الإسرائيلي الأسبوعي من 2 -9 أكتوبر

أولا : المشهد السياسي

1- مفاوضات التسوية

- كل التصريحات التي تصدر عن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تعبر عن خيبة أملها من جولات المفاوضات ،وتزيد هذه المصادر بان المفاوضات الجارية عبثية ولم تسجل أي اختراق حقيقي في أي من الملفات المطروحة علي الطاولة،فلقد عبر رئيس الحكومة الإسرائيلية عن موقفه هذا،حيث نقلت صحيفة معاريف عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله من أن المفاوضات مع الجانب الفلسطيني لم تحرز أي تقدم ملموس على أرض الواقع بسبب رفض الفلسطينيين الاعتراف بيهودية الدولة،وعاد نتنياهو وكرر في لقائه مع الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية استعداده من أجل التنازل عن بعض القضايا للجانب الفلسطيني من أجل إحراز تقدم في هذه المسألة لكن الفلسطينيين يرفضون الاعتراف بنا كدولة يهودية،ولفت نتنياهو بحسب الصحيفة إلى أنه يتم خلال المفاوضات بحث الحل الدائم وليس التوصل إلى اتفاق مرحلي.

- وفي توضيح أكثر لموقفه تجاه المفاوضات ولب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي،قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو خلال مشاركته في مؤتمر " رؤيا لإسرائيل 2020 " الذي عقد اليوم " الأحد" في جامعة بار ايلان ،إن الاحتلال لا يشكل السبب في صراع الشرق الأوسط ولم يخلق هذا الصراع وان هذه البقرة المقدسة التي استغلوها لسنوات قد سحبت من أيديهم،وأضاف، إن الاعتراف بيهودية الدولة شرط أساسي لتوقيع اتفاقية السلام،ووفقا لنتنياهو ،قالوا إن قلب الصراع في الشرق الأوسط هو القضية الفلسطينية والفلسطينيين لكن هذه البقرة المقدسة لم تعد موجودة وتم سحبها ومن وجهة نظري بدأ الصراع عام 1921 حين هاجم العرب منازل المهاجرين في يافا وليس في الصراع الدائرة حول المناطق وضد الهجرة اليهودية لإسرائيل .

- تصريحات نتنياهو تعبر عن عمق الأزمة في المفاوضات وتعبر عن الهوة بين تطلعات الطرفين من نتائجها، فتحميل الجانب الفلسطيني المسؤولية عن عدم إحراز أي تقدم كونه لم يقدم اعترافا مسبقا بيهودية دولة إسرائيل في الوقت الذي لم تقدم فيه الحكومة الإسرائيلية أي شي في أي ملف من ملفات الحل النهائي،يعني وضع العصي في دواليب العملية،فلقد عرقل هذا المطلب الإسرائيلي بضرورة الاعتراف بيهودية الدولة العودة للمفاوضات أكثر من 4 سنوات مضت.

- وانضم رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي ورئيس حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف "افيغدور ليبرمان" إلي رئيس الحكومة في تعبيره عن عدم تفاؤله بالمفاوضات ونتائجها،حيث عبر عن شكوكه الكبيرة حيال إمكانية التوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين،وقال ليبرمان في تصريح تناقلته اليوم السبت وسائل الإعلام العبرية يجب أن نقول للمجتمع الدولي ان يتوقفوا عن إرباكنا والتدخل في صراعنا مع الفلسطينيين لان كل تدخل يبعد إمكانية تحقيق السلام عليهم أن يذهبوا ويتدخلوا في مكان أخر وان لا يسقطوا علينا إحباطهم نتيجة فشلهم في أماكن أخرى،وشدد ليبرمان على معارضته المستمرة منذ سنوات لفكرة أية تسوية وقال، سبق وان قلت انه لا فرصة لتحقيق اتفاق خلال نصف عام وقلت بأنني غير مؤمن بهذا المسار وإذا عدت لوزارة الخارجية لن يكون لي أي دور في ذلك لأنني لا أومن،وأضاف ان التوجه القائل بأنه يمكن حل القضايا الجوهرية مع الفلسطينيين وإبرام اتفاق دائم خلال ستة أشهر هو توجه خاطئ، سيقود في نهاية المطاف إلى طريق مسدود وتعثر المفاوضات،وقال ليبرمان إن ذلك سيجر عواقب وخيمة،لأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق حول القضايا الجوهرية مع الفلسطينيين في فترة زمنية قصيرة. 

