مستقبل "شاس" بعد وفاة عوفاديا يوسيف

خاص زمن برس
تل أبيب: سر قوة حركة "شاس" وتماسكها ظل لغزاً يطرح نفسه، كلما حققت هذه الحركة التي تمثل اليهود الشرقيين المتدينين انجازاً انتخابياً، ولكن خلال الأيام الماضية، عاد ذلك التساؤل إلى الواجهة بعد دخول زعيمها الروحي الحاخام عوفيدا يوسيف إلى المشفى الذي أعقبه الحديث عن مرحلة "شاس" ما بعد الخاخام عوفاديا.
المحلل السياسي اروي شافيت من صحيفة هآرتس حاول تشخيص سر قوة "شاس" ومكانة الحاخام عوفاديا يوسيف فيها بالقول "شاس قصة نجاح استمرت على مدار ثلاثين عاماً، وأساس هذا النجاح قائم على شخصية الحاخام عوفديا يوسيف كسلطة عليا، وعلى أريه درعي في العقد الأول من عمر "شاس"، وعلى أيلي يشاي في خلال العقد الأخير، وأيلي يشاي. الذين أدارا الشؤون السياسية لحزب شاس."
وجاءت نشأة "شاس" ثمرة لانشقاق الشرقيين عن حركة عام 1984م، عن الحركة الأم أغودات يسرائيل التي كانت تعتبر الممثل التقليدي للتيار غير الصهيوني والتيار الديني الأرثوذكسي المتزمت للشرقيين والغربيين. ويعتبر عوفاديا يوسيف المؤسس الفعلي للحركة بعد أن استعان بـ الحاخام الشاب آرييه درعي.
و الحاخام عوفاديا يوسيف الذي يبلغ من العمر 93 عام ولد في بغداد عام 1920م، وهاجر إلى فلسطين وهو في الثالثة من عمرة عام 1923م، ودرس بإحدى المدارس الدينية لدراسة التوراة وفي العشرينيات من عمره تولى منصب نائب الحاخام الأكبر في القاهرة وذلك قبل إنشاء إسرائيل وبعد قيامها عاد إلى تل أبيب ليعين قاضيا في محكمة دينية في بيتح تكفا، وفي الثالثة والخمسين من عمره عين في منصب الحاخام الشرقي الأكبر لإسرائيل.
القناة الأولى من التلفزيون الإسرائيلي سألت الدكتورة عنات فليدمان الباحثة المتخصصة بحركة "شاس" عن مستقبل حركة "شاس" بمجرد أن يغيب الموت زعيمها الروحي الحاخام عوفيديا يوسف وتوقعت فليدمان أفول سيطرة أسرة الحاخام عوفايدا و اريه درعي على الحركة "الحاخام عوفاديا يوسيف يتملك صلاحيات هائلة، انتزعها بنفسه، وفي اللحظة التي سيغيب فيها وفي اللحظة التي لن يكون فيها زعيماً، لـ "شاس" فإن أسرته أي ابنه وابنته لن يتمكنا من مواصلة السيطرة على الحزب والدولة كما فعلوا بالسابق."
وعن السيناريو المتوقع لمصير "شاس" بعد وفاة الحاخام عوفاديا قالت عنات فلديمان "الذي سيحدث في حال وفاة الحاخام عوفاديا هو أن كبار القادة من حاخامات شاس سيأخذون جنودهم وهؤلاء يقدرون بالآلاف من الأنصار والداعمين والمؤيدين، وهؤلاء الحاخامات سيشكلون مجلس حاخامات. وسيختارون من يمثلهم بالحياة السياسية.واريه درعي وأسرة الحاخام عوفاديا لا يملكون الكثير من الجنود، ربما لديهم المئات الذين يثيرون ضجة كبيرة، ولكن ليس لديهم أنصار وجنود مثل الحاخام ابر جيل."
وبحسب فليدمان فإن "شاس" ستشارك في الانتخابات المقبلة ولكنها لن تحظى بنفس النتائج "شاس كما كانت وكما هي الآن لن تكون في الانتخابات المقبلة، الحاخامات الشرقيون يدركون أن خوض الانتخابات يدر عليهم مالاً ولذلك فإنهم سيختارون شخصاً ما يمثلهم في الحياة السياسية. وهذا الشخص لن يكون درعي الذي أتوقع أن يرأس جسم آخر غير "شاس"، الحاخامات يريدون شخصا ينفذ أوامرهم وأتوقع أن يكون ذلك الشخص ايلي يشاي وهو شخص محبوب وينفذ تعليمات الحاخامات وليس مثل درعي الذي كان لا ينفذ حتى تعليمات الحاخام عوفاديا."




