"المواعدة الإلكترونية": حلالٌ في فلسطين..حرامٌ في الأردن وللشباب رأيٌ آخر

شهرزاد أبودية- خاص زمن برس
رام الله: أثارت الفتوى الأخيرة الصادرة عن مجلس الإفتاء الأعلى- والتي من خلالها أجاز التعارف بين الشباب والفتيات عبر الإنترنت بهدف الزواج مع توضيح ضوابطٍ شرعية لذلك- ضجةً كبيرة في فلسطين ومحيطها، وعلى إثر ذلك ردت دار الإفتاء الأردنية على الفتوى بإعادة أخرى كانت قد أصدرتها عام 2010، تُحرّم فيها الدردشات الخاصة "الشات" بين الشاب والفتاة، قائلةَ إنها تدعو " للإعجاب والافتتان غالباً، وتفتح باباً للمعاصي، حتى ولو كان في سبل مباحة وعامة"، معللة ذلك بأنه "يبدأ الحديث بالكلام المباح، لينتقل بعد ذلك إلى كلام العشق والغرام، وبعدها للمواعدة واللقاء".
ولاستيضاح الموقف حول سبب إصدار الفتوى الفلسطينية في هذا الوقت والمقاصد من ورائها إتصلنا بفضيلة مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، والذي قال لزمن برس:" إن هذه الفتوى قد جاءت بناءً على تساؤلات وجهت لدار الإفتاء من الشباب الفلسطيني في ظل التطور التكنولوجي"، ويتابع " نحن قد بينا أنه إذا تعذرت كافة السبل ولم يجد الشاب والفتاة أمامها إلا الانترنت فهذا مباح بهدف الزواج فقط، من باب التيسير والتسهيل" .
وأضاف الشيخ حسين "إن المشكلة لا تكمن بالوسيلة، إنما في الضوابط الشرعية التي يجب أن يتحلى بها الشخص لمنعه عن ارتكاب الآثام " موضحاً ذلك بأنه "يمكن لشاب وفتاة أن يتقابلا وجهاً لوجه، ويخرج كلامهما عن المباح، ويصبح في إطار الحرام" .
أما بشأن ما خرجت به دار الإفتاء في الأردن، فقال المفتي:" إن البعض يذهب لتحريم ذلك لـِ "إغلاق باب الفتنة"، وتابع:"نحن نحترم جميع وجهات النظر".
وكان فضيلة المفتي قد أكد في نهاية حديثه على ما جاءت به الفتوى بأنها تجيز التعارف الكترونياً بهدف الزواج وهو أمرُ مباح في حال تعذر السبل الأخرى في سبيل إتمام ذلك، مشدداً على الضوابط الشرعية التي يجب أخذها بعين الاعتبار.
وانسحب الأمر واضحًا لتعليقات الشباب الفلسطيني على ما جاءت به الفتوى، فتحرير شاكر (20 عاماً)- طالبة إعلام في جامعة بيرزيت، ترى بأن "قصص الحب وحديث الشباب والفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً الفيسبوك جميعها أكاذيب وليس لها علاقة بالواقع".
وتابعت تحرير قائلةَ "رأيي بالفتوى أنها ليست منطقية وبنظري أصبح أي شخص يفتي بما لا يعنيه ويبيح الذي يُرضيه وفق أهوائه"، مضيفةً أن "مواقع التواصل الاجتماعي جيدة للتواصل مع الأصدقاء والزملاء والأهل أما بخصوص الزواج فهو ضرب في الهواء" .
أما محمود (19 عاماً) فلا يهتم كثيرًا بالفتوى الصادرة إلا أنه ليس واثقاً كما بدا من أي محاولة تنظيم للعلاقة بين الشاب والفتاة عبر الإنترنت.
ورفضت سماح خواجا (20 عاماً) التعليق على ذلك مكتفيةً بالقول " لا يجب على دار الإفتاء المناقشة في هذا الأمر"، وأكدت على ذلك زميلتها ريم زبن (20 عامً) قائلة " هذه لا تعتبر فتوى ولا يجب مناقشتها".
وتبلغ نسبة مستخدمي الإنترنت في فلسطين 30% حسبما بينته المؤشرات الإحصائية الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، والتي كشفت أيضاً أن أكثر من مليون فلسطيني يستخدمون موقع التواصل الإجتماعي الشهير " فيس بوك ".
وينتشر استخدام الإنترنت بشكل كبير بين الفئات الشبابية، فهناك 81% من الفئة العمري 15-19 يستخدمون الإنترنت حسبما تؤكده نفس المؤشرات.