 

- وفي خطوة استباقية لوضع عراقيل أكثر أمام المفاوضات وتقييد حركة المفاوض الإسرائيلي وتكبيل أيدي رئيس الحكومة،نجح نائب وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي "داني دانون" ورئيس مركز حزب الليكود في مساعيه لعقد مؤتمر الحزب، بهدف إفشال مخطط إقامة دولة فلسطينية على حدود مؤقتة، من خلال إقرار مبادئ للحزب حول المفاوضات، وتغيير ميثاق الحزب والإقرار بأنه يعارض إعادة أراضي،وذلك لتقييد التنازلات التي يمكن أن يقدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المفاوضات،وأفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" ، أن مؤتمر الليكود عقد أمس الأحد في مستوطنة "بركان" بمشاركة 80 ناشط ليكودي وبحضور رئيس أفرع الليكود وأعضاء المؤتمر ورئيس مركز الحزب و"غرشون مسيكا"  رئيس المجلس الإقليمي "شومرون" من أجل تحريك إجراءات عقد لجنة تقوم بتحديد مواقف الحزب حول التنازلات السيادية التي يمكن أن تمنح للفلسطينيين في المفاوضات.

- ونقلت الصحيفة عن "دانون" قوله، أنه لا يمكن "لتسيفي ليفني" أن تقود إسرائيل إلى مغامرات خادعة في أعقاب الوهم الذي تعيشه بان اتفاق مرحلي هو سلام حقيقي،مضيفاً،ممنوع أن نتفاجأ وأن يعود تتكرر أخطاء أوسلو أو تتكرر مأساة الانفصال،كما أعرب أعضاء الحزب من الجناح اليميني المتطرف عن خشيتهم أنه حيال عدم القدرة للتوصل لاتفاق دائم سيحاول الفلسطينيين إقامة دولة على حدود مؤقتة بعد انتهاء التسعة أشهر وهي المهلة التي تم تحديدها للمفاوضات،يذكر أن غالبية أعضاء مؤتمر الليكود طالبوا مؤخراً بنسف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، مشيرين إلى أن "إسرائيل" تقدم تنازلات خلال جولات المفاوضات التي تجريها مع السلطة، تتنافى مع مبادئ حزب الليكود،ودعا سبعة أعضاء من أصل 11 عضواً مشاركاً في مؤتمر الليكود بوقف المفاوضات، وبعث الأعضاء برسالة إلى رئيس المؤتمر "داني دانون" يطالبونه فيها بعقد لقاء موسع لأعضاء مؤتمر حزب الليكود،وكتب الأعضاء في رسالته إلى "دانون" ،في هذه الأيام تُجري الحكومة الإسرائيلية برئاسة حزب الليكود مفاوضات سياسية مع السلطة الفلسطينية،وهذه المفاوضات تجري بسرية ولكن حسب أنباء صحفية فإن تلك المفاوضات تشمل بداخلها موافقة "إسرائيل" على قائمة من التنازلات التي تعارض مبادئ الليكود الواردة في ميثاق الحركة،وأضاف الأعضاء:" إننا نطالب بأن يتم السماح لأعضاء مؤتمر الليكود بالإعراب عن مواقفهم المبدئية إزاء تلك القضايا من البداية، ونطالب بطرحها أمام أعضاء الحركة في الكنيست والحكومة الإسرائيلية. 

