تداعيات فصل "اللينو"..إزالة صور الرئيس عن مداخل بعض مخيمات لبنان

رام الله: ما زالت تداعيات قرار اللجنة المركزية لحركة فتح بفصل العميد محمود عبد الحميد عيسى الملقب باللينو أحد كبار قيادات فتح بلبنان، تظهر شيئاً فشيئاَ، وكان آخرها قيام مجهولين بإزالة صور الرئيس محمود عباس من مداخل المخيمات، والإبقاء فقط على صور الرئيس الراحل ياسر عرفات.

كمان أن "تصريحات اللينو" الأخيرة حول رده على قرار فصله وقوله بأن الميدان هو من يحسم هذا الجدل، دفع الكثيرين للتخوف على مصير حركة فتح في مخيمات الشتات، والإنذار والتخوف من احتمال حصول انشقاقات جديدة قد تضعف الحركة .

ومن ناحيته أكد سلطان أبو العينين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح بان اللجنة اتخذت قرارا بفصل "اللينو"، مشيرا الى ان هناك مساعي تبذل لاقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصفته القائد العام للحركة بعدم المصادقة على القرار.

ونقلت صحيفة القدس العربي عن ابو العنين قوله  بأن القرار اتخذ ولكنه لم تتم المصادقة عليه من الرئيس عباس ولم يتم تبليغ ‘اللينو’، موضحا بان القرار يقضي بفصل الاخير من الحركة بشكل نهائي.

وحول وجود حالة من التمرد في صفوف حركة فتح بلبنان جراء ذلك القرار قال ابو العنين ‘ليس هناك حالة تمرد او ما شابه ذلك، ولكن هناك حالة تذمر’ بشأن فصل اللينو احد قادة الحركة البارزين في لبنان.

وتابع ابو العنين قائلا ‘هناك مفاجأة من القرار، وهناك حالة تذمر من القرار، ولكن ليس هناك اي شكل من اشكال التمرد على الحركة’، متابعا ‘اتخذ قرار بفصل اللينو، ولكن لم يبلغ حتى هذه اللحظة بقرار فصله’.

وبشأن الأسباب التي دفعت مركزية فتح لاتخاذ قرار فصل اللينو من الحركة رغم أنه من أبرز قادتها على الساحة اللبنانية وفي صفوف اللاجئين الفلسطينيين هناك، اشار ابو العنين الى ان هناك خلافات حصلت داخل الحركة في لبنان دفعت عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية للحركة المشرف على الساحة اللبنانية بان يوصي مركزية فتح في اجتماعها الاخير عقب عودته من لبنان بفصل اللينو.

ويدور خلف الكواليس بان اللينو يعيش حالة صراع مع الاحمد كونه يدير الساحة اللبنانية من رام الله في حين ينفذ تعليماته سفير فلسطين في لبنان وكأنه لا توجد قيادة فعلية للحركة على الساحة اللبنانية.

وكانت مركزية فتح ارسلت مؤخرا عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية المشرف العام على الساحة اللبنانية لبيروت لاحتواء الصراع داخل الحركة هناك، الا انه عاد واوصى بفصل اللينو بحجة انه يرفض الامتثال لاوامر قيادة الحركة الصادرة من رام الله. وبشأن عدم مقدرة الاحمد على احتواء الاوضاع داخل فتح في زيارته الاخيرة للبنان والعودة الى رام الله بالتوصية بفصل اللينو، قال ابو العنين ‘كنت اتمنى ان يتم استيعاب المشكلة الموجودة دون اللجوء الى قرارات الفصل، ولكن هذا الذي حصل’.

وعن الاسباب الحقيقية التي ادت لفصل اللينو قال ابو العنين الذي كان يتولى المسؤولية عن الساحة اللبنانية في سنوات سابقة ‘انا عبرت عن رأيي في هذا الامر ولكن انا التزم بالقرار الذي اتخذته اللجنة المركزية’.

وحول اذا ما هناك خشية من ان يتفاقم الوضع تدهورا داخل حركة فتح بلبنان خاصة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين مقر اقامة اللينو بعد فصله من الحركة وتجريده من كل رتبه العسكرية قال ابو العنين ‘الامور يجب ان لا نضخمها، وانا اعتقد بان هناك حكمة عالية ووعيا ناضجا ولا اعتقد ان يقوم الاخ اللينو باية ردات فعل، وكلي ثقة واعرف الناس جميعا هناك، ولا اتوقع اية ردة فعل تسيء للحركة’.

وبشأن اذا ما عين شخص ما خلفا الى اللينو في قيادة الحركة على مستوى لبنان قال ابو العنين "هو لم يكن يحتل موقعا أساسيا ورئيسياً’، موضحا بان اللينو لن يتسلم بشكل رسمي قرار فصله، وقال ‘قرار فصله نهائيا من الحركة اتخذ، ولكن حتى الان لم يبلغ حتى هذه اللحظة بقرار خطي".

