لهذا السبب ستدفع إسرائيل ثمناً سياسياً باهظاً

خاص زمن برس
في الفترة الحساسة بالذات وصلت الحكومة الاسرائيلية إلى ذروة نشاطها الدبلوماسي الهادف لإحباط المشروع النووي الإيراني و جولة المفاوضات الحالية مع الفلسطينيين ورئيس حكومتها يشغل الوظيفة الحيوية – وزير الخارجية- بأسلوب كل شيء سيكون على ما يرام، ولكن خبراء إسرائيليين يشككون بجدوى ذلك، علمأ أن منصب وزير الخارجية ظل وديعة لدى نتنياهو ريثما تتم تبرئة أفيغدور ليبرمان من تهم فساد تلاحقه ستبت فيها المحكمة في السادس من الشهر المقبل.
في تاريخ إسرائيل كانت فترات قليلة وقصيرة جداً لم يتفرغ شخص لشغل منصب وزير الخارجية. وذلك تم لفترة قصيرة جداً في حكومة مناحيم بيغن الأولى. وفي حكومة نتنيناهو الأولى. وهذه الفترة التي لا يشغل فيها شخص متفرغ منصب وزير الخارجية في اسرائيل هي الأطول في منذ إنشاء إسرائيل. وكل هذا يجرى في هذه الأسابيع الحساسة فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية الاسرائيلية وفقاً لخبراء بالنظام السياسي الإسرائيلي.
رئيس الحكومة الاسرائيلية بينامين نتنياهو يواجه صعوبات جمة بالتصرف كوزير للخارجية لأن هذا المنصب يفرض عليه التواجد لفترات طويلة خارج إسرائيل من أجل الاهتمام بالمصالح الإسرائيلية. ويرى المتخصصون بعلاقات إسرائيل الخارجية صعوبات في فهم إمكانية قيام الحكومة الاسرائيلية بواجباتها دون وجود وزير للخارجية.
وبرز غياب وزير خارجية لإسرائيل خلال الأسبوع المنصرم خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي ظل تحول خطر التهديد الأوروبي بمقاطعة المستوطنات إلى خطر ملموس والنجاح الذي حققه الرئيس الإيراني حسن روحاني عبر خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ونيله لإعجاب الأوروبيين وحتى الأمريكيين.
ويرى المحللون السياسيون الإسرائيليون أن تصدي نتنياهو لحملات الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد كان أمراً ميسوراً. لأنه كان منكراً للمحرقة النازية وداعيا إلى إبادة إسرائيل، وبذلك كان نجاد يؤدي نصف دور إسرائيل في علاقاتها الخارجية. واستعل نتنياهو ذلك على أفضل صورة فحولت إيران إلى التهديد المركزي للعالم. ولكن الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني أكثر دهاءً. وفي مستهل فترة ولايته رئيساً نجح في تحسين علاقات إيران بالخارج التي اتسمت بالتوتر خلال فترة رئاسة نجاد. وقبل أن تفكك ايران مخصب يورانيوم واحد بدأ روحاني في عيون الغرب كرجل إصلاحي ومعتدل.
و الذي كان يفترص أن يقوم باستعدادات اسرائيل للذهاب الى الامم المتحدة والتجهيز لعقد الاتصالات الدبلوماسية هو وزير الخارجية وليس رئيس الحكومة نتيناهو. وزير الخارجية الاسرائيلي الغائب كان من المفترض أن يعرض أمام الغرب الأدلة الدامغة على مواصلة تقدم إيران في مشروعها النووي. ولكن إسرائيل بحسب المحللين الاسرائيليين وصلت إلى الأمم المتحدة غير جاهزة مما عزز موقف روحاني.
وفي ظل غياب وزير خارجية لإسرائيل فإن دعايتها الخارجية ستحصد المزيد من الفشل، لأن وزير المواصلات يسرائيل كاتس ونائب وزير جيش الاحتلال داني دنون ونائب وزير الخارجية وبقية ما يسمى في اسرائيل من رافضي السلام سيكونون صوت اسرائيل المسموع في العالم، وفي ظل ذلك يرى خبراء الدعاية الاسرائيليين أنه لن يكون مستغرباً أن تبدو اسرائيل في عيون العالم الطرف الذي يرغب بإثارة الحروب وعرقلة عملية السلام مع الفلسطينيين.