 

 

- وفي ذات الإطار واستغلالا للظروف الأمنية في الضفة الغربية نعلي اثر عملية إطلاق نار علي مستوطنة في الضفة الغربية ،طالب اليمين الإسرائيلي ليلة أمس السبت، حكومة نتنياهو بوقف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني بشكل قاطع والقيام برد عسكري فوري على عملية إطلاق النار التي وقعت مساء أمس في مستوطنة "بسجوت" القريبة من مدينة رام الله،وأفاد موقع معاريف على الشبكة إن موقف رئيس حزب البيت اليهودي، الوزير "نفتالي بنيت"،كان معتدلا نسبيا مقارنة بمواقف باقي أعضاء حزبه، فقد عممت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب البيت اليهودي بيانا على وسائل الإعلام الإسرائيلية دعت فيه إلى وقف المفاوضات مع الفلسطينيين وإلغاء اتفاقية تحرير الأسرى،وبحسب الموقع فقد اتهم رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، "أفي روئيه" السلطة الفلسطينية بالمسؤولية عن عملية إطلاق النار،معتبرا أنه "بعد فترة من الهدوء الأمني عاد الإرهاب ليرفع رأسه مجدد تحت ظل مفاوضات سياسية وسياسة الإفراج عن أسرى فلسطينيين،وطالب "روئيه" الحكومة الإسرائيلية بوقف اتفاق تحرير الأسرى،والقضاء على الإرهاب والرد على ما حدث بتكثيف الاستيطان،ومن جهته دعا وزير الإسكان أوري أريئيل، رئيس الحكومة إلى السماح للجيش الإسرائيلي بانتهاج سياسة حازمة "ضد الإرهاب" الذي عاد لرفع رأسه من جديد،هذا الموقف من أحزاب اليمين يأتي تعبيرا عن رفضهم للمفاوضات من أساسها ،وتعبيرا عن حالة التطرف والتمسك بسياسة القوة وفرض الأمر الواقع ،سياسة قديمة جديدة شكلت ولا زالت دوافع ليذهب الفلسطيني باتجاه العمل العسكري نتيجة سياسة القوة والاستيلاء علي الأراضي وانعدام أفاق التسوية السياسية . 

 

- وعلي خلاف مع رئيس الحكومة ورئيس لجنة الخارجية في نظرتها لحاضر ومستقبل المفاوضات،صرحت وزيرة العدل في الحكومة الإسرائيلية ورئيسة طاقم المفاوضات عن الجانب الإسرائيلي "تسيفي ليفني"قالت إن المفاوضات بين الجانبين قد تستمر لأكثر من تسعة أشهر وهي الفترة المحددة لانتهاء المفاوضات وفق اتفاق أمريكي فلسطيني إسرائيلي،وقالت ليفني في حديث خاص مع القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي انه لا يجب وضع مقصلة على المفاوضين بعد الثمانية أو التسع أشهر المقرر لانتهاء المفاوضات، مشيرة إلى أن الجدول الزمني ليس مهما بقدر تحقيق النتائج،وكشفت ليفني في حديثها أن الجانبين سيعرفان قريبا حقيقة وإمكانية التقدم في المفاوضات من عدمها إلى جانب إذا ما كانت المفاوضات تسير في الطريق الصحيح أم لا، كما كشفت أن المفاوضات تتناول جميع القضايا المهمة مشددة على أن الغرض الأبرز من المفاوضات هو التوصل لاتفاق دائم وليس اتفاقا مرحليا جديدا،وأشارت إلى أن الجانبان لديهما رغبة بالتوصل لاتفاق سلام دائم وليس مؤقتا والمضي قدما في تحقيق السلام،كما أشارت إلى أن الجانبان يدركان ويعلمان أن الحل ممكن ولا يجب أن نسلط على أنفسنا مقصلة حال عدم الانتهاء من المفاوضات في أوانها مشددة على أنها جدية جدا.

