أبرز المطاردين في جنين: لن أسلم نفسي للسلطة إلا جثة هامدة!

رام الله: أكد محمود السعدي أحد قادة حركة الجهاد الاسلامي في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة وأبرز أحد المطاردين للأجهزة الأمنية الفلسطينية بأنه لن يسلم نفسه، مشيرا إلى أن هناك العشرات من أبناء المخيم مطاردون ولن يسلموا انفسهم للسلطة، مطالبا الرئيس عباس بوقف الحملة التي تنفذها الأجهزة الأمنية في المحافظة "والتي أدت لاعتقال عدد من رجال المقاومة في المخيم، مشددا على أن الحملة الأمنية هي سياسية وموجهة ضد رجال المقاومة"، الأمر الذي نفاه محافظ جنين طلال دويكات وقال ‘هذه ادعاءات باطلة’، مشددا على أن الأجهزة الأمنية تستهدف عناصر متهمة بإثارة الفوضى في المحافظة وتسعى لاعادة حالة الفلتان الامني للأراضي الفلسطينية، كما أوردت صحيفة القدس العربي.

وفي ظل تأكيد دويكات مواصلة الحملة الأمنية في جنين ومخيمها واعتقال العشرات من المتهمين بإثارة الفوضي والاعتداء على المقار الأمنية بالمحافظة، أكد السعدي على أن الحملة الأمنية في جنين تهدف لملاحقة رجال المقاومة ‘وخدمة مجانية للعدو الصهيوني’ على حد قوله، إلا أن الدويكات رد قائلا ‘المستهدفون هم المنفلتون أمنيا والذين روعوا المواطنين وهددوا السلم الأهلي، واعتدوا على سيارات أهلنا القادمين من داخل أراضي عام 1948، واطلقوا النار على أبراج مقر المقاطعة والمقار الأمنية’.

وأوضح دويكات بأن جنين شهدت منذ استئناف المفاوضات مظاهر لاعادة الفوضى الأمنية للأراضي الفلسطينية حتى تتهرب اسرائيل من استحقاقات العملية السلمية، مرجحا ان يكون بعض المتورطين في اثارة الفوضى الداخلية ينفذ مخطط الاحتلال لاعادة الفلتان الامني للأراضي الفلسطينية، منوها إلى ان جزءا من المتورطين في الفوضى قاموا بتلك الاعمال دون ان يكونوا مدركين لخطورة افعالهم، كما أوردت القدس العربي.

السعدي: لن أسلم نفسي إلا جثة

وفيما شدد دويكات على أن الحملة الأمنية في جنين ليس لها اي بعد سياسي، ونافيا بشكل قاطع ان يكون هناك اعتقال على خلفية سياسية، قال السعدي للقدس العربي ‘هناك استهداف لنا كحركة جهاد اسلامي ولكل مناضل داخل مخيم جنين، سواء من الجهاد أو غير الجهاد، وكل انسان عنده نفس مقاومة وما زال يفكر بمقاومة هذا العدو هم-الأجهزة الأمنية – يقومون باعتقاله وزجه في السجون وتغييبه عن الميدان’، مستشهدا باعتقال عدد من ابناء المخيم لدى السلطة لهم اشقاء شهداء واسرى في سجون الاحتلال.

وشدد السعدي على أن هدف الحملة الأمنية التي تنفذها الأجهزة الأمنية في مدينة جنين ومخيمها تستهدف نشطاء المقاومة بغض النظر عن انتمائهم السياسي، وقال ‘اي انسان فعال من فتح او من حماس او من الجهاد الاسلامي قد يتم استهدافه’، منوها إلى ان مخيم جنين للاجئين هو معقل لحركة الجهاد الاسلامي، وهذا معروف فلسطينيا على حد قوله.

وبشأن امكانية تسليم نفسه ومن معه من نشطاء الجهاد الاسلامي للأجهزة الأمنية الفلسطينية منعا لتفاقم الاوضاع قال السعدي انا سجنت عندهم ستة شهور قبل ذلك، امضيتهم في اريحا ورام الله تحت التحقيق ولم اعرض على المحكمة ولم اعرض على النيابة، كنت مختطف، والمحكمة العليا -الفلسطينية- اصدرت قرارا بالافراج عني كوني غير موقوف (وفق الاجراءات القانونية) واني مختطف ولكن لم يتعاطوا مع اي كان الا بعد 6 شهور حتى تم الافراج عني، وكانت كل التحقيقات معي حول نشاطي في حركة الجهاد الاسلامي وحول اخواننا المقاومين وليس اكثر من ذلك’.

وعند مقاطعته وتوجه السؤال له مرة اخرى حول اذا ما يعتزم تسليم نفسه ومن معه للسلطة لانهاء الازمة في جنين قال السعدي ‘لن اسلم نفسي الا جثة’.

دويكات: سنسعى بكل الامكانيات لنوقفك سالماً

ومن جهته تعهد دويكات بان الأجهزة الأمنية ستواصل ملاحقة السعدي والعمل على توقيفه سالماً دون أي اذى، وقال ‘سنسعى بكل الامكانيات لنوقفك سالما’، بتهمة التورط في اطلاق النار على المقر الحكومية والأمنية في جنين، مضيفا ‘سنقدم كل معتد للعدالة ليأخذ القانون مجراه’ لتوفير الامن والامان للمواطنين الفلسطينيين.