وردا على ما يقال خلف الكواليس بان فصل اللينو جاء بتهمة قربه من القيادي السابق بالحركة محمد دحلان الذي فصل قبل سنوات من صفوف الحركة، واستطاع اختراق صفوف الحركة بلبنان، وبناء تحالفات له مع قياداتها هناك، قال ابو العنين" يجب ان لا نضخم الامور بهذا المستوى، كان هناك حديث في هذا الامر ولكنها ليست القضية التي كانت السبب بفصل اللينو من الحركة، ولكن قيل بأنه كان يرفض الأمر الحركي ويدعو لتصحيح بعض الأخطاء هنا او هناك، وهذه كانت سبباً اساسياً ورئيسيا حتى تقدم الاخ عزام’ بطلب قرار فصل اللينو.

وبشأن وصفه للذي يجري حاليا في داخل صفوف حركة فتح بلبنان من ازمة قال ابو العنين " اتمنى أن يمر هذا القرار بهدوء وان تعالج امورنا بحكمة بعيدا عن التشنجات".

وحول اذا ما هناك مساع للتراجع عن قرار فصل اللينو قال ابو العنين" اعتقد بان قيادة الحركة بلبنان تتمنى أن يحصل ذلك وبعض قيادات الحركة هناك تسعى للحيلولة دون وضع القرار موضع التنفيذ’، مشيرا الى انه لم ينفذ قرار فصل اللينو اداريا او جرى تعميمه وتسليمه للاخير خطياً".

وتمنى ابو العنين" على اللينو والمؤيدين له في صفوف الحركة بأن يتصرفوا بمسؤولية وحكمة تجاه قرار فصله، منوهاً الى أن القرار لم يوقع لغاية الان من الرئيس عباس بصفته القائد العام لفتح.

هذا ويشهد مخيم عين الحلوة للاجئين بلبنان حالة من الاحتقان في صفوف المؤيدين للينو الذي صرح بأنه لغاية الآن لم يتبلغ رسميا بقرار فصله من الحركة، مضيفا ‘اذا حدث فلكل حادث حديث ونحن ابناء حركة فتح الفكرة والثورة ونحن من أبناء الميدان في حركة فتح ولسنا من أصحاب المكاتب و من يريد النزال الميدان مفتوح".

ويذكر أن اللينو غير راض عن عمل اللجنة المركزية لفتح وقيادتها للحركة وقراراتها بشأن الساحة اللبنانية وأنه دخل في صراع مع سفير فلسطين في بيروت تحت شعار بأن" اهل مكة ادرى بشعابها" في اشارة الى رفضه وعدم اقتناعه بالقرارات التي كانت تصل لقيادة الحركة في لبنان من رام الله وأن الموجودين في صفوف اللاجئين وداخل لبنان أكثر علماً ودراية بالشأن الفتحاوي بلبنان من الذين يجلسون في رام الله والذين يصفهم بـ" ثوار الفنادق بعد ان استثمروا ثوار الخنادق".

ومن ناحيته قال المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد:" لقد أعطينا فرصة طويلة للحوار وللأشخاص الواهمين الذين حاولوا أن يعطوا أنفسهم حجماً أكبر مما هم عليه فعلاً، لكن هؤلاء لم يلتقطوا هذه الفرصة، وأصروا على المضي في تمردهم وفي إصدار بيانات، تبين أنها ليست سوى زوبعة في فنجان".

وأضاف الأحمد:" بناءً على ما تقدم، قررت اللجنة المركزية لحركة فتح إعفاء اللينو من مهامه، وأعادته إلى حجمه الطبيعي، لارتكابه فعل التجنح والتمرد على التقاليد التنظيمية. وللعلم لقد دفعت شخصياً في اتجاه ترقيته عام 2009، حيث أعطيناه ثلاث رتب دفعة واحدة استثنائياً فأصبح عقيداً، وليس عميداً كما يدعي، مع الإشارة إلى أنه لا يحمل حتى شهادة توجيهية. لكن سرعان ما تبين أنه لم يكن يستحق هذه الترقية ولا هذه المسؤولية".

وفي ظل الصراع الدائر داخل حركة فتح في لبنان تم مؤخرا ازالة بعض الصور للرئيس الفلسطيني محمود عباس من على مداخل مخيمات اللاجئين بلبنان كانت معلقة بجوار صور للراحل ياسر عرفات.

وحسب ما ورد من لبنان فان مجهولين أزالوا مؤخرا صورة عباس من على مدخل مخيم ‘مار الياس′ وأبقوا على صورة عرفات، دون معرفة السبب أو الجهة التي تقف خلف تلك الحادثة".

وأثارت إزالة صورة الرئيس عباس تساؤلات حول الأمر، خاصة وأن المخيم يعتبر من اهدأ المخيمات الفلسطينية في لبنان، ولكنه ربما يكون مؤشرا على حالة الاحتقان في داخل صفوف الحركة هناك وتذمرها من ممارسات قيادتها في رام الله.

حرره: 
م.م