- التناقضات في المواقف الإسرائيلية تجاه المفاوضات وعملية التسوية،تعبر عن أصل الخلافات السياسية المتجذره في الحياة السياسية الإسرائيلية وتتجلي في المواقف والتصريحات فرغم التصريحات المتشائمة والدعوات المتكررة من أقطاب اليمين لوقف المفاوضات،نستمع إلي بعض التصريحات وبعض المواقف والتي كان إحداها كما ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن وفداً من أعضاء الكنيست الإسرائيلي سيلتقون يوم الاثنين، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقر إقامته في مدينة رام الله بالضفة الغربية، لإبداء دعمهم للمفاوضات الجارية بين السلطة وإسرائيل،وأوضحت الصحيفة أن الوفد سيتكون من عدد من أعضاء الكنيست وشخصيات عامة في إسرائيل، يترأسهم عضو الكنيست "حليك بار" الذي بادر بعقد هذا اللقاء، الذي يهدف إلى إبداء دعم أعضاء الكنيست إلى استمرار المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل .

- وفي نظرة تقييميه وتحليلية للمفاوضات الجارية نقلت صحيفة معاريف عن رئيس جهاز الأمن العام الشاباك السابق "عامي أيالون" قوله "إن المفاوضات المباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لم تجدي نفعاً حتى اللحظة من أجل بناء الثقة وتقليل الفجوات بينهما"، لافتاً إلى أنه في حال استمرت كذلك فلن تجدي أيضاً خلال الأيام القادمة وستكون النتائج صفر،وأضاف "أيالون" في كلمة له أمام مؤتمر مشترك عقد في مدينة القدس "إن الرئيس الفلسطيني لا يستطيع أن يعرض في هذه الأيام ما كان يؤمن أن بمقدور عرضه قبل خمس سنوات والذي حينها لم يعد كافياً، وبالطبع فإن نتنياهو أيضاً لن يعرض ما كان قد عرضه رئيس الوزراء الأسبق أيهود أولمرت والذي لم يعد كافياً للفلسطينيين،وأشار إلى أن دور الولايات المتحدة في المفاوضات كوسيط بين الجانبين قد بدأ يضعف أمام تعنت الجانبين، داعياً الجانب الإسرائيلي بعدم النظر للولايات المتحدة كوسيط حيادي، وليس بمقدورها الآن فرض سياستها في المنطقة،وأكد "عامي أيالون" على أهمية اتخاذ خطوات مستقبلية إسرائيلية وفلسطينية لخلق فرص أوسع لحل الدولتين، بالذات في هذا الوقت الذي يتميز بهدوء أمني.

 

- تعثر المفاوضات وعدم إحراز أي تقدم يذكر، والتصريحات المتشائمة التي تصدر عن الطرفين يثير القلق لدي الجانب الأمريكي الوكيل الحصرى لرعاية المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي،وكذلك تدفعه للانخراط أكثر في المفاوضات لوضع حد لاستمرار هذا الوضع الذي من شانه أن يفشل الجهود التي قام بها "جون كيري"خلال جولاته المكوكية بين الجانبين،فعلي خلفية التشاؤم وعدم إحراز أي تقدم، سمع وزراء خارجية التقوا مع وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" في هامش جلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، سمعوا منه أنه إذا لم يحدث حتى شهر كانون الثاني تقدم مهم للمحادثات في اتفاق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، فستشارك الإدارة مشاركة أقوى وتثير عدة أفكار من طرفها،وعبر كيري عن رضاه عن مجرد وجود المحادثات وعن الجو الطيب الذي يميزها، لكن كان من الصعب أن يلاحظ في كلامه حماسة من التقدم.

- شرح كيري لمستمعيه بأنه غير مستعد لتكرار الفشل السابق، ويقول إن الكرة الآن في أيدي الطرفين لكنها لن تبقى في أيديهما فقط إذا ما استمرا قبل ثلاثة أشهر من الأجل الغير مسمى يغمسان أقدامهم في ماء ضحل ويتباحثان في مسألة هل يتم التباحث في كل شيء أم في الحدود والأمن فقط، وأنه هل لا يتم الاتفاق على أي شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء، أم أن ما تم الاتفاق عليه قد أصبح متفقا عليه وينتظر اتفاقات على الشؤون الأخرى كي يتحقق،هذا وقد سربت مصادر مقربة من لقاء الرئيس اوباما مع نتنياهو انه الرئيس قال لنتنياهو أن المحادثات لن تستمر إلى ما لا نهاية،الإدارة الأميركية ممثلة بالرئيس اوباما ووزير خارجيته جون كيري مصممان علي عدم تمكين أي طرف من انهيار المفاوضات لان ذلك سيكون أخر  محاولة لهذه الإدارة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ،فالسلام الفلسطيني الإسرائيلي بالنسبة للإدارة الأمريكية ذو مغزى استراتيجي لمصالح الولايات المتحدة التي تريد أن تري شرق أوسط موال للغرب ونظيف من أسباب التطرف والصراعات المستمرة ،وبالتواصل للجهود الامركية وتحضيرا لتدخلها في المفاوضات اجتمع الرئيس عباس مع المبعوث الأميركي بشأن المفاوضات "مارتن إنيدك"، وناقش الجانبان التطورات الأخيرة في المحادثات بين الجانبينالفلسطيني والاسرائيلي، واتفق الجانبان على عقد لقاء آخر خلال الأسابيع القادمة.