وبشأن عدد المطاردين في مخيم جنين الذين يرفضون تسليم انفسهم للأجهزة الأمنية الفلسطينية قال السعدي’هناك العشرات’، رافضا وصفهم بالمطاردين، وقال هم مقاومون’، منوها إلى ان العديد منهم تجاوز عمرهم الخمسين عاما، وهم اباء لشهداء سقطوا خلال مقاومة الاحتلال مثل غسان السعدي والشيخ بسام السعدي، ومشيرا إلى اعتقال الشيخ خالد ابو زينه وعمره تجاوز الخمسين عاما وهو احد الشخصيات الاعتبارية والاصلاح وقيادي في الحركة الجهاد الاسلامي بالمخيم، الا ان المحافظ طلال دويكات اكد اطلاق سراح ابو زينة بعد ساعة واحدة من توقيفه، منوها إلى انه اعتقل فقط بسبب وصول السعدي لبيته والتقاط صور له هناك ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وحول حمله ومن معه السلاح بشكل مخالف للقانون الفلسطيني، واستخدامه في الفوضى والفلتان الامني قال السعدي الذي يبلغ من العمر 35 عاما ‘لم نحمل اي سلاح في اية لحظة يسيء لشعبنا او نتظاهر فيه بطريقة غير مقبولة. السلاح حمل لمقامة العدو الصهيوني، وكان الاجدر بالأجهزة الأمنية ان تأتي بنفسها لتقاوم عن شعبها الذي يذبح امام عينها، وان تقف هذا الموقف الذي يقفه اشبالنا واطفالنا ويقاتلون في (منتصف الليالي) وهم -الأجهزة الأمنية- يتفرجون ويسمعون صراخنا وصراخ زوجاتنا’.

وتابع السعدي قائلا ‘نحن نقول بان السلاح هو سلاح شريف يقاتل المحتل ولن يصوب تجاه فلسطين، ونطلب من السلطة وقف هذه الحملة الأمنية لانها حملة امنية لأمن الاحتلال وحماية أمن الاحتلال وليس اكثر من ذلك’، مشيرا إلى ان المطلوبين هم الذين يتصدون للاحتلال ويقاومونه مقاومة شرسة في مخيم جنين الذي يخضع للسيطرة الفلسطينية على حد قوله’.

 

استهداف المناضلين استهداف للجميع

وشدد السعدي على أن القانون الدولي كفل للشعوب التي تحت الاحتلال مقاومته، وقال ‘السلطة نفسها تقول بأن الأراضي المحتلة عام 1967 هي أراضي محتلة، اذن من حقنا ان نقاوم العدو على هذه الارض المحتلة’، وتابع ‘في حال تحررت بلادنا فاي سلاح غير السلاح الموجود عند الحكومة يكون سلاحا غير مقبول’.

وفيما اذا ما هناك تفكير من قبل السعدي ومن معه بتسليم انفسهم واسلحتهم للأجهزة الأمنية لانهاء الازمة المتفاقم في جنين قال السعدي ‘لا يوجد لدينا سلاح لتسليمه، واذا هناك سلاح فهذا سلاح مقاومة ومع المقاومين’.

وتابع السعدي قائلا ‘اي استهداف لاي مناضل داخل المخيم و اي مجاهد هو استهداف للجميع، ولن يسلم اي شخص نفسه للأجهزة الأمنية مهما كانت تهمته، لان توجه الحملة الأمنية هو توجه سياسي واعتقال امني يصب في مصلحة العدو الاسرائيلي، ومن يقول غير ذلك فكلامه عار عن الصحة، والاسماء والناس الذين تم اعتقاله هي اسماء عناوين في محافظة جنين ومخيم جنين’. وفي تكرار السؤال عليه بشأن امكانية ان يسلم نفسه للأجهزة الأمنية رد قائلا ‘ولا باي شكل من الاشكال’.

واختتم السعدي حديثه قائلا ‘نحن نؤكد مرة اخرى على تحريم الاقتتال الفلسطيني’، مشددا على أن الاحتلال الاسرائيلي يدفع السلطة للاقتتال الداخلي في مخيم جنين ‘على اساس ان يلهونا في بعض مثل ما هو جار في عالمنا العربي، ونحن نؤكد باننا اوعى من ذلك ولنا عدو واحد ومشترك وهو الذي قتل قادة العمل الوطني والاسلامي ابو عمار والشقاقي وياسين وكل هؤلاء الاخوة، ونحن نؤكد بان خيارنا وتوجهنا باتجاه العدو’، مشددا على أنه وغيره من ابناء جنين لن يرفعوا سلاحهم في وجه السلطة ولن ينجروا للاقتتال الداخلي.

وتابع السعدي قائلا ‘لن نقاتلهم -الأجهزة الأمنية الفلسطينية- مهما فعلوا، ولن نسلم انفسنا لهم’، مجددا نفيه لوجود أسلحة بحوزتهم يمكن تسليمها للسلطة.

ومن ناحيته نفى دويكات صحة ما قاله السعدي، بانه واحد من بين الذين شاركوا في اثارة الفوضى داخل جنين عقب استشهاد اسلام الطوباسي قبل اسابيع على يد الاحتلال الاسرائيلي، مشيرا إلى ان الساعين لاثارة الفوضى في الأراضي الفلسطينية ينفذون مخططا اسرائيليا سواء بقصد او دون قصد لاعادة الفلتان الامني للمجتمع الفلسطيني وتهديد السلم المجتمعي وهز صورة السلطة الوطنية امام الرأي العام العالمي وفتح المجال لاسرائيل للتهرب من استحقاقات العملية السياسية.

 

حرره: 
ا.ش