بالفيديو- دحلان: صائب عريقات تحول إلى مقاول مفاوضات..ولا ينظر إلى أهمية النتائج

رام الله: وصف النائب محمد دحلان، الرئيس محمود عباس وكبير المفاوضين صائب عريقات بـ"ملوك المفاوضات"، قائلاً إن عريقات" تحول لمقاول مفاوضات ولا ينظر لأهمية النتائج" على حد قوله.

وعرض دحلان الخلفية التاريخية لتوقيع اتفاق أوسلو، والأسباب التي دفعت الزعيم الراحل ياسر عرفات إلى السير في طريق المفاوضات. مضيفاً" أن اتفاقية أوسلو سقطت منذ اليوم الذي استخدمت فيه إسرائيل طائراتها لقصف مقرات الأمن في غزة وتدمير كل المؤسسة الأمنية لصالح حماس، كما سقطت أوسلو منذ أن قصف لاحتلال سجن نابلس وقتلت فيه مواطنين فلسطينيين".

ولخص دحلان أسئلة أكثر من 300 فلسطيني وجهت له عبر صفحته على الفيسبوك في محاور رئيسية هي: ما الذي أجبر الرئيس ياسر عرفات على توقيع اتفاقية أوسلو، وأين نحن من هذه الاتفاقية الآن وقيمة وأهمية أو عدم أهمية المفاوضات الجارية، وما يمكن أن نفعله في المستقبل؟.

وفيما يلي إجابات دحلان على الأسئلة كما وصلت لزمن برس عبر بيانٍ نشره المكتب الإعلامي لدحلان نصاً حرفياً:

 

لماذا وقعنا أوسلو ؟

لابد أن نتذكر أن أوسلو لم تأت من فراغ أو كانت كمينا للفسطينيين كما بعتقد البعض، لكنها كانت محصلة ميزان قوي بين الفلسطين والإسرائيليين، ونتيجة لحرب الخليج الأولى، فالجانب الأمريكي شعر بأن عليه أن يتحرك قليلا باتجاة القضية الفلسطينية حتى برضي الرأي العربي والإسلامي بعد تدمير القوات الأجنبية للعراق، وثانيا أن اسرائيل قد استخدمت كل الوسائل الممكنة والغير ممكنه لتدمير الانتفاضة الأولى، والتي تعتبر أهم شعله في تاريخ كفاح الشعب الفلسطيني والتي أنجزت ما يمكن أن يقال أنه حصيلة ايجابية في مواجهة غير متكافئة بين الشعب الفلسطيني وقوات الإحتلال.. وحولت اسرائيل في الوعي الأجنبي إلى كيان احتلال.

وكان في النهاية ما نتيجته، أنه لابد من أن تجلس اسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية، والتي كانت اسرائيل حتى ذلك الوقت ترفض الحديث معها باعتبارها منظمة “إرهابية”، من وجهة نظر اسرائيل، فالإنتفاضة ألزمت الممجتمع الدولي بالتحاور مع منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني.

وبهذه الأجواء بدأت فكرة أوسلو خرجت بتلك البنود، التي جزء منها ضعيف وجزء منها قوي، إلا أنه بغض النظر عن التفاصيل، فإنه بعودة منظمة التحرير من المهجر إلى الداخل وألاف الفلسطينيين من الخارج للداخل يمثل أول عودة في التاريخ الفلسطيني من الخارج للداخل بعدما كانت من الداخل للخارج، ثم بناء مؤسسات السلطة، ثم أن تكون السلطة طرفا رئيسيا في تمثيل الشعب الفلسطيني.

ولأن كثير من الأحداث قد تراكمت، ودمرت ما تم انجازه، ولهذا فهناك أسباب كثيرة أوصلت أوسلو إلى ما وصلت إليه، لكن هذه هي الأجواء التي أجبرت منظمة التحرير سواء بانجاز أو نصف انجاز أن تتحول من المهجر إلى الداخل وأن تعيد للقضية الفلسطينية حيويتها، وأن تضعها على طاولة مقرري مستقبل الشعوب في أوربا والولايات النمتحدة، وأصبحنا طرفا مهما ولكن ليس متكافئا مع إسرائيل على طاولة المفاوضات .