2- الموقف الإسرائيلي وإيران

- الحكومة الإسرائيلية ليست متحمسة لموقف الإدارة الأمريكية في التعامل مع الملف النووي الإيراني،فالتفاوض كما تراه إسرائيل ليس الأسلوب الأنجع في وقف هذا البرنامج وكانت ولا زالت تحث وتحرض الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي علي التعامل مع إيران من خلال استخدام القوة رغم التغيرات في رأس النظام السياسي في إيران والتغيير في أسلوب إدارة العلاقات الخارجية،فالبرجماتية الإيرانية الجديدة أثارت الخوف والخشية في دوائر صنع القرار في إسرائيل خوفا من استجابة الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتلك التوجهات الإيرانية الجديدة،هذا الخوف دفع الحكومة الإسرائيلية ممثلة برئيس حكومتها من شن حملة إعلامية تحريضية علي القيادة الإيرانية الجديدة.

 

- فلقد هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" القيادة الإيرانية، قائلاً إن من يتخذ القرارات في طهران هو الزعيم الروحي الإيراني آية الله "علي خامنئي"،وليس الرئيس "حسن روحاني"،واصفاً إياه بأنه يقود فئة همجية ومتطرفة تسعى لتطوير أسلحة نووية،وأكد نتنياهو خلال سلسلة مقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية في أعقاب الخطاب الذي ألقاه في الأمم المتحدة،على أن الرئيس "روحاني" لا يختلف عن سلفه محمود احمدي نجاد من ناحية السياسة وإنما بالأسلوب فقط،موضحاً انه يحاول استكمال تطوير المشروع النووي الإيراني بالكلام المعسول والابتسامات،وشدد نتنياهو على ضرورة تفكيك المشروع النووي الإيراني بالكامل،داعياً الولايات المتحدة إلى مواصلة الضغوط والعقوبات المفروضة على إيران، وإبداء موقف حازم تجاهها إذا أرادت تسوية القضية النووية بالطرق السلمية ومنع نشوب حرب جديدة،وتأتي تصريحات نتنياهو ضمن الحملة الإعلامية الواسعة التي يهدف من خلالها التحريض وإلى تشديد العقوبات على إيران، وإقناع الدول الغربية بأن الرئيس الإيراني روحاني يسعى إلى تطوير برنامج إيران النووي بطرق ملتوية،وفي سياق متصل أكد وزير الشؤون العلاقات الدولية في الحكومة الإسرائيلية "يوفال شتاينس" أن إسرائيل لا تعارض حلا دبلوماسيا لازمة المشروع النووي الإيراني شريطة أن يكون هذا الحل شبيها بذلك الذي تم التوصل إليه في ليبيا حيث تم تفكيك البنية التحتية النووية خلافا لما حدث في كوريا الشمالية،وقال "شتاينس" في سياق مقابلة إذاعية إن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تدرك جيدا أن إيران ستحاول من خلال المفاوضات معها إنقاذ اقتصادها ومشروعها النووي العسكري على حد سواء مما سيجعل هذه المباحثات صعبة.

 

- الموقف الإسرائيلي المتشدد تجاه التعاطي مع إيران وصل إلي أذان الأمريكان والأوربيين لكنه لم يجد قبولا، فلقد نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن أحد الدبلوماسيين المطلعين على المفاوضات مع إيران قوله ،صحيح أن رأي إسرائيل مهم لكن ليس لها الحق في الاعتراض على الخطوات الحالية في المفاوضات الجارية،لافتاً إلى أن قدرة "إسرائيل" ستكون محدودة في التأثير على أي اتفاق مستقبلي محتمل مع إيران،وأضاف المسئول الغربي إن إسرائيل لن تكون موجودة في الغرفة حين يتم توقيع الاتفاق أو الصفقة، لافتاً إلى أن الدول العظمى التي ذات صلة بالمفاوضات مع إيران تنظر للقلق الإسرائيلي بجدية، في حين أن رؤية نتنياهو لا تتوافق مع بقية الدول في هذه المرحلة،وكان مسئول أمريكي قد حذر من أنه من غير المعقول ألا تستجيب الدول العظمى بما فيها الولايات المتحدة سواء كان في الاتصالات أو المحادثات المتوقفة والتي من المتوقع أن تجرى في جينيف على كل مطالب "إسرائيل"،وتشير الصحيفة إلى أن نتنياهو من المتوقع أن يلتقي في الأسبوع المقبل بزعماء أوروبيين وزعماء من دول أخرى، مشيرة إلى أنه سيؤكد أمامهم على حقيقة أن العقوبات على إيران بمقدورها أن تأتي بنتائج جيدة في حال استمرارها.

ثالثا : الملف الأمني

- التسخين علي جبهة الضفة الغربية رفعها الي مستوي الجبهة الأكثر سخونة من الجبهات العسكرية الاخري الشمالية والجنوبية نتيجة سلسلة عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية ،والتي كان أخرها إطلاق نار علي إسرائيلية تعيش في مستوطنة "بسجوت" أصيبت بجراح نقلت علي أثرها إلي المستشفي،عملية إطلاق النار علي المستوطنة جاءت بعد عمليتي إطلاق نار في قلقيلية وأخري في الخليل،هذه العمليات رصدها جهاز "الشاباك" الإسرائيلي الذي أوضح أن هناك ارتفاع طرأ في حجم العمليات التي استهدفت "إسرائيل" خلال شهر سبتمبر الفائت من العام الجاري م2013 في قطاع غزة والضفة الغربية،وذكر ا"لشاباك" في تقريره الشهري، أنه رصد وقوع حوالي 133 عملية معادية انطلقت من مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة الشهر الماضي، مقابل 99 عملية نفذت في شهر أغسطس الذي سبقه،ولفت التقرير إلى أن الارتفاع تركز في مناطق الضفة الغربية بواقع 104 عملية نفذت ضد أهداف إسرائيلية في شهر سبتمبر، مقارنة 68 عملية معادية وقعت في شهر أغسطس الماضي،يشار إلى أن تقرير الشاباك يشمل جميع الأنشطة المتمثلة بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وزرع العبوات الناسفة وإطلاق النار وغيرها ويصنفها تحت مسمى عمليات معادية.

 

 

- هذا وقد تطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو" للعملية التي جرت في مستوطنة "بسجوت" شرقي مدينة رام الله ،محملا المسؤولية للسلطة الفلسطينية عن هذه العملية التي وصفها بالبشعة والعمليات التي زادت خلال الأيام الأخيرة بسبب استمرار التحريض على إسرائيل،جاءت تصريحات نتنياهو في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية يوم الأحد وفقا لما نشره موقع صحيفة "معاريف"،مشيرا إلى ارتفاع ملحوظ في العمليات ضد إسرائيل خلال الفترة الماضية، معتبرا استمرار التحريض في وسائل الأعلام الفلسطينية السبب في هذا الارتفاع،ولا تستطيع السلطة الفلسطينية التنصل من المسؤولية عن هذه العمليات،وأضاف نتنياهو هذه العمليات لن تساعد "الإرهابيين" فنحن هنا وسنبقى نتواجد هنا ،وأنني من اجتماع الحكومة أتمنى الشفاء العاجل للطفلة وعودتها مع عائلتها إلى "بسجوت".