 

هل سقطت أوسلو؟

أعتقد أن الجواب واضح من خلال ممارسات إسرائيل، بتهويد القدس، وزرع المستوطنات في كل مكان، وبدأت منذ أن حوصر الرئيس ياسر عرفان في عام 2001 و2002، سقطت منذ اليوم الذي استخدمت فيه طائراتها لقصف مقراتنا في غزة وتدمير كل المؤسسة الأمنية لصالح حماس، سقطت منذ قصف سجن نابلس وقتلت فيه مواطنين فلسطينيين، وعندما اقتحمت بيوت الفلسطينيين، ومنذ أن تجرأت واقتحمت حدودنا في رام الله لتعتقل فلسطينيين، وبالتالي أوسلو كانت مدتها 5 سنوات، للتجريب وبعدها ننتقل للحل النهائي، لكن إسرائيل أرادت أن تحول الاتفاق الإنتقالي إلى إتفاق دائم، وللأسف القيادة حتى هذه اللحظة لا تصارح الشعب بالحقيقة ، وهي أن أوسلو قد انتهت.

وأنها يجب أن تبدأ بداية مختلفة، عما كانت عليه في السنوات الماضية، واوسلو انتهت ايضا عن افرغت اسرائيل الجانب السياسي من المفاوضات.

ولأن الإتفاقية مبنية على ثلاث أسس الأول سياسي، والثاني أمني، والثالث اقتصادي، فاسرئيل حاصرت اقتصادنا ومنعت تصدير المواد من مدينة إلى أخري، ثم سياسيا لم تقبل بتنفيذ بنودها، والجانب الذي بقى حيا حتى الأن هو الجانب الأمني.. وإذا كنا نحن نحافظ على الامن الداخلي فذلك كان وفق صفقة تقول بانسحابات إسرئيلية في المقابل من الأراضي الفلسطينية..

ويقو البعض انت كنت مسئول جهاز أمني، وكنتم تنسقوا مع إسرائيل، وأقول:نعم ، كانت هذه جزء من الإتفاقيات التي وقعها ياسر عرفات رحمه الله، وكانت جزءا من 3 عناصر مهمة اقتصادي وسياسي وأمني، وكنا نحافظ على الأمن الداخلي مقابل انسحابات اسرائيلية وحدث أن انسحبت اسرائيل من 42 % من مساحة الضفة الغربية إجمالا، في حياة عرفات .

وبالتالي هذه صفقة كاملة وأن تأت إسرائيل لتقول السياسة لا تتحدثوا بها وأن الإقتصاد نحن نعطيكم منحة أن نفتح الحواجز مرة وتغلقها عشرات المرات.

أما نستمر بعنادنا في التنسيق الأمني فهذا هو الغريب، وإن لم تستطع السلطة أن تستخدم الامن كرافعة لها لفرض منطقها السياسي على طاولة المفاوضات فهذا لا يصبح فقط عبثيا، لكن يكون ضد مصالح الشعب الفلسطيني.

ولذلك يجب أن تعود الأمور لنصابها، وأنا هنا لا ألوم الذين يتمسكون بتلابيب أوسلو، بل أيضا حركة حماس مارست نفس الممارسة على استحياء ، فإسرائيل فوضت الأمن داخل الضفة بالمناطق الماهولة إلى سلطة الضفة، وفوضت مسئولية الأمن في القطاع إلى حماس، بل فوضتها بقمع أي فصيل فلسطيني يطلق صواريخ على إسرائيل.. ولذلك كل هذا المفهوم للسلطة في الضفة والقطاع وهمية، ويجب أن يعيرا الإعتبار للإتفاقات وطبيعة العلاقات بيننا وبين إسرائيل ولا يجب أن نبقى مستقبلين للحفاظ على مصالح ضيقة، فالمصالح الوطنية غابت عن الحالتين.

أما المفاوضات التي تجري حاليا، فأنا أعرف الدكتور صائب عريقات جيدا وكذلك أبو مازن، فهما ملوك المفاوضات وهذا ليس عيبا، لكن العيب أن تستمر طبقا الشروط التي تضعها إسرائيل، أو أن تسير على غير إرادة من يشارك فيها، ويكرر شروطه فيها علنا ، فقد استمعنا إلى عريقات وأبومازن، عشرات المرات، فقد تحول عريقات للأسف إلى مقاول مفاوضات، وين يكون في مفاوضات يروح وبعدين يفكر في النتائج.

 

شاهد الفيديو...

 

حرره: 
م.م