- العملية الأخيرة وسابقاتها ادلخت المؤسستين العسكرية والسياسية في حالة من الجدل حول تقدير الموقف وتداعياته المستقبلية ،فقد نقلت صحيفة معاريف عن ضباط ميدانيين في الجيش الإسرائيلي يشيرون إلى أن هناك تعاظم مقلق في حالات المقاومة الشعبية، التي تواجهها قوات الاحتلال خلال نشاطها في نطاق القرى والمخيمات الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية،ووصف الكولونيل "ايتمار كوهلي" نائب قائد لواء بنيامين في الجيش الإسرائيلي للصحيفة، هذا الارتفاع بأنه بطيء ولكنه ثابت، مشيراً إلى أنه كلما ازداد بقاء الجيش الإسرائيلي في المنطقة كلما ازدادت احتمالات نشوب انتفاضة شعبية،ووصفت الصحيفة المقاومة الناشئة، بأنها ليست مقاومة مسلحة بل تتمثل أساسا في قيام عشرات وربما مئات الشبان برشق جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، وقالت إن الجيش الإسرائيلي يعرف أين بؤر التوتر الأساسية وأي القرى والمخيمات التي يواجه فيها مقاومة، مشيرة إلى مخيمات بلاطة وقلنديا وجنين بالذات تعتبر مناطق نواة صلبة لهذه الأنشطة التي تسجل ارتفاعاً شاملاً،ويعزو الجيش الإسرائيلي تعاظم هذا النشاط للوضع الاقتصادي المتفاقم في أراضي السلطة الفلسطينية وإلى تحرير مئات الفدائيين في صفقة شاليط، إضافة إلى تجدد المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية التي تواجه معارضة شديدة في الشارع الفلسطيني،وبحسب مسئولون في الجيش فإنه إضافة إلى ذلك فإن نشاطات الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تحاول من خلالها فرض الأمن على الحواجز ومنع محاولات المواجهات مع الجيش الإسرائيلي تشعل المواطنين والشبان الفلسطينيين ويوجهون غضبهم تجاه قواتنا العاملة في تلك المناطق. 

 

 

- ونتيجة لتصاعد الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية نشر الجيش الإسرائيلي والصحف الإسرائيلية تحذيرات لجنود الجيش الإسرائيلي من الحذر الشديد تجاه إمكانية الاختطاف من قبل منظمات فلسطينية ،ففي هذا الشأن قد أعرب الجيش الإسرائيلي عن قلقه الشديد إزاء التسهيلات التي تمكن الإسرائيليين من الدخول إلى مناطق A" " الخاضعة للسيطرة الأمنية الفلسطينية ،على الرغم من الحذر المنصوص عليه في القانون، في حين تشير التقديرات في المنظومة الأمنية الإسرائيلية من أن محاولات القيام بعمليات خطف جنود أو إسرائيليين مدنيين ستتواصل من أجل مقايضتهم بأسرى فلسطينيين،وذكرت صحيفة "يديعوت احرنوت" أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لا تزال تواصل عملياتها في التحقيق حول العملية التي وقعت في مستوطنة "بساجوت"، موضحة أن الأمور لا زالت مجهولة حول ما إذا كان الملثم ينوي القيام باقتحام منزل داخل مستوطنة إلا أنه قد اصطدم بالطفلة التي قام بإطلاق النار عليها أو طعنها بحسب تضارب الأنباء حول ذلك،ووفقاً للتقديرات في الأجهزة الأمنية فإن الفلسطيني قد قام بتنفيذ العملية لوحده، الأمر الذي يعني أنه لم يتم إرساله من قبل فصيل بعينه، ما يجعل مهمة الكشف عنه أمام جهاز الاستخبارات والشاباك في مثل هذه الحالات صعبة أو حتى مستحيلة،وفي أعقاب الأحداث التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين أظهرت نتائج استطلاع أجرته تشكيلة الضفة الغربية في الجيش الإسرائيلي من أن معظم الجنود الإسرائيليين يرون أن احتمال عمليات الاختطاف بحقهم من قبل فلسطينيين في مناطق الضفة الغربية منخفضة، على الرغم من حملة التهديدات المختلفة،وكان جيش الاحتلال قد أوعز لجنوده في الآونة الأخيرة عدة تعليمات من شأنها الحفاظ على حياتهم وعدم تعرضهم لعمليات اختطاف والتي كان أبرزها عدم الصعود في الحافلات المجانية على طرق الضفة الغربية، وعدم الخروج لوحدهم من المواقع العسكرية بعد حلول الظلام، والحفاظ على اليقظة والقوة خلال القيام بعمليات مداهمات واعتقال بحق الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية،ونقلت الصحيفة عن أحد الضباط في تشكيلة الضفة الغربية قوله ،هناك العشرات من الإسرائيليين يدخلون على مدار الأسبوع إلى المناطق الفلسطينية على الرغم من التحذيرات التي أطلقناها في الآونة الأخيرة، موضحاً أن هؤلاء الإسرائيليين من الممكن أن يصبحوا أهدافاً جيدة لعمليات الخطف التي يحاول الفلسطينيون يومياً من أجل مبادلة أسرى بهم،وأشار الضابط المسئول إلى أن أجهزة الأمن الفلسطينية لا تستطيع إيقافهم جميعاً بل تقوم بإيقاف اثنين أو ثلاثة أسبوعياً ويتم إعادتهم إلى "إسرائيل"، مؤكداً على أن معظم تلك الحالات يتم توجيه لائحة اتهام لهم على أبعد تقدير دون تنفيذ عقاب الحبس،وبحسب ما تحدث الضابط فإن أعذار أولئك الإسرائيليين سواء كانوا جنوداً أو مستوطنين قد تتمحور حول أنهم يبحثون عن كراج لإصلاح سياراتهم، وفي سياق متصل أكد الضابط على أن الجيش الإسرائيلي مستعد لأي سيناريو محتمل قد يحدث في أراضي الضفة الغربية،وأضاف إننا في الجيش نعلم أن في كل جولة من المفاوضات مع الفلسطينيين يرافقها محاولات لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، وندرك أنه نتيجة للمفاوضات سيكون لها تأثير على الأرض سواء كان ذلك على صورة اتفاق موقع بين الجانبين أو انفجار يؤدي إلى حالة من اليأس وفقدان للسيطرة الأمنية .

- علي الجبهة الشمالية اللبنانية حذر قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي "يائير غولان" من أن أي مواجهة قادمة مع حزب الله اللبناني ستكون الأعنف من سابقتها، من الناحية اللوجستية والتكتيكية والتي ربما تشهد ارتفاعاً كبيراً في عدد المصابين في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، كما أنه سيتم توجيه ضربات موجعة للعدو والتي ستكون أكثر حدة،ونقل موقع "واللا" الإخباري عن المسئول العسكري قوله ،في الماضي اعتدنا أن ننظر إلى المنطقة الشمالية كساحة واحدة مع جبهتين لكنه في الحقيقة ليس كذلك، موضحاً أن الساحة الواحدة تتميز بعلاقات قوية خاصة بين حزب الله ونظام الرئيس السوري بشار الأسد والتي تقودهما إيران بقوة، مشيراً إلى أنه في حال تغير الوضع فإن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على خططنا وعلى استعدادتنا،وخصص جزءاً من مقابلة خاصة معه للحديث عن المواجهة القادمة مع حزب الله قائلاً الحرب القادمة مع حزب الله ستكون الأشد، كما سيرافقها أضرار أكبر بكثير وسيكون عدد المصابين في ارتفاع كبير خاصة بين المدنيين في إسرائيل،وأضاف "غولان" "كلما استخدم حزب الله قوة أشد فإنه سيتعرض لأضرار أكبر"، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي يملك المعلومات والقدرات للتغلب على تهديد الصواريخ التي سيطلقها حزب الله، ومن أجل التغلب على ذل يلزمنا الوصول للأماكن التي يتواجد فيها في القرى وبيوت السكان.  

 

حرره: 
م